الكاتالوج !
حسن حجازي
في
خطبة الجمعة احتد الإمام قائلاً في
نبرة غاضبة وصوتٍ عالٍ أيقظ المصلين الذين كانوا بينَ ساهٍ ومَن يغالبهُ النوم ومَن يجاهد الحر الذي لم تفلح المراوح
الرخيصة المُنهكة في تخفيف حدته :
--"
عندما نشتري سيارة أو غسالة أو ثلاجة فنحنُ جميعاً نحرص ونجتهد ونتواصى
في اتباع التعليمات الواردة معها في
(الكتالوج ) حرصاً عليها وعلى سلامتها , لكن لماذا لا نتبع المنهج الذي
أرسله لنا الله سبحانه وتعالى على نبيه , أي البرنامج أي
كتاب الصيانة أي (الكاتالوج ), الكتاب الذي فيه صلاحنا , فيه سلامنا
, فيه أماننا , الكتاب المنزل من الله ,الذي فيه سعادتنا , فيه صحتنا , فيه جنتنا,
فيه العتق من النار , فيه الجنة ... لماذا
؟ ... لماذا ؟ " .
سمعتُ
كلام الخطيب وتذكرتُ تلكَ النبرة الحادة للشيخ كشك رحمه الله والتي كان الخطيب يحاول جاهداً تقليدها . وابتسمت رغماً غني وقلت في نفسي --:
" والله عنده حق ".
لكنَ
نفسي الأمارة بالسوء قفزت أمامي وهمست توسوس لي وتلعب في رأسي :
[b]-"لكن مهندس الصيانة لم يرسل مع تعليماته وتوصياته وكتيبه الخاص شيطاناً يجري لابن أدم مجرى الدم من العروق , يوسوسُ له , يلهيه ويزينُ له كل ماهو زائل , بل ولم يخلق معه نفساً أمَارة , نفساً لوامة , كتلكَ الذبابة التي تعاند
وتكابر في محاولة مستميتة ومتكررة للوقوف على أنفي وأحاول إبعادها دون جدوي والتي تحاول
أن تفسد عليَّ صلاتي وخشوعي
!" .
من
يومها وأنا احرصُ أشد الحرص على (كاتالوج ) الصيانة الخاص بالأجهزة المتعددة المنتشرة
في بيتي , وكذلك( بالكاتالوج )النفيس الخاص بنفسي ![/b]
حسن حجازي
في
خطبة الجمعة احتد الإمام قائلاً في
نبرة غاضبة وصوتٍ عالٍ أيقظ المصلين الذين كانوا بينَ ساهٍ ومَن يغالبهُ النوم ومَن يجاهد الحر الذي لم تفلح المراوح
الرخيصة المُنهكة في تخفيف حدته :
--"
عندما نشتري سيارة أو غسالة أو ثلاجة فنحنُ جميعاً نحرص ونجتهد ونتواصى
في اتباع التعليمات الواردة معها في
(الكتالوج ) حرصاً عليها وعلى سلامتها , لكن لماذا لا نتبع المنهج الذي
أرسله لنا الله سبحانه وتعالى على نبيه , أي البرنامج أي
كتاب الصيانة أي (الكاتالوج ), الكتاب الذي فيه صلاحنا , فيه سلامنا
, فيه أماننا , الكتاب المنزل من الله ,الذي فيه سعادتنا , فيه صحتنا , فيه جنتنا,
فيه العتق من النار , فيه الجنة ... لماذا
؟ ... لماذا ؟ " .
سمعتُ
كلام الخطيب وتذكرتُ تلكَ النبرة الحادة للشيخ كشك رحمه الله والتي كان الخطيب يحاول جاهداً تقليدها . وابتسمت رغماً غني وقلت في نفسي --:
" والله عنده حق ".
لكنَ
نفسي الأمارة بالسوء قفزت أمامي وهمست توسوس لي وتلعب في رأسي :
[b]-"لكن مهندس الصيانة لم يرسل مع تعليماته وتوصياته وكتيبه الخاص شيطاناً يجري لابن أدم مجرى الدم من العروق , يوسوسُ له , يلهيه ويزينُ له كل ماهو زائل , بل ولم يخلق معه نفساً أمَارة , نفساً لوامة , كتلكَ الذبابة التي تعاند
وتكابر في محاولة مستميتة ومتكررة للوقوف على أنفي وأحاول إبعادها دون جدوي والتي تحاول
أن تفسد عليَّ صلاتي وخشوعي
!" .
من
يومها وأنا احرصُ أشد الحرص على (كاتالوج ) الصيانة الخاص بالأجهزة المتعددة المنتشرة
في بيتي , وكذلك( بالكاتالوج )النفيس الخاص بنفسي ![/b]