لقاء مع د. محمد جلال أعراب
كلية الآداب اڭادير
كلية الآداب اڭادير
س1 : أصبح المسرح الجامعي بالمغرب يمثل بنية أساسية في دينامية الحركة المسرحية الــوطنــيــة، و ملتقى الثقافات الكونية ، و تتكون هذه البينة من عناصر قوية احتضنتها جامعــات وطنـيـــة منها كلية ابن امسيك الدار البيضاء ، جامعة ابن زهر اڭادير ، كلية الحقوق فاس ، و كلية الحقوق مراكش مما جعل مهرجانات المسرح الجامعي تسير في اتجاه خلق نواة صلبة للممارسة المسرحية الحداثية و البحث الدرامي الذي يعانق الأسئلة الراهنة من خلال التجريب ، و الحوار الثقافي الموسوم بالتعددية و التنــوع . و قد ساهم مهرجان الدار البيضاء للمسرح الجامعي في دوراته السابقة غي وضع أسس للممارسة المسرحية داخل الجامعة سواء عن طريق الورشات المسرحية و الفنية أو إعطاء الانطلاقة لمهرجان المسرح الجامعي . يبقى فقط أن يتحول هذا المهرجان إلى مؤسسة، فان الأوان إلى ذلك و هو يشـــرف على طي عقدين من الزمن في التنظيم.
س2 : ما يميز المشاركة الوطنية و الدولية في الدورة 19 لمهرجان المسرح الجامعي بالدار البيضاء هو تنوعها و ترجمتها لمفهوم التفاعل الثقافي و الاطلاع على تجارب مسرحية لثقافات متباينة ، و قد نجح المهرجان في مد جسر التواصل بين فنون مسرحية تنحدر من حضارات مختلفة . و تمثــل العـــروض التي قدمت في هذه الدورة و التي تنتمي إلى جامعات مغربية و دولية انسجاما مع الفلسفة العامة لإدارة المهرجان. و إن اختلفت في مستوياتها الفنية و الجمالية حسب الاشتغال و الرؤية و الانجاز . و لا ننتظر الجيد دائما في المهرجانات . و لكن قد ننتظر أيضا الرديء و المبتذل و هي مسؤولية تتقاسمها الفرقة أولا لجنة الانتقاء ثانيا.
س3: يعتبر المحور النظري لندوة المهرجان: الطقوس و الديانات و المسرح محورا جريئا و أساسيا في مقاربة إشكاليات المسرح و علاقاته المتشبعة و المتلبسة مع حقـــول فنية و معـــرفيـــة و روحــانيـــة. و قد دشنت الندوة فتحا مبينا لموضوع كان بالأمس يدخل في نطاق الطابو ، خاصة بالنسبة إلينا كعـــرب و مسلمين ، مع أن الحديث عن علاقة المسرح بالطقوس و الديانات هي علاقة كونية ، و علاقة تسجل ميلاد المسرح الذي ينحدر من الطقوس و الديانات و منها يأخذ مقوماته و صفاته المعـــرفــيـــة و الفنيـــة و الجمالية . و كانت مناسبة للاستماع إلى مقاربات متعددة تعكس تصورات و مناهج لا تخرج في مجملها عن تحبيب هذه العلاقة و إماطة اللثام عن قديستيها .
كل عام و شباب المسرح الجامعي بألف خير.