م ن ت د ى ال ع ش ر ة

أشرقت بحضوركم الأنوار وعمت الفرحة ارجاء الدار، داركم لانها بكم تكون الدار

منتدى العشرة يتمنى لكم مقاما طيبا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

م ن ت د ى ال ع ش ر ة

أشرقت بحضوركم الأنوار وعمت الفرحة ارجاء الدار، داركم لانها بكم تكون الدار

منتدى العشرة يتمنى لكم مقاما طيبا

م ن ت د ى ال ع ش ر ة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
م ن ت د ى ال ع ش ر ة

جمعية مغربية سوسيوثقافية 22 غشت 2007


    سعاد مسكين/لقاء التلاقح والتواصل

    ليلى ناسمي
    ليلى ناسمي
    إدارة عامـة


    الجنس : انثى
    عدد الرسائل : 2322
    العمر : 62
    المكان : تونس العاصمة
    الهوايات : الأدب والشطرنج
    تاريخ التسجيل : 18/06/2007

    بطاقة الشخصية
    مدونة:

    سعاد مسكين/لقاء التلاقح والتواصل Empty سعاد مسكين/لقاء التلاقح والتواصل

    مُساهمة من طرف ليلى ناسمي الأربعاء 21 نوفمبر - 6:16

    سعاد مسكين/لقاء التلاقح والتواصل 10429610
    لقاء ورزازات
    لقاء التلاقح والتواصل


    سعاد مسكين

    الرحلة سفر و انتقال بين فضاءات متعددة، تبدأ بلحظة انطلاق، وتنتهي بمحطة وصول.كذلك رحلتنا ألى ورزازات، نلتقي بالمحطة( الساتيام ) ، وجوه مألوفة ، وأخرى نتشرف بمعرفتها لأول وهلة، نسمع بأسمائها، ونقرأ لها عبر الشبكة العنكبوتية، ولكن لم نتواصل معها مباشرة، كان اللقاء الأولي لقاء دهشة ومحبة أيضا .
    بابا" الغتيري" كان ممن سهر على راحتنا، تكلف بكل صغيرة وكبيرة،يعد التذاكر ويعدنا أيضا، عمل كمسؤول عن رحلة كشافة صغار، يخشى عليهم من التيه ، أحسسنا بالطمأنينة رغم تخوفنا مما ينتظرنا من مسافات طوال،ومنعرجات وعرة.
    تنوعت فضاءات رحلتنا ، خلقنا فضاءات، وعوالم جديدة هي نتاج لشطحات مبدعينا وكتابنا، فكان أن كان:

    فضاء الحافلة

    لم تعد الحافلة وسيلة ستنقلنا من البيضاء إلى ورزازات؛ بل هي أيضا تحولت إلى صالون أدبي متحرك، قصائد شعرية تتناثر هنا وهناك، تبادل مجلات وكتب، التحدث عن مشاريع عمل مستقبلية،تجاذب أطراف الحوار حول هموم ومشاكل الثقافة والتعليم، إعادة شريط ذكريات طريق تيشكا وتادارتممن كانت لهم يوميات معلم في جبل أو صحراء.

    فضاء القصر

    صدق خوليو كورتازار حينما قال:"إن القصة القصيرة جدا هي الأخ الشقيق للشعر" فقد لم فضاء القصر البلدي بورزازات في لفيف مقرون بين القصة والشعر: قراءات قصصية باذخة، ندف من نار ، طلقات رصاص مشتعلة.وقراءات شعرية مدوية، ذات دفقة شعورية مرفقة بإيقاعات موسيقية أصيلة بأصالة الفضاء وعراقته، أسهمت في جعل الإلقاء الشعري أكثر عفوية وصدقا يحرك "الساكن" في كل واحد منا. تخاطب روحي ووجداني مثلت الكتابة واللغة والإلقاء تجسيمات وتشخيصات له، فتحول الفضاء إلى مسرح يومئ كل مبدع بحركاته، وسكناته ،وقسمات وجهه ، كي يعبر عن ما يلج بخاطره، ويعتمل بدواخله، غاضا الطرف عن محنة السفر، منعرجات تيشكا، وصقيع تادارت. شهدت كل النصوص السردية والشعرية عن روح صادقة وجادة ، لمبدعين يريدون التقرب من قلب كل محب للإبداع والأدب في مناطق بعيدة عن النوادي الأدبية، والمراكز الثقافية.
    لم يغب النقد من أثاث القصر، بل عرف مائدتين فاخرتين إحداهما احتفت "بكاتب وكتاب" من خلال القراءة في إصدار جديد لابن المنطقة:" التناص في الخطاب النقدي والبلاغي" فكانت مائدة دسمة سمحت بفتح نقاشات ساخنة حول علاقة التناص بالسرقات والأدبية، والتناص والتفاعل النصي بمختلف تجلياته. فكان الانتصار الأخير ل "التناص" لكونه ينسجم مع شعار الملتقى : الأيام الأدبية بورزازات، تلاقح وتواصل.
    تعرض المائدة الثانية مقاربات نقدية، تتبع مسارات القصة القصيرة جدا، وتلتقط أساليبها، وترصد معماريتها، وتبحث عن دلالاتها الخفية والظاهرة ، وتتساءل عن آفاقها في مجالي التلقي والنقد.

    فضاء الشهادات

    بعد شهادة" أن لا إله إلا الله " أدلى المبدعون بشهادتهم نحو هذا الجنس الأدبي ، الذي راودوه عن نفسه حتى أصبح مقاسه لا يتجاوز سنتيمترا، والذي سلبهم حتى اتسعت دائرة مريديه ، فشكلت الكتابة لديهم في محرابه لعنة ونعمة في الآن نفسه، لا يمكنهم الانسلاخ عنها، ومنها.

    فضاء التجوال

    لا يمكن لزائر ورزازات أن يلجها دون أن يقف عند قصبة تاوريرت الصرح التاريخي للكلاوي ، مداخل ببوابات كبيرة مرصعة بالنحاس، دهاليز بسلالم خشبية مجوفة بالطين والتبن ، تسمع صدى وطأة قدمك . حينما تدخل الحجر تجد أقواسا صغيرة تفصل بين حجرة وأخرى ، لا تمرمنها دون أن تقوس ظهرك ، هي أيضا سمكها بسعة القصة القصيرة . نحتفي بهذا الفضاء على صوت أهازيج الصلاة والسلام، وزغاريد بأصوات نسائية وذكورية.
    هوليود الجنوب، استوديو ورزازات، فضاء ساحر ، لا تحس بكونه مصطنعا، بل هو وليد التربة الصحراوية، ولا يمكن أن ينبت إلا فيها ، يعيدك إلى أرشيف الأفلام التاريخية، و أفلام الوسترنورعاة البقر...
    رقصة أحواش وإيقاعات الطبول، و"رش" النساء ، فرح وزغاريد الزوار يشي بسعادة مبعثها تجانس الأرواح مع الكلمة والإيقاع.أضواء عدسات الكاميرا تتطاير هنا وهناك، بتطاير ضربات الطبل في سنفونية بهيجة.

    فضاء القرية

    قرية الكهربائي ، لم تكن فضاء للراحة فقط ، وإنما كانت بالفعل قرية كهربائية لا ينطفئ ضوؤها ، ظلت مصابيح المبدعين منيرة في ساعات متأخرة من الليل بقراءات شعرية وقصصية ، مبرمج لها أو مرتجلة. تشع تصويبات وملاحظات النقاد بين الحين والآخر في جد وهزل ، فكانت المتعة ملحومة بالاستفادة.

    فضاء التلاقح

    ينتهي اللقاء بتلاقح وتزاوج فعلي بين الصالون الأدبي المركزي ( الدار البيضاء) والصالون الفرعي ( ورزازات) نجم عنه ميلاد سنة سنوية تحتفي بالأيام الأدبية بورزازات ،وميلاد مسابقة "ورزازات" في القصة القصيرة .

    هكذا إذن يسدل اللقاء خيوطه، ويحمل الأدباء وفي حقائبهم شيئا من ورزازات : حناءها، وماء وردها ، وثمرها ، وبطاقات بريدية لواحاتها، ولمضايقها" تنغير"، و"بومالن دادس"، ولقصاباتها وقصورها، في انتظار ما سيأتيمن لقاءات ثقافية أخرى

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو - 12:48