الطريق إلى مكناس
كان يلزمني الوصول إلى مكناس على الأقل في الساعة الرابعة مساءً ، حتى تتاح لي الفرصة للقاء مجموعة من الكتاب و الكاتبات ، خلال لحظات الاستقبال في فندق الريف ، كما ينص على ذلك برنامج الملتقى . أنا لم يكن لدي خيار آخر غير ركوب قطار الحادية عشرة و النصف ، الرحلة من سطات إلى مكناس تستغرق في هذا القطار العادي أكثر قليلاً من أربع ساعات . رحلة أخرى متعبة ، في نهاية الأسبوع .
الذين جعلوا نهاية الأسبوع عطلة فكروا بالفعل في الترويح قليلاً عن النفس . لكن من يروح عن نفسه خلال عطلة نهاية الأسبوع ؟ جميع الملتقيات التي حضرتها تمت خلال عطل نهاية الأسبوع ، بل أيضاً خلال العطل المتوسطة التي يفترض أن يأخذ فيها الموظف قسطاً من الراحة .
ما معنى أن نشارك في ملتقى معين ؟ دائماً أطرح على نفسي مثل هذا السؤال . خلال هذه الرحلة أيضاً ظللتُ أفكر : ما جزاء السهر في الليلة الماضية ؟ من أين أمتح هذا الصبر الطويل ؟ عملٌ لازبٌ لازقٌ طوال اليومِ ، و أنزف ليلي من أجل ورقة أقرأها غداً ؟ و لكن ، الحمد لله الذي جعل هذا الحماس سلسبيلاً وماءً معيناً نستقي منه بعدما ينصرف الرعاء .. و على أية حالٍ ، فمحنةُ الكتابة قائمةٌ : ألا يجد الكاتب الوقت الكافي للكتابة ، ألا يجد الوقت أصلاً للكتابة ، الكتابة بمعناها الإبداعي الإشعاعي الخلاق الجميل . و لكن ، أيضاً لماذا نقسو على أنفسنا و أجسادنا إلى هذا الحد ؟ ما جزاء هذه القسوة في النهاية ؟ بعض الأحيان يغتنم الأصدقاء الفرصةَ و يروحون عن أنفسهم رغم أنف برامج الملتقيات . لذلك يجلبون معهم آلات الموسيقى وغيرها ، و لذلك يشهد كل ملتقى سهرات جانبية أكثر حميمية و دفئاً و كواليس . في هذه الكواليس نحفظ أحياناً أدوارنا المقبلة و نعرف حقيقة ما يتحرك في المشهد ، المشهد الذي لا علاقة له بما نراه فوق خشبة المسرح داخل القاعات طبعاً .
الزحام مساء يوم الجمعة على أشده ، الحقائب متناثرةٌ و الناس يتكدسون أيضاً في الممرات . الطريق الذي أقطعه هذا اليوم ، قطعته مراراً . لا جديد في النافذة : مدنٌ تتثاءبُ في خيالي ، حقولٌ متشائلةٌ ، أنعامٌ قليلةٌ وحرثٌ في خطر . شوارعُ صدئة . الأشياء الجميلةُ توجدُ في الذهن فقط . الزحامُ على أشده . طلبةٌ يحنون إلى آبائهم، أمهاتٌ إلى العزوبةِ ، وشيوخٌ إلى الجاه و الباه . الأرضُ تحنُّ إلى المطر ، والسماءُ إلى عيوننا . لم نعد نرى سوى أنفسنا . الزحامُ على أشده . يا آدم العظيم : نحن أبناؤك الصغار ، يا آبانا العظيم : إخواني كثيرون وفجأةً قد لا يعرفونني . وجوهٌ تصعدُ ، وجوهٌ تنزلُ . وجوهٌ تمحي وجوهاً . وجوهٌ متناظرةٌ في هذه الرحلة الأبدية . الزحامُ على أشده . الأرض ضاقت بنا الآن . و الأفق وصلناهُ . الآن سنتجهُ عمودياً . كم ثمنُ المتر المربع ؟ البورصة أقفلت على صعود المؤشر . لا شيء أكثر سعادة من تجار النفط و القار . و بعد كساد سوق الهجاء ، لم يجد الشعراء الحقيقيون ما يفعلونه . البعض انتحر بالصمت ، و البعض يهجو نفسه في أشياء تحت اسم النصوص ، قليلة الجدوى في عصر التقنية . و البعض يصوبُ كيدهُ إلى نحر البعضِ . الشعراء أيضاً فقدوا ألق العشق ، للغواني شغلٌ آخر في هذه الأيام . بعد قليل سنتحكم في أحجامنا ، سنخزن إنسانيتنا في إلكترونات ونستريح تماماً من لغة العواطف . الزحامُ على أشده هذا اليومَ ، وجوهٌ كثيرةٌ تتناسخُ في المحطات ، و أفكارٌ تتناسل في المحو ، و أنا يقظانٌ نائمٌ ، أحرسُ تعبي فقط .
بعد قليل سأنزل بدوري ، لكن دعني أحلمٌ : ماذا لو كنا جميعاً نتوجهُ إلى الملتقى ! ما أجمل هذا الزحامُ إذن ، ما أجمل هذه الرحلة ! الرحلة إلى مكناس هذا اليوم لم تكن مقررة من قبل . و لكن ، في آخر اللحظات تحدثُ أشياء كثيرةٌ . لدي التزامٌ آخر مساء يوم السبت في الخزانة البلدية بسطات ، و مع ذلك قررتُ السفر . فإذا تحقق لي أن ألتقي كاتباً واحداً ممن لم أكن قد التقيته من قبل ، فذلك سيكون في حد ذاته أمراً مهماً . نصوصنا هي التي تشهد على قيمتنا الحقيقية ، أما لقاءاتنا فشيءٌ آخر : جوهرها مكنونٌ في عنفوان اللقاء نفسه ، اللقاء باعتباره حدثاً استثنائياً لا يحدثُ إلا مرة واحدةً ، اللقاء باعتباره نهر هيرورقليطس المنفلت. هذا هو اللقاء /النهر الذي لبيتُ الدعوة لأستحم فيه اليوم مسروراً .
فندق الريف
على بعد أقل من عشر دقائق اتصلتُ بأحمد زكي ، تلميذي الذي لم يقطع صلته بي منذ حوالي عشر سنوات . يشتغل الآن بمكناس، لذلك أنبأته بالمجيء قبل السفر . الآن وقبل عشر دقائق أخبرته عبر لمسة vip . في الساعة الرابعة إلا عشر دقائق وصل القطار إلى محطة الأمير عبد القادر ، في الجهة الشهيرة في مكناس باسم " حمرية " . أخذتُ مواعيد الانطلاق من مكناس تحسباً لرحلة العودة ، و مرقتُ من باب المحطة أبتغي فندق الريف . لا وقت أضيعه أكثر . الفندق في الحقيقة يقع من المحطة غير بعيد ، لذلك لم أحتج إلى خدمة التاكسي . و على بعد خطوات من الفندق رن هاتف . لو كنتُ قريباً لذهبت هذه الرحلة برمتها مع الريح . غير أن للبعد أحياناً ما قد كان لعملية إحراق سفن طارق بن زياد ، حيث لا يصبح أمامنا سوى خيار واحد . علينا أن نكون مستعدين دائماً للاختيار في الحقيقة . ذلك هو ما يصون قيمتنا و مبادءنا .
في باب الفندق وجدت ثلة من الأصدقاء ، أكثرهم ممن كانوا معنا في أبي الجعد من قريب . و ما هي إلا لحظات حتى رأيتُ زكي يتجه صوبنا في سيارة البيرلانكو اللامعة . لم تنتظرني ، قال . قلتُ : كنتُ أعرفُ أنك ستأتي إلى هنا . ثم عرض علي أن نذهب في رحلةٍ أخرى .. لو فعلتُ لكان السفر إلى مكناس بالفعل سفراً لقضاء عطلة ، و لأحسستُ أنني بالفعل في رحلة يستراح فيها من أعباء العمل . لكنني ، كما أشرتُ سابقاً لا أتذكر إطلاقاً رحلة كانت فرصة حقيقية للمتعة بمعناها المباشر المعروف . المتعة التي يستريح فيها الجسد و يطمئن الذهن . رحلتي هذه كانت أيضاً رحلة عملٍ ، رحلة تأمل و تدبر و متابعة و إنصاتٍ ، رحلة تحقيق و تدقيق و تحديق في الممتلئ و الفارغ من الأشياء و الناس . رحلة زادها التفكرُ و رفيقها الصمتُ . رحلةٌ غايتها المودة في يوم تهطع فيه القلوب و تخشع الأبصار . يأخذ بيدي الرجل الطيب لأعرف رقم غرفتي . و مع ذلك بقيت برفقة الأصدقاء ، ألم أقل إني لم آت إلى هنا أيضاً كي أستريح ؟!
اقتسمتُ الغرفة مع الشاعر فراس عبد المجيد العراقي مولدً و نجاراً المغربي داراً و قراراً . لحظات وجودنا في الغرفة كانت عابرة . و كان ينبغي أن أكون شديد الملاحظة من أجل اكتشاف ثلاجة الغرفة و خبئها . كان يهمني الماءُ فقط ، لذلك استخرجتُ علبة بلاستيكية صغيرة من ماء شهير ، و شربتُ . في صباح الغد استنفر عمال الفندق جهودهم من أجل البحث عني . و لم يهدأ بال الخادمة حتى قبضت ثمن الماء بضعف سعره في الحانوت المقابل للفندق ثلاث مرات ! لم آت إلى مكناس إذن للراحة ، و ربما في القرن المقبل فقط سنشجع السياحة الداخلية قلتُ أو قال أحد الأصدقاء بعد ذلك .
كان يلزمني الوصول إلى مكناس على الأقل في الساعة الرابعة مساءً ، حتى تتاح لي الفرصة للقاء مجموعة من الكتاب و الكاتبات ، خلال لحظات الاستقبال في فندق الريف ، كما ينص على ذلك برنامج الملتقى . أنا لم يكن لدي خيار آخر غير ركوب قطار الحادية عشرة و النصف ، الرحلة من سطات إلى مكناس تستغرق في هذا القطار العادي أكثر قليلاً من أربع ساعات . رحلة أخرى متعبة ، في نهاية الأسبوع .
الذين جعلوا نهاية الأسبوع عطلة فكروا بالفعل في الترويح قليلاً عن النفس . لكن من يروح عن نفسه خلال عطلة نهاية الأسبوع ؟ جميع الملتقيات التي حضرتها تمت خلال عطل نهاية الأسبوع ، بل أيضاً خلال العطل المتوسطة التي يفترض أن يأخذ فيها الموظف قسطاً من الراحة .
ما معنى أن نشارك في ملتقى معين ؟ دائماً أطرح على نفسي مثل هذا السؤال . خلال هذه الرحلة أيضاً ظللتُ أفكر : ما جزاء السهر في الليلة الماضية ؟ من أين أمتح هذا الصبر الطويل ؟ عملٌ لازبٌ لازقٌ طوال اليومِ ، و أنزف ليلي من أجل ورقة أقرأها غداً ؟ و لكن ، الحمد لله الذي جعل هذا الحماس سلسبيلاً وماءً معيناً نستقي منه بعدما ينصرف الرعاء .. و على أية حالٍ ، فمحنةُ الكتابة قائمةٌ : ألا يجد الكاتب الوقت الكافي للكتابة ، ألا يجد الوقت أصلاً للكتابة ، الكتابة بمعناها الإبداعي الإشعاعي الخلاق الجميل . و لكن ، أيضاً لماذا نقسو على أنفسنا و أجسادنا إلى هذا الحد ؟ ما جزاء هذه القسوة في النهاية ؟ بعض الأحيان يغتنم الأصدقاء الفرصةَ و يروحون عن أنفسهم رغم أنف برامج الملتقيات . لذلك يجلبون معهم آلات الموسيقى وغيرها ، و لذلك يشهد كل ملتقى سهرات جانبية أكثر حميمية و دفئاً و كواليس . في هذه الكواليس نحفظ أحياناً أدوارنا المقبلة و نعرف حقيقة ما يتحرك في المشهد ، المشهد الذي لا علاقة له بما نراه فوق خشبة المسرح داخل القاعات طبعاً .
الزحام مساء يوم الجمعة على أشده ، الحقائب متناثرةٌ و الناس يتكدسون أيضاً في الممرات . الطريق الذي أقطعه هذا اليوم ، قطعته مراراً . لا جديد في النافذة : مدنٌ تتثاءبُ في خيالي ، حقولٌ متشائلةٌ ، أنعامٌ قليلةٌ وحرثٌ في خطر . شوارعُ صدئة . الأشياء الجميلةُ توجدُ في الذهن فقط . الزحامُ على أشده . طلبةٌ يحنون إلى آبائهم، أمهاتٌ إلى العزوبةِ ، وشيوخٌ إلى الجاه و الباه . الأرضُ تحنُّ إلى المطر ، والسماءُ إلى عيوننا . لم نعد نرى سوى أنفسنا . الزحامُ على أشده . يا آدم العظيم : نحن أبناؤك الصغار ، يا آبانا العظيم : إخواني كثيرون وفجأةً قد لا يعرفونني . وجوهٌ تصعدُ ، وجوهٌ تنزلُ . وجوهٌ تمحي وجوهاً . وجوهٌ متناظرةٌ في هذه الرحلة الأبدية . الزحامُ على أشده . الأرض ضاقت بنا الآن . و الأفق وصلناهُ . الآن سنتجهُ عمودياً . كم ثمنُ المتر المربع ؟ البورصة أقفلت على صعود المؤشر . لا شيء أكثر سعادة من تجار النفط و القار . و بعد كساد سوق الهجاء ، لم يجد الشعراء الحقيقيون ما يفعلونه . البعض انتحر بالصمت ، و البعض يهجو نفسه في أشياء تحت اسم النصوص ، قليلة الجدوى في عصر التقنية . و البعض يصوبُ كيدهُ إلى نحر البعضِ . الشعراء أيضاً فقدوا ألق العشق ، للغواني شغلٌ آخر في هذه الأيام . بعد قليل سنتحكم في أحجامنا ، سنخزن إنسانيتنا في إلكترونات ونستريح تماماً من لغة العواطف . الزحامُ على أشده هذا اليومَ ، وجوهٌ كثيرةٌ تتناسخُ في المحطات ، و أفكارٌ تتناسل في المحو ، و أنا يقظانٌ نائمٌ ، أحرسُ تعبي فقط .
بعد قليل سأنزل بدوري ، لكن دعني أحلمٌ : ماذا لو كنا جميعاً نتوجهُ إلى الملتقى ! ما أجمل هذا الزحامُ إذن ، ما أجمل هذه الرحلة ! الرحلة إلى مكناس هذا اليوم لم تكن مقررة من قبل . و لكن ، في آخر اللحظات تحدثُ أشياء كثيرةٌ . لدي التزامٌ آخر مساء يوم السبت في الخزانة البلدية بسطات ، و مع ذلك قررتُ السفر . فإذا تحقق لي أن ألتقي كاتباً واحداً ممن لم أكن قد التقيته من قبل ، فذلك سيكون في حد ذاته أمراً مهماً . نصوصنا هي التي تشهد على قيمتنا الحقيقية ، أما لقاءاتنا فشيءٌ آخر : جوهرها مكنونٌ في عنفوان اللقاء نفسه ، اللقاء باعتباره حدثاً استثنائياً لا يحدثُ إلا مرة واحدةً ، اللقاء باعتباره نهر هيرورقليطس المنفلت. هذا هو اللقاء /النهر الذي لبيتُ الدعوة لأستحم فيه اليوم مسروراً .
فندق الريف
على بعد أقل من عشر دقائق اتصلتُ بأحمد زكي ، تلميذي الذي لم يقطع صلته بي منذ حوالي عشر سنوات . يشتغل الآن بمكناس، لذلك أنبأته بالمجيء قبل السفر . الآن وقبل عشر دقائق أخبرته عبر لمسة vip . في الساعة الرابعة إلا عشر دقائق وصل القطار إلى محطة الأمير عبد القادر ، في الجهة الشهيرة في مكناس باسم " حمرية " . أخذتُ مواعيد الانطلاق من مكناس تحسباً لرحلة العودة ، و مرقتُ من باب المحطة أبتغي فندق الريف . لا وقت أضيعه أكثر . الفندق في الحقيقة يقع من المحطة غير بعيد ، لذلك لم أحتج إلى خدمة التاكسي . و على بعد خطوات من الفندق رن هاتف . لو كنتُ قريباً لذهبت هذه الرحلة برمتها مع الريح . غير أن للبعد أحياناً ما قد كان لعملية إحراق سفن طارق بن زياد ، حيث لا يصبح أمامنا سوى خيار واحد . علينا أن نكون مستعدين دائماً للاختيار في الحقيقة . ذلك هو ما يصون قيمتنا و مبادءنا .
في باب الفندق وجدت ثلة من الأصدقاء ، أكثرهم ممن كانوا معنا في أبي الجعد من قريب . و ما هي إلا لحظات حتى رأيتُ زكي يتجه صوبنا في سيارة البيرلانكو اللامعة . لم تنتظرني ، قال . قلتُ : كنتُ أعرفُ أنك ستأتي إلى هنا . ثم عرض علي أن نذهب في رحلةٍ أخرى .. لو فعلتُ لكان السفر إلى مكناس بالفعل سفراً لقضاء عطلة ، و لأحسستُ أنني بالفعل في رحلة يستراح فيها من أعباء العمل . لكنني ، كما أشرتُ سابقاً لا أتذكر إطلاقاً رحلة كانت فرصة حقيقية للمتعة بمعناها المباشر المعروف . المتعة التي يستريح فيها الجسد و يطمئن الذهن . رحلتي هذه كانت أيضاً رحلة عملٍ ، رحلة تأمل و تدبر و متابعة و إنصاتٍ ، رحلة تحقيق و تدقيق و تحديق في الممتلئ و الفارغ من الأشياء و الناس . رحلة زادها التفكرُ و رفيقها الصمتُ . رحلةٌ غايتها المودة في يوم تهطع فيه القلوب و تخشع الأبصار . يأخذ بيدي الرجل الطيب لأعرف رقم غرفتي . و مع ذلك بقيت برفقة الأصدقاء ، ألم أقل إني لم آت إلى هنا أيضاً كي أستريح ؟!
اقتسمتُ الغرفة مع الشاعر فراس عبد المجيد العراقي مولدً و نجاراً المغربي داراً و قراراً . لحظات وجودنا في الغرفة كانت عابرة . و كان ينبغي أن أكون شديد الملاحظة من أجل اكتشاف ثلاجة الغرفة و خبئها . كان يهمني الماءُ فقط ، لذلك استخرجتُ علبة بلاستيكية صغيرة من ماء شهير ، و شربتُ . في صباح الغد استنفر عمال الفندق جهودهم من أجل البحث عني . و لم يهدأ بال الخادمة حتى قبضت ثمن الماء بضعف سعره في الحانوت المقابل للفندق ثلاث مرات ! لم آت إلى مكناس إذن للراحة ، و ربما في القرن المقبل فقط سنشجع السياحة الداخلية قلتُ أو قال أحد الأصدقاء بعد ذلك .