"سيدة القمة" ديوان جديد للشاعر المغربي محمد لقاح
 عن منشورات التنوخي بالرباط صدر للشاعر المغربي المعروف محمد لقاح ديوان شعر جديد يحمل عنوان "سيدة القمة"؛ وهو الإصدار الشعري الخامس لشاعرنا بعد مجموعاته الشعرية: "هذا العشق ملتهب" ( 1980)، و"سأفتح باب فؤادي" (1998)، و"ثلاثية الحنين المهرب" (1998)، و"نهر الأطلسية" (2005)؛ هذا فضلا عن كتاب مترجم له علاقة بالنقد الأدبي عنوانه "البنيوية والنقد الأدبي" (1991). هذا ويضم الديوان الجديد ثلاث قصائد هي:"سيدة القمة"، و"أيوب"، وأبي رأى النور"، كتبت على فترات زمنية متباعدة يفصل بينها ما يزيد عن العقد من الزمن؛ فالقصيدة الأولى أبدعها الشاعر محمد لقاح خلال شهر دجنبر 1986، أما الثانية فيعود تاريخ ظهورها إلى شهر يونيو 1997، وأما القصيدة الثالثة فخلال شهر يناير 1975. وما يجمع القصائد الثلاث هو الطابع السردي لبنائها الشعري، مما أضفى عليها بعدا حكائيا تمتزج فيها الذات بالموضوع في إطار ثنائية الألم والأمل. ولعل هذا الأمر هو ما دعا الشاعر محمد لقاح إلى كتابة عبارة "سرد شعري" على الغلاف الخارجي للديوان، عوض كلمة "شعر" على غرار ما ألفناه في ما يصدر من الدواوين الشعرية. ولكي نلمس ذلك بوضوح، ندرج أسفله مقاطع شعرية من القصائد المذكورة: نقرأ في قصيدة "سيدة القمة" (صفحة: 7-8.: وتمادى العدوانْ اِنحطت أخلاق الحربِ جرت فوق الأسفلت دماً يتدفق مثل الزبدِ لم نضرب أحدا وضربنا في الزحمة ضاعت أرقامٌ فتقلص حجم العددِ ونقرأ في قصيدة "أيوب" (ص: 36): بعد أيام طويلهْ ربما بعد شهور أو سنين شعر الناس بشيء كالفراغْ سألوا شيخا مهذبْ خارجا من عصرنا هذا المعلبْ سابحا في بحر نورْ: (- أين أيوب العليلْ؟ - ذهب الفذ النبيلْ نحو نبع لا يغورْ ذهب الفذ الغيورْ بعد أن تاهت أحاسيسُ وضاعت قيمٌ لم يرعها فيكم عقل أو شعورْ) ونقرأ في قصيدة (ص: 43-44): وكنت صغيرا وما زلت أذكرْ ... تفاصيلها بانتظام لأن جذوري تعود إليها ونوع حضوري تولد منها *** هناك بركن ينيره ضوء ضئيل أبي يستعد ليسريَ ليلا كما قد تعوّد أبي يستعد ولا يتردد وأمي تسابق زحف الظلام وتفحص بابا قديما بكل اهتمام |
