م ن ت د ى ال ع ش ر ة

أشرقت بحضوركم الأنوار وعمت الفرحة ارجاء الدار، داركم لانها بكم تكون الدار

منتدى العشرة يتمنى لكم مقاما طيبا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

م ن ت د ى ال ع ش ر ة

أشرقت بحضوركم الأنوار وعمت الفرحة ارجاء الدار، داركم لانها بكم تكون الدار

منتدى العشرة يتمنى لكم مقاما طيبا

م ن ت د ى ال ع ش ر ة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
م ن ت د ى ال ع ش ر ة

جمعية مغربية سوسيوثقافية 22 غشت 2007


    معن بشور/المكـــابرة

    م ن ت د ى ال ع ش رة
    م ن ت د ى ال ع ش رة
    جمعية وموقع


    عدد الرسائل : 367
    تاريخ التسجيل : 05/12/2007

    بطاقة الشخصية
    مدونة:

    معن بشور/المكـــابرة Empty معن بشور/المكـــابرة

    مُساهمة من طرف م ن ت د ى ال ع ش رة الثلاثاء 23 ديسمبر - 9:16

    المكـــابرة
    22/12/2008
    معن بشور


    كنت اعتقد ككثيرين، أن سلسلة الاعتذارات الصريحة أو الضمنية التي صدرت عن اركان ادارة بوش، بما فيها بوش نفسه الذي اعترف انه شن حربه المدمرة على العراق بسبب معلومات استخباراتية كاذبة، كانت ستتلوها اعتذارات شجاعة من اقلام ومحللين واعلاميين انساقوا قبل سنوات في حملة التضليل الأمريكية المنظمة ووقعوا في خطيئة التبرير لتلك الحرب، بل كنت أظن ان هؤلاء سيتصرفون فعلاً وفق "اخلاقيات المهنة" فيعلنوا انهم قد كتبوا ما كتبوه بسبب قصور في فهم طبيعة تلك الحرب وفي اضرارها الضخمة على بلد كالعراق وعلى الملايين من اهله الذين كانوا ضحايا تلك الحرب.

    وكنت اعتقد ايضا، ككثيرين، أن فرصة لهذا الاقلام لكي تراجع مواقفها السابقة قد اتاحتها وقفة اعلامي شاب شجاع كمنتظر الزيدي الذي قذف حذائه في وجه رئيس امريكي اجمع العالم على رفض سياساته، وفي وجه رئيس خذله شعبه بالذات بعد أن ادرك أن مغامرات ادارته لم تدمر دولاً وتقتل شعوباً في كل انحاء العالم فحسب، بل أن تداعياتها السلبية الكبرى قد وصلت الى داخل الولايات المتحدة نفسها فتسببت في مقتل وجرح عشرات الالاف من ابناء شعبه نفسه، كما تسببت في وضع بلاده بأسرها على شفير انهيار مالي واقتصادي كبير، كما قال نائب الرئيس الامريكي المنتخب جون بايدن نفسه قبل ايام ، بل كما تشير العديد من المؤسسات الاقتصادية والمالية.

    ولكن بعض هذه الاقلام، بالمقابل، أمعن في المكابرة مختلقاً الاعذار والمبررات لادانة تصرف منتظر الزيدي، بشكل فاق ادانة بوش نفسه وعلى نحو جعلنا نعتقد انه ما زال بيننا "بوشيون" اكثر من بوش.

    ولنتوقف امام ذرائع، اعتمدتها هذه الاقلام ولنناقشها بكل عقلانية وهدوء.

    الذريعة الاولى: ان هذا الاعلامي قد خرق "اخلاقيات المهنة" بفعلته "الشنيعة" وقد تناسى اصحاب هذه الذريعة الظروف التي يعيشها هذا الشاب العراقي وسط آلام شعبه وبلده كل يوم، كما تجاهلوا حالته النفسية وهو يجد نفسه، وفي عاصمته بالذات امام المجرم الاول عن كل هذه الالام وقد وقف متباهياً بما حققه من انجازات.

    فهل المطلوب فعلاً أن يتجرّد الاعلامي من انسانيته ووطنيته ومشاعره، باسم "اخلاقيات المهنة"، فيما لم نجد اخلاقيات المهنة هذه تدعو هذه الاقلام لتعلن موقفاً من قصف طائرات بوش مقرات فضائيات عربية في العراق وغير العراق، بل لتدين قتل واعتقال المئات من الصحفيين والاعلاميين العراقيين والعرب والاجانب وأولهم مراسل " الجزيرة " الشهيد طارق ايوب الذي اغتيل قصفاً في اول ايام احتلال بغداد، كما لم نجد هذه "الاخلاقيات" تحرك اصحاب هذه الاقلام مثلا يوم تسربت وثيقة تحمل تهديداً من الخارجية البريطانية، كانت اشبه بتهديد مبطن، تفيد أن بوش نفسه قد تداول مع طوني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق، وشريكه في الحرب على العراق، موضوع قصف مقر قناة الجزيرة نفسها في الدوحة، عاصمة قطر.

    بل لم نسمع من هؤلاء الحريصين على اخلاقيات المهنة مثلاً موقفاً معترضاً على اعتقال منتظر الزيدي نفسه اكثر من مرة على يد سلطات الاحتلال الامريكي كما على اعتقال غيره، ولم نسمع منهم ادانة صريحة ضد القصف الصهيوني المدمر لفضائية "المنار" واذاعة "النور" أو ضد سجن الاعلامي سامي الحاج لسنوات في معتقل غوانتامو ، أو لاتخاذ دول واتحادات غربية ، عريقة في ديمقراطيتها، قرارات بمنع بث اقنية فضائية عربية على الاقمار الصناعية في بلادها.

    وكأن "أخلاقيات المهنة" سلاح نشهره إذا كان اشهاره يخدم سياسة بوش وامثاله واعوانه، فيما نتغاضى عن هذه الاخلاقيات إذا كانت إثارتها تغضب بوش وامثاله واعوانه الكثيرين في منطقتنا.

    اما الذريعة الثانية: التي تختبئ وراءها هذه الاقلام للانتقاص من اهمية "قبلة الوداع" التي حملها حذاء منتظر لمجرم الحرب جورج بوش، فهي ماذا قدمت هذه "الفعلة" للشعب العراقي وللامة العربية.

    طبعاً لا حاجة لتذكير هؤلاء بان اقلامهم حرصت وعلى مدى سنوات، أن تقلل من شأن أي فعل قام به المقاومون العراقيون أو الفلسطينيون أو اللبنانيون ضد محتلي بلادهم، فبطولات العراقيين وصفوها "بالارهاب"، وصواريخ المقاومة الفلسطينية رأوها "عبثية" و "سخيفة" وعمليات الاستشهاديين "حقيرة"، فيما كانوا يرددون أن كل ما كانت تقوم به المقاومة اللبنانية قبل أن تجبر المحتل على الاندحار هو عمل "غير مجدي" تسبب للبنان من الاضرار اكثر مما يحققه له من المكاسب، حتى وصل الامر بهذه الاقلام لأن تعتبر وقفة "حزب الله" بوجه العدو الصهيوني في حرب تموز 2006 العدوانية "بالمغامرة غير المحسوبة".

    فاذا كانت الرسالة التي نقلها حذاء منتظر الى العالم بأسره عن موقف العراقيين من الاحتلال واتفاقياته واعوانه لا قيمة لها فلماذا يسال كل هذا "الحبر"، وتبذل كل هذا الجهود للنيل منها.

    واذا كانت الوحدة الوطنية العراقية التي تجلت في مظاهرات التأييد لمنتظر والتي خرجت من كل احياء بغداد ومناطق العراق ليست انجازاً أسقط كل دعاوى التحريض الطائفي والمذهبي والعرقي فكيف يكون الانجاز.

    واذا كانت الحماسة التي اظهرها ابناء الامة العربية من المحيط الى الخليج تجاه منتظر وبطولته ليست تعبيراً عن وحدة مشاعر أبناء الأمة في زمن الترويج لموت العروبة وانكار وجودها ، فكيف يكون التأكيد على هوية الامة ووحدتها.

    بل إذا كان كل هذا التعاطف العالمي الذي برز مع منتظر ليس دليلاً على المكانة القيادية التي باتت تحتلها مقاومة الامة وممانعتها على المستوى الدولي فكيف يكون الدليل الحسي والملموس.

    لا اعتقد أن اصحاب هذه الاقلام، وبعضهم واسع الاطلاع على ما اظن، يدرك أن تحرر الشعوب يتحقق بعمل واحد مهما كان كبيراً بقدر ما يتحقق بفعل تراكم جملة تضحيات ومبادرات واعمال، في كل المجالات، فيحدث بسببها نوع من التراكم الكمي قبل أن يظهر التغيير النوعي المطلوب.

    فجان دارك مثلاً لم تحرر بلادها بمجرد استشهادها حرقاً ولكنها الهمت مقاومة الشعب الفرنسي وعززت وحدته، وسيمون دو بوليفار حرر، وما زال، اميركا اللاتينية برمزية دوره اكثر مما فعل بجيوشه، وعمر المختار لم يخرج الايطاليين المستعمرين من ليبيا بمجرد وقفته الشجاعة امام حبل المشنقة بل بالتداعيات التي اطلقها استشهاده حتى جاء يوم تعتذر فيه ايطاليا عن جرائمها بحق الشعب الليبي، ومالكوم اكس لم يحقق حلمه بالحقوق المدنية بمجرد اغتياله على يد المتعصبين العنصريين، بل أن اغتياله كان محطة هامة على طريق اوصلت، بعد عقود، باراك اوباما الى البيت الابيض، بل انه في كل بلد من بلدان العالم تتردد اسماء رموز وابطال رسموا بوقفاتهم وتضحياتهم – ولو بعد حين – لوحة الاستقلال والحرية لبلادهم.

    اما الذريعة الثالثة التي تتكرر في ادبيات "المتسترين" على بوش وجرائمه، فهي انه لولا "الحرية" التي انعم بها المحتل على العراق لما كان ممكناً لمنتظر الزيدي أن يقدم على ما اقدم عليه.

    لن ندخل هنا باستعراض السجل الامريكي الحافل بالقمع والتعذيب والاجتثاث والقتل الجماعي واثارة الفتن وانتهاك حقوق الانسان في العراق وغير العراق، ولا بالتساؤل عن "عبقرية" التوفيق بين الاحتلال والتحرير والحرية، بل سنسأل إذا كان اعتقال منتظر وتعذيبه بابشع الاساليب والتلويح بسجنه "سنوات طويلة شهادة اخرى على هذه الحرية"، خصوصاً إذا علمنا أن مواطنين رشقوا مسؤولين في الولايات المتحدة وبريطانيا بالبيض والبندورة لم يواجهوا سجناً أو تعذيباً أو محاكمة جنائية بل أن اقسى ما صدر مثلاً بحق من رشق بلير في لندن بالبندورة هو حكم بتغريمه – أي الفاعل – كلفة تنظيف قميص رئيس وزراء بريطانيا في المصبغة.

    فالى متى يستمر المكابرون في مكابرتهم، فإذا كانوا عاجزين عن فهم روح الشعوب، فليصمتوا على الاقل وهذا اضعف الايمان.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 12 مايو - 18:47