عرس...ومأتم
حلّ الربيع بوهد الأرض فانبلجـتْ
وفاح منها عبيـر باعـث الجـذَلِ
وزقزق الطائر العصفور في زهَرٍ
يدعـو حبيبتـه بالشـدو والغـزل
واهتزّت الروضة الخضراء خائلـة
كأنها امـرأة تزهـو إلـى رجـل
ترى المزارع فـي غنّائـه طربـا
مشمّرا واضح البشرى إلى العمـل
حتى الحجارة لا تخفـي بشاشتهـا
لمّـا علاهـا نبـات غيـر مبتـذل
كل طـروب بمـا نالـت مناكبـه
كأنها احتشدتْ فـي العيـد للثمـل
أما تصيخ إلـى وسـواس رابيـة
ومنطق الجدول الريان في الجبـل
كل يباهـي ويبـدي مـن مفاخـره
وقد تولّى شديـد الدجـن بالوجـل
بكيت لمّا رأيت الأرض ضاحكـة
ياكيف أضحك من همي ومن خجلي
جادت عليها سمـاء مـن مواهبهـا
لكنّها أمسكت عنـي مـن البَخَـل
كأنني لست فوق الوهد فـي مطـر
يحيي الجديب من الغبراء والقلـل
واُلبسـت بـردة زهـراء ضافيـة
وعشت ألبس رعبولا مـن السمـل
أعيش تحت سمـاء غيـر عادلـة
تسـرّ ذاك وتبقـي ذا بـلا أمـل
سماء ليتـك إذ أمطـرت ناحيتـي
مسستني مرة مـن قطـرة وشـل
1998