الـكـهـف
عز الدين جلاوجي
كل شيء كان ضيقاً.. الكون والفضاء، القلوب والسماء.. الأرض كانت كفاً.. والمسافات أشبار.. الشمس ظلام.. البدر زنجي في منجم فحم.
كنا ثلاثة أو أربعة، وقيل خمسة، أو لعلنا ستة.. أكبر من ذلك ربما أو أقل.. كنا حمراً مستنفرة؛ نخترق الاتجاهات ثم نعود حيث كنا، لا شيء يكفينا، تحاصرنا قهقهات الجميع من كل حدب وصوب، تسد علينا المنافذ، تمتص الهواء والضياء.
فجأة وجدنا أنفسنا أمام الكهف، كان فمه مبتسماً، وكانت ذراعاه مبسوطتين.. وكان قلبه سيمفونية يعزف فرحاً.
وقفنا أمامه حيارى، وكان الجميع خلفنا يضحكون ويصفقون.. وكانوا يزجروننا أن ندخل.
قال أحدنا:
- لقد خدعنا.
قال الثاني:
- أتستبدلون الضيق بالسعة؟
قال الثالث:
- لا مندوحة من الدخول.
ولجناه متدافعين.. الهامات ساجدة.. المناكب متزاحمة.. ووحدها القلوب تعزف سيمفونية الرعب.. تطلعت إلينا العيون ساخرة.. تطلعت منا العيون إلى العيون ونحن نتكوم داخله.
اتسع الكهف، أشرقت فيه شمس وقمر ونجوم.. رصعته ورود وأزهار.. زقزقت في جنباته عصافير وأطيار.. حمحمت فيه أفراس وأنهار.. عدونا يملأنا الحبور.. حين نظرنا خارجه كان الكون أضيق من سَم الخياط والجميع يتكومون فيه لاهثين حمرا كلابا مرعوبة.
عز الدين جلاوجي
- أديب روائي ومسرحي جزائري من مواليد محافظة سطيف في عام 1962م
- درس القانون والأدب واشتغل أستاذا للغة العربية وآدابها.
- عضو مؤسس لرابطة إبداع الثقافية الوطنة وعضو مكتبها الوطني منذ 1990
- عضو مؤسس ورئيس رابطة أهل القلم الولائية بسطيف منذ 2000
- عضو اتحاد الكتاب الجزائريين.
- مؤسس ومشرف على عدد كبير من الملتقيات الثقافية والأدبية منها.
- شارك في ملتقيات ثقافية كثيرة منذ الثمانينات بداخل الوطن وخارجه وأجريت معه عشرات اللقاءات بالجرائد والقنوات التلفزيونية والإذاعية الوطنية والعربية.
- قدمت عن أعماله دراسات نقدية كثيرة نشرت عبر الجرائد والمجلات الوطنية
- ترجم له في موسوعة العلماء والأدباء الجزائريين، الصادرة عن وزارة الثقافة - الجزائر
- تحصل على العديد من الجوائز الوطنية منها:
. جوائز وزارة الثقافة بالجزائر سنة 1997 و سنة 1999
. جائزة جامعة قسنطينة سنة 1994
. جائزة مليانة في القصة والمسرح سنة 1994
. جائزة المسيلة سنة 1994
. جائزة مليانة لأدب الطفل
. منح وسام الأدب بالمسيلة سنة 2003
- صدر له :
* أولاً: في الدراسات النقدية:
- النص المسرحي في الأدب الجزائري
- شطحات في عرس عازف الناي : اتحاد الكتاب العرب بسوريا
- الأمثال الشعبية الجزائرية بمنطقة سطيف
* ثانياً : في الرواية:
- سرادق الحلم والفجيعة
- الفراشات والغيلان
- رأس المحنة
- الرماد الذي غسل الماء
* ثالثاً : في القصة:
- لمن تهتف الحناجر؟
- خيوط الذاكرة
- صهيل الحيرة
* رابعاً : في المسرح:
- النخلة وسلطان المدينة (مسرحية)
- تيوكا والوحش (مسرحيتان)
- الأقنعة المثقوبة (مسرحيتان)
- البحث عن الشمس (مسرحيتان)
* خامساً : في أدب الأطفال:
- ظلال وحب (5 مسرحيات)
- الحمامة الذهبية (4 قصص)
- العصفور الجميل : قصة. نالت جائزة وزارة الثقافة 1996
- ابن رشيق : قصة. نالت جائزة وزارة الثقافة 1997
* أنجز ثلاث سيناريوهات هي:
- الجثة الهاربة : عن رواية الرماد الذي غسل الماء
- حميمين الفايق : 30 حلقة اجتماعية فكاهية
- جني الجنتي : 30 حلقة ثقافية
* مثلت له مجموعة من المسرحيات للصغار والكبار منها:
- البحث عن الشمس : 1996
- ملحمة أم الشهداء : 2001
- سالم والشيطان (للأطفال) : 1997
- غنائية أولاد عامر : 2007.
