م ن ت د ى ال ع ش ر ة

أشرقت بحضوركم الأنوار وعمت الفرحة ارجاء الدار، داركم لانها بكم تكون الدار

منتدى العشرة يتمنى لكم مقاما طيبا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

م ن ت د ى ال ع ش ر ة

أشرقت بحضوركم الأنوار وعمت الفرحة ارجاء الدار، داركم لانها بكم تكون الدار

منتدى العشرة يتمنى لكم مقاما طيبا

م ن ت د ى ال ع ش ر ة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
م ن ت د ى ال ع ش ر ة

جمعية مغربية سوسيوثقافية 22 غشت 2007


    وداعا أيها السلم وداعا أيتها الحرب

    محمد داني
    محمد داني
    عضو مميز


    الجنس : ذكر
    عدد الرسائل : 29
    العمر : 81
    المكان : الحي المحمدي
    الهوايات : 0
    تاريخ التسجيل : 18/11/2009

    وداعا أيها السلم وداعا أيتها الحرب Empty وداعا أيها السلم وداعا أيتها الحرب

    مُساهمة من طرف محمد داني الإثنين 1 فبراير - 7:22

    ]size=18]
    (إلى أستاذي الفلسطيني الذي درسني الأدب واللغة والشعر: أبو شمالة عبد الفتاح)



    أنا محمد.. ابن خان يونس..أحمل مخدتي، أتنقل من خيمة إلى خيمة..يضطهدني الاستيطان. يلاحقني العدوان..يخافون أن يكبر الحجر فيكفي.. ويتقد في عيني الشرر...
    قتلوا أمي باسم الخطأ والدفاع عن النفس...في ليلة باردة.. أما أبي فقد ذهب إلى المعسكر.. ومات بيد فلسطينية في زحمة المخالفات و الأظرفة.
    لم أجد من أسأل.. كيف كنا ..كيف أصبحنا..لم أجد الشواكل أصبحت عملتنا الوطنية؟. لم أجد من أسأل إلا أم عيسى... المرأة ذاكرة مخيمنا الأول. كانت تحكي لنا عن أيام كانت صبية تعين جدها على إسقاط الزيتون، وحلب الشياه...وكيف زوجوها من الخليل.. وأصبحت عروسة...
    عشرة صبية خرجوا من بطنها. كلهم أكلتهم الشالوم الجديدة. والدهم اضطهدته الأنظمة العربية.. وألصقت به يافطة في سبتمبر حزين. كتب عليها : " إرهابي إلى إشعار آخر" وكانت المشنقة.
    تذكر في لحظة خصب كيف استفاقت وهي في نفاسها الرابع، على صوت دبابة، ومدفع.. وصراخ يغار وشيوخ، واستعطاف، واستغاثة..كانت المدى تقطع الأوداج ببرود...وتبقر البطون وضحكات حاييم وبني جلدتي تغطي عن دمعة تسقط فوق خد جريح.. صفعته يد الغدر سنين.
    آه يا أماه.. كانت لنا دار.. وكانت لنا ضيعة.. فأصبحت في مخيم. حدودي أسلاك شائكة.. قسمي خيمة متنقلة، ودفاتري جنبات خيمتي، أدون عليها رسوماتي الثورية.
    جالس أنظر كارثتي تكبر.. فضحكت عندما سمعت. ورأيت فيما يرى النائم أرصدتنا في البنوك الإسرائيلية تكبر.. فسألت أم عيسى..
    - هل أباح مالك وضع الأموال بالبنوك الإسرائيلية؟.
    فأجابتني بلسان لا تحد ه أسنان:
    - لا تسألني يا بني.. لقد تزوجونا.. وخالطونا.. وها هم اليوم يحمون مالنا ليقدموه للسلطة.. مع التزكية.
    - ونحن يا أم عيسى؟.
    - أنت يا ابني سترافق حمد و الآخرين.. وستغادر الزيتون.. والخليل..حتى وإن لم تشأ.. يقولون هكذا نخرس الحجر. ونجعل الناس الباقين فارغين إلا من قطعة خبز وطحينة..
    انظر يا ولدي إلى جيرزيم وعيبال.. ويافا.. مهجورة إلا من سؤال... متى نجد السعادة؟..
    يا ولدي يا محمد.. منذ نفاسي الرابع، وأنا أتلهف على رؤية أراضينا التي قالوا في نشرات الأخبار، إنها تحررت. كيف تحررت والجرافات تكسر نومنا؟..تأكل أسوار دورنا؟..يبنون فوق أرضي التي لعبت فيها مع شياهي، سورهم الواقي.. من إيش يقيهم؟.... من الغضب؟.
    ركبت الحافلة مع حمد والرفاق.. وعلقوا على ظهورنا طابعا بريديا.. وجملة عريضة إنجليزية:" فيا إير ويل".. كأننا سلعة للتصدير..
    ونحن في طريقنا.. كنا نسمع أن الموت خطف محمود المدني في قمة جرزيم.. والدرة وياسين...حاييم يرقص للنصر الكاذب.. يوزع التعليقات .. والحوارات الصحفية.. ويقسم فيها باليمين أنه سيوفر للباقين سعادة ونعيما.. ولن يعاقب المسالمين.
    قلت لحمد..
    - لم لا نسالم، ونبقى قرب زيتوننا الحزين.. ونشم نثار تربتنا؟..
    غضب .. ثار. أزبد.. وقال كالأسد:
    - هذه إساءة للقضية.. أتريدني أن أبقى بالمخيم أتدافع من أجل: سكر وأرز ولحم معلب؟.. نتدافع كالديوك لتسلم المؤن؟... هل أبقى أشاهد الجرافات تهدم بيتنا بدعوى عدم الحصول على تراخيص البناء، ويقيمون مكانها مستوطنات بدعوى حصولهم على تراخيص البناء؟...
    وتعيدني أم عيسى إلى وعيي، وهي تتمتم بجملة حملتها منذ أن كانت صبية" من أنا؟ من أكون؟".. وصوت درويش ينبعث من راديو الحافلة:<< وداعا أيها السلم.. وداعا أيتها الحرب>>..//.
    [/size]

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو - 11:46