م ن ت د ى ال ع ش ر ة

أشرقت بحضوركم الأنوار وعمت الفرحة ارجاء الدار، داركم لانها بكم تكون الدار

منتدى العشرة يتمنى لكم مقاما طيبا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

م ن ت د ى ال ع ش ر ة

أشرقت بحضوركم الأنوار وعمت الفرحة ارجاء الدار، داركم لانها بكم تكون الدار

منتدى العشرة يتمنى لكم مقاما طيبا

م ن ت د ى ال ع ش ر ة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
م ن ت د ى ال ع ش ر ة

جمعية مغربية سوسيوثقافية 22 غشت 2007


    نداء الى المثقف العربي

    avatar
    حسن اعبيدو


    الجنس : ذكر
    عدد الرسائل : 5
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 05/07/2008

    بطاقة الشخصية
    مدونة:

    نداء الى المثقف العربي Empty نداء الى المثقف العربي

    مُساهمة من طرف حسن اعبيدو السبت 3 يناير - 18:34

    نداء إلى المثقفين العرب

    تمر امتنا اليوم بدورة حضارية مفصلية ، تتحدد من خلالها معالم الصراع بشكل
    دقيق وواضح ، ولم يعد ينفع مع هذه الدورة مساحيق وأصباغ الفعل السياسي الظرفي لتحويل الأنظار عن جوهر هذا الصراع أو حقيقة الخلفيات المحركة لأطرافه ، ولم يعد للذهنية الانتظارية الاماعية من مبرر لاستجداء سلام موهوم،
    أو تعايش تستكين فيه شعوبنا للقوى الاستكبارية .بل ويتم تثبيطها عن ممارسة حقها في الاحتجاج ،ورفع عقيرة الأصوات بالرفض ، مادام المنهج الحالي في تدبير الشأن السياسي والحضاري قد أوصل الأمة إلى الباب المسدود ، وجعل منها القصعة الهينة يفعل بها الأكلة ما يفعلون ،والواقع أن مقدراتنا وفيرة وكفاءاتنا مؤهلة .
    إننا أمام دورة جديدة تأخذ فيها مقاومة الاستكبار والاستضعاف أشكالا جديدة ،
    يؤرخ البعض في انطلاقة شرارتها بالثورة الإيرانية التي قال فيها الشعب كلمته
    ضد أمريكا وسدنة معبدها في طهران ، لتتناسل بعد ذلك أمواج الممانعة في الجهاد الأفغاني مع تحفظنا على بعض تمظهراته ، والمقاومة اللبنانية بصرف النظر عن الخلفيات العقدية ، والشيشان المستعصي على النسيان ، والعراق الذي أدى ثمن السعي لاكتساب وسائل القوة ، وأمواج الانتفاضات الفلسطينية
    بعد 1987 والتي أدخلت المقاومة الشعبية بأبسط الوسائل إلى صميم المعادلة
    الضاغطة عبر ما نطلق عليه أطفال الحجارة.
    وما الحملة البربرية على غزة وما سبقها من مجازر على طول العالم الإسلامي
    إلا حلقة من هذه السلسلة المشكلة كلها حربا حضارية مهندسها واحد ، والهدف الاستراتيجي لأصحابها واضح ، أول عناصره القضاء على المخزون الرمزي الموحد للأمة والمتصل بالهوية وآخره الاستلاء على ثروات الأمة وذلك بالتعاون
    مع اللوبي الحاكم والحارس الحقيقي لمصالح قوى الاستكبار في عالمنا العربي والإسلامي.
    معشر العلماء الأفاضل
    أيها المثقفون الراعون حصون الجمال والأخلاق
    إن معركة غزة هي معركة امة وليست قضية شعب قدر فوصف بالفلسطيني ، إنها معركة الجميع ، لا ينوب فيها احد عن احد ، ولا يستثنى فيها احد ، وليست حكرا على مجال دون آخر ، ولا يسمح فيها بالاسترخاء ، لأن العدو لا يضع سلاحه أبدا ، فان انتهى من التقتيل مر ليرمي صواريخ اشد فتكا في الفكر والإعلام والفن والاختراق الممنهج لمنظومة القيم التي ترسخت عندنا على مر التاريخ ، فالعدو يمر من تقتيل الأرواح إلى العصف بالأفكار ، وما ينتهي من مذبحة حتى يهيئ لأخرى والشواهد كثيرة لا تعد ولا تحصى .
    إن عدونا يدير بمكر آلته الإعلامية والثقافية حتى يتعايش العالم مع الهيلوكست الصهيوني ويستسيغه على أساس انه دفاع عن النفس ، بل يمضي قدما ليخاطب الأنظمة العربية أن لهم عدوا مشتركا يتمثل في الحركة الإسلامية ، وأن على الشعب الفلسطيني أن يؤدي الثمن لأنه اختار بديلا عن دهاقنة أوسلو، واختار المقاومة على خرافة السلام الذي أراد فيه اولمارت ومبارك والإدارة الأمريكية والنظام العربي من يوقع من الفلسطينيين على بيع القدس واللاجئين والاكتفاء بدولة لا شكل لها ولا عمق ولا هوية ومن يرفض يكون مصيره كمصير الرئيس الشهيد ياسر عرفات رحمه الله تعالى والرئيس الشهيد الذي لم يبع المقاومة
    صدام حسين تقبله الله القبول الحسن وغفر له .
    لذا علينا أن نحتاط كثيرا ليصبح الفعل المقاوم عندنا مؤسسة لا تكل ولا تكف
    وان لا تفرض علينا الأجندة الصهيونية إيقاعها في الاحتجاج فنتعاطف مع قضايا
    امتنا يوما وننساها أياما ، وتسيل دموعنا لحظة ونتعايش مع التقتيل لحظات كذلك فعلنا مع مأساة صبرا وشاتيلا ودير ياسين وقانا ولبنان والعراق .
    إن الفعل المقاوم لن يؤتي ثماره إلا إذا كان مسنودا بالاستمرارية والتعبئة الشاملة ،و المرفوق بالفضح الممنهج لخطط الصهيونية، ومن يوالونها من بني جلدتنا ، وإذكاء شعلة التوق إلى التغيير في نفوس الناس بالحكمة والأناة.
    إن ما يحدث في غزة الآن يقتضي خطة ثقافية وإعلامية وحضارية محكمة الحلقات، دائمة التوثب ، شاحذة للطاقات وما أكثرها ، قادرة على الانفتاح على كل ذبذبات العالم ،متسلحة بالقدرة على الإبداع في الوسائل لإيصال خطابها وإقناع الناس به وتنبني أولوياتنا في ذلك على :
    أولا : إحاطة العالم فكرا وفنا بطبيعة القضايا التي تهم امتنا دون فصل القضايا
    بعضها عن البعض الآخر فما يحدث في الصومال وما يحدث في العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان مربوط بخلفيات واحدة والمجرم فيها واحد وهو الصهيونية العالمية
    ثانيا : فضح الخطط الصهيونية فضحا ممنهجا لا يقف عند الممارسة العسكرية
    والسياسية ولكن بربط الممارسة الدموية بالفكر الصهيوني والاستكبار العالمي
    ثالثا: تعبئة منظومتنا التربوية بما يشكله الفكر الصهيوني والعولمة من أخطار على اقتصادنا وبيئتنا وهويتنا
    رابعا : نقل النظر إلى الفعل، والتحاليل إلى الممارسة، وإنزال المثقف إلى ارض الواقع ليؤطر ويعبئ ويصحح الأخطاء التي ترسخت لدى البعض، بان حياتنا واقتصادنا وثقافتنا وحركتنا وشبعنا وجوعنا ومصيرنا بيد أمريكا وحلفائها .
    وهو ما يؤكده الحكام حتى يبرروا تبعيتهم وانبطاحهم، وذلك بالعمل على نهج الطريق الفعلي لاستقلال الإرادة كما فعلت بعض الشعوب في أمريكا اللاتينية
    وفي أسيا .
    خامسا : ترسيخ مبدأ التماسك بين فئات الأمة ، فلا نسمح بالتحارب المذهبي أو العرقي أو الجنسي أو اللغوي ، وتشجيع قبول التنوع في الاجتهاد ويكون أولى أولوياتنا في كل ذلك هو دحر العدو الصهيوني واعتباره ومن يموله العدو الأول
    بامتياز
    سادسا :تثبيت دعوتنا إلى السلام والتعايش والتعارف وأخوة العمران الحضاري الباني ماديا ورمزيا ، لكن ليس على حساب الهوية والحقوق .
    سابعا : السعي إلى تكسير الحصار عمليا وعبر كافة الأشكال الممكنة عن الشعب الفلسطيني وباقي المستضعفين من بني امتنا وعدم التمادي في تشويه المقاومة
    بحسب ما ترتضيه الآلة الإعلامية الصهيونية والرسمية العربية في العراق والشيشان وأفغانستان والعراق ولبنان والصومال .
    ثامنا : ربط جسور التنسيق بين المثقفين والعلماء وتبادل الخبرات فيما بينهم قصد التصدي للمشروع الصهيوني
    أيها المثقفون الشرفاء
    أيها العلماء الأفاضل
    انه الواجب الذي سيحاسبكم به الله ، ويحاكمكم بمقتضاه التاريخ والأمة متى تقاعستم عن القيام به ، هو واجب دائم لا يجب أن تخفت جذوته مع مرور الأحداث لان العدو ما أن ينتهي من مجزرة حتى يهيئ الشروط لمجزرة أشنع منها ولنتذكر أن همنا ليس هو استنكار المذابح فحسب بل السعي إلى رفع مظلومية الأمة ، والتي لن ترفع إلا بالاستقلال والكرامة والحرية .
    والمجد لامتنا مقاومة كانت وبانية للحرية والعمران
    (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ))

    الأستاذ حسن اعبيدو
    عضو رابطة الأدب الإسلامي

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 12 مايو - 16:08