م ن ت د ى ال ع ش ر ة

أشرقت بحضوركم الأنوار وعمت الفرحة ارجاء الدار، داركم لانها بكم تكون الدار

منتدى العشرة يتمنى لكم مقاما طيبا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

م ن ت د ى ال ع ش ر ة

أشرقت بحضوركم الأنوار وعمت الفرحة ارجاء الدار، داركم لانها بكم تكون الدار

منتدى العشرة يتمنى لكم مقاما طيبا

م ن ت د ى ال ع ش ر ة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
م ن ت د ى ال ع ش ر ة

جمعية مغربية سوسيوثقافية 22 غشت 2007


2 مشترك

    اختلاجات في حضرة محمود درويش / سعدي يوسف

    avatar
    رياض الشرايطي
    عضو شرفي


    الجنس : ذكر
    عدد الرسائل : 32
    العمر : 64
    تاريخ التسجيل : 25/02/2008

    اختلاجات في حضرة محمود درويش / سعدي يوسف Empty اختلاجات في حضرة محمود درويش / سعدي يوسف

    مُساهمة من طرف رياض الشرايطي الثلاثاء 21 أكتوبر - 5:47

    اختلاجات في حضرة محمود درويش
    سعدي يوسف
    السابعة مساء التاسع من آب
    مساء التاسع من آب ( أغسطس ) 2008 ، كنت في برلين ، أدخلُ مع الشاعرة الإسكتلندية جوان ماكنْلِي مقهىً يرتاده ذوو الحاسوب المحتضَن ( اللابتوب ) .
    كانت الساعة حوالي السابعة .
    صيفٌ ألمانيٌّ .
    في الرصيف التابع للمقهى زبائنُ يدخّنون سجائرهم .
    أنا أنظر عبر الزجاج إلى الرصيف وأهله .
    جاءت جوان ماكنلي بكأســي جُعةٍ كبيرتين .
    ما زلتُ أنظر إلى الشارع عبر الزجاج . مددتُ يدي إلى كأس الـجُعة ، فارتدّتْ .
    كنت أحسُّ بإحباطٍ وإنهاكٍ ، وبين لحظةٍ أخرى تعتريني رجفةٌ خفيفةٌ .
    لم أكن في المكان .
    كان شــيءٌ ما يأخذني بعيداً عن المكان ، عن جليستي ، عن كأس البيرة الألمانية ، عن كل شــيء .
    قلتُ لجوان : أنا أرتجف برداً !


    لم نكن في مهبٍّ للريح . لكنّ برداً قادماً من سيبيريا ما كان يدخل إلى المقهى ، لـيُرعدَني وحدي .
    اقترحتْ عليّ أن نصعد إلى الطابق الأوّل ، اتّقاءَ بردٍ خاصٍّ بي .
    حملتْ كأسَي البيرة .
    وهناك بين ذوي اللابتوب المنهمكين جلسنا . ثانيةً لم أمدّ يدي إلى الكأس .
    حالةُ القنوطِ ظلّت ملازمةً .
    لم يكن القنوط وحده .
    كنت ضائعاً ، أتيهُ بين فلواتٍ بلقعٍ ، في قرٍّ مؤذٍ . في عالَمٍ من أذىً صافٍ دائمٍ كالقانون الطبيعيّ .
    تلك الليلةَ ، لم أقوَ على العودة إلى شقّة ابنتي شــيراز في ضواحي العاصمة الألمانية ، فأويتُ إلى شقّة جوان لأنامَ كمداً !
    *
    عدتُ في الضحى العالي إلى ابنتي .
    قالت لي إن اسماعيل خليل ( المسرحي ) اتصلَ بي منتصف الليل .
    - هل قال شيئاً ؟
    - كان يريد أن يخبرك ، برحيل محمود درويش !
    *
    إذاً ...
    في حوالي السابعة من مساء التاسع من آب ( أغسطس ) كان محمود درويش ، يرحل عنا ، في مستشفاه الأميركيّ .
    هل كنتُ أحاولُ الاتصال به ، وأنا في المقهى ؟
    هل مرقتُ في خطفةٍ أمام عينيه الغائمتَين ؟
    لقد كنا في باريس ، في السابع من حزيران هذا .
    جاء إلى أمسيتي بمسرح الأوديون . لكنه قال لفاروق مردم ألاّ يخبرني بأنه هناك .
    التقينا بعد انتهاء الأمسية .
    قال لي : أنا راحلٌ غداً .
    هل حملت كلماتُه هذه ، الأقصى ممّا يمكن أن تحمل ؟
    هل كنا نقول : وداعاً ؟
    *
    قالت لي منى أنيس : كان محمود يودّعك !

    لندن 27.08.2008

    مساءٌ في آب 1982 بيروت

    الصيف المنكسرُ ، يستمرّ حتى في المساء .
    بيروت محاصَرة ، والإسرائيليون على الأبواب .
    الظلام يُطْبِق على المدينة كما يطْبِق الدخان الثقيل . شارع الحمرا يبدو مهجوراً للوهلة الأولى . إلاّ أنه محتشـدٌ بالأشباح ، أشباحِنا ، وأشباحِ رؤانا ، محتشدٌ بأنفاسنا المختنقة . لا ماء في المدينة . لا كهرباء . نحن ، السائرين
    هائمين في الظلام ، وحدَنا ، نخدشُ حقيقةَ أن المدينة ميتةٌ وقد غادرَها أهلُها ، إلى الشمال : طرابلس والضّنّيّة ،
    أو جنوباً حتى المناطق التي احتلّها الإسرائيليون .
    الغرباء في المدينة هم السائرون في الظلام …
    نسير في العتمة .
    مصابيحنا اليدوية ذوات البطاريات الصغيرة ستضيء لنا السلالم آنَ نعود إلى غرفنا التي تظل تهتزّ حتى في الليل من انفجارات النهار .
    مصباحٌ يدويّ يتّقد فجأةً .
    أأنت هنا ؟
    محمود درويش في ليل الحمرا !
    *
    وجهانا في دائرة الضوء الضيّقة كانا متّســعَينِ .

    لندن 29.08.2008

    أواسط السبعينيات ببغداد

    ربما كان ذلك في النصف الأول من السبعينيات .
    كنا ، على ما أتذكّر في منزل ناهدة الرمّاح .
    محمود درويش كان في بغداد المتفتحة ( على آفاق كاذبة ؟ ) آنذاك .
    زار " طريق الشعب " ، واحتفى بلقاء شيوعيين وشعراء كان عرفهم في أكثر من مكان ومناسبة .
    تلك الليلة امتدت السهرة أكثر من المعتاد .
    أغانٍ وموسيقى وأنهارٌ من الرحيق المصفّى .
    وكان عليّ ن أن أوصل محمود درويش إلى فندقه بسيارتي الرينو 16 التي كادت تنفجر بعديد ركّابها .
    محمود درويش كان إلى جانبي .
    ننحدر من جسر الجمهورية .
    فجأةً يغيب كل شــيء أمامي .
    ألتفت لحظةً إلى محمود درويش لأسأله : أهذا شارعٌ أم حائطٌ ؟
    يقول : هل أوصاك أحدٌ بقتلي ؟
    السيارة تندفع في شارعٍ بغداديّ ، بلا مارة ولا سيارات …
    شارعٍ بغداديّ في الفجر المبكر .
    محمود درويش سيظل يسألني كلما التقيتُه ، متذكراً رعب تلك الليلة :
    أشارعٌ أم حائطٌ ؟

    لندن 29.08.2008

    قمرُ بغدادَ الليمونيّ

    لستُ أعرف سبباً لـ " نرفزة " كتّابٍ عراقيين معيّنين ، من وصفِ محمود درويش قمرَ بغداد بالليموني .
    قمرُ بغداد ليمونيّ ، حقاً ، لكن يبدو أن العراقيين لا ينظرون إلى السماء جيداً .
    ألم يقُل الجواهريّ العظيم :
    لم يعرفوا لونَ السماءِ لفرْطِ ما انحنت الـرقابُ
    ولفرْطِ ما دِيسَتْ رؤوسُهمو كما دِيسَ الترابُ
    ما علينا …
    أكان ذلك في أواخر الثمانينيات؟
    1989 مثلاً ؟
    آنذاك كنت مقيماً ، على قلقٍ ، بباريس .
    محمود درويش كان يسكن بالتروكاديرو ، عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية .
    كنا نلتقي .
    أحياناً أدعوه إلى الخروج معي .
    أقول له : دعني آخذك يا محمود إلى باريس الأخرى . إلى مقاهي الجزائريين ، وحانات المغاربة ، ومطاعم الأفارقة . دعني آخذك إلى الضواحي …
    يقول لي : أنا أحسدك . أنت تتجول كما تشاء . تتعرف على باريس بطريقتك . أمّا أنا فسوف يتبعُني خمسةٌ من الحماية !
    *
    في أحد الأيام تلقّيتُ مكالمةً هاتفيةً من محمود .
    قال : يجب أن أراك اليوم .
    قلت : ليكُنْ !
    كان اللقاء في مطعمٍ غير بعيدٍ عن مسكنه . طلبتُ بطّاً ، فجاءني طبقٌ به لحمُ بطّ شبه نيّء ، في رقائقَ تكاد تشِفّ !
    *
    من كان معنا ؟
    لا أتذكر جيداً ، لكني أظن فوّاز طرابلسي الجليسَ الثالث .
    *
    قال محمود : عدتُ اليوم من النرويج . من قريةٍ قصيّةٍ بالنرويج . أريد رأيك في أمرٍ مُـلِحٍّ .
    قلت : أمرك !
    قال : يا سعدي ، اسمعْني ...
    تلقّيتُ دعوةً لحضور المربدِ ، ولجائزةٍ تُسَلَّمُ إليّ إنْ وقّعتُ مسبقاً على قبولها . رفضتُ الأمرَينِ كليهما . ورغبةً مني
    في تجنُّب الأخذ والردّ ، سافرتُ إلى النرويج ، وأقمتُ في قريةٍ قصيّة . لكني في منتصف الليل تلقّيتُ مكالمةً
    هاتفيةً من أبو عمّار ، نصُّها : هل تريد أن تخرب بيتنا يا محمود ؟ يجب أن تذهب إلى بغداد !
    قلت : هكذا ؟
    قال محمود : نعم ...
    الآن أريد رأيك !
    إنْ قلتَ لي : لاتذهبْ ، فلن أذهب !
    *
    ما كنتُ بحاجةٍ إلى أن أُنعمَ النظرَ .
    قلت له : أنت في هذا الموقف ، لستَ محمود درويش . أنت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية . ممثلٌ رسميٌّ لشعبك وقضيّته . أنت تضحّي من أجل قضية شعبك . ليس بمقدوري ، ولا من حقي أن أقول لك لاتذهبْ .
    لكني سأظل أتذكّر ، بكل اعتزاز ، أنك استشرتَني ، مبدياً استعدادك للأخذ بما أرى !
    *
    قمر بغداد الليمونيّ !
    البتول العلوي
    البتول العلوي
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    الجنس : انثى
    عدد الرسائل : 100
    العمر : 103
    المكان : فاس / المغرب
    تاريخ التسجيل : 03/11/2008

    بطاقة الشخصية
    مدونة:

    اختلاجات في حضرة محمود درويش / سعدي يوسف Empty رد: اختلاجات في حضرة محمود درويش / سعدي يوسف

    مُساهمة من طرف البتول العلوي السبت 8 نوفمبر - 13:54

    المبدع / رياض الشرايطي
    اختيار جد موفق شكرا لك

    خالص ودي


    اختلاجات في حضرة محمود درويش / سعدي يوسف 56845

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 11 مايو - 21:02