بيان ضدّ الصمت
أدباء ومثقفون عرب يدينون الصمت ويدعون لمحاكمة المجرمين
بأي كلمات نكتب، نحن الشعراء والمبدعين والمثقفين العرب الموقعين على هذا البيان، لنلفت نظر الرأي العام العالمي إلى مسؤوليّته عن الجريمة الإسرائيلية المتواصلة، برعاية أمريكية وأوروبيّة، طالما هو مسترسل في الصمت عمّا يجري الآن في غزّة، وفي تجاهله والتستّر عليه؟
بأي لغة نصف أسبوع الآلام الفلسطيني هذا، وورشة القتل المفتوحة على كل احتمالات الموت؟
من أين نأتي بكلمات تصف ما يجري من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فاقت كل تصور، تقوم بها قوات احتلال، تنفذ المذبحة تلو المذبحة ضد مجتمع فلسطيني عزلته عن العالم، ووضعته في سجن ضخم، وسلطت عليه آلات الابادة العمياء من البر والبحر والسماء؟
هل هناك لغة يمكن أن تردع مجرمي الحرب الإسرائيليين الذين لم يتورعوا -خلال الأسبوع الماضي كما طوال تاريخهم- عن قتل الاطفال والمدنيين الأبرياء، فيما هم يبتكرون كل الذرائع الممكنة لتبرير جرائمهم؟
ما يجري في غزة منذ أكثر من أسبوع، أقل ما يمكن أن يقال فيه إنه انتهاك لإنسانية الإنسان، وسلسلة من أبشع جرائم عصرنا. ورغم ذلك، فإن الحكام والزعماء العرب لم يتوصلوا حت الآن إلى جملة مفيدة في تعريف ما يجري!
نحتاج إلى قاموس جديد من الكلمات لنتمكّن من تفسير كل هذا التستر العربي الرسمي والدولي على الجريمة. كيف يمكن للضمير العالمي أن يتسع لكل هذا الدم؟
أمام هذه الصورة القاتمة، نقول أن لا عنوان للقاتل سوى جريمته. فهل نوجّه رسالتنا إلى العنوان الإسرائيلي لنسأله الرفق بأشلاء ضحاياه كما يفعل «المعتدلون» العرب؟ بأي كلمات نصف كل هذا التخاذل الرسمي العربي؟ وهذا التواطؤ الرسمي عبر العالم؟
مطلوب العمل الحاسم، وبكل السبل المتاحة والممكنة، على وقف هذه المجزرة، ودعوة القوى الحية في العالم العربي والعالم بهيئاته الحقوقية والأهلية المختلفة، للمباشرة في التحضير، بمنتهى الجدية والمسؤولية، لسوق المتورطين في هذه الجرائم إلى محاكم دولية تقتص منهم... وعلى رأس هؤلاء القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، وكذلك الطيارون الذين ينفذون جرائم الإبادة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة، ويفرضون عليه عقوبات جماعية فاشية تخالف كل المواثيق والأعراف الإنسانية.
وفي النهاية، إذ نحييّ كل من رفع صوته من أحرار العرب والعالم ضد الهمجيّة الصهيوينة المتجدّدة، وضد جريمة الصمت على تلك الهمجيّة، نقول في الوقت نفسه لشهود الزور على اختلافهم: لن يرحمكم التاريخ. ولغزة هاشم نقول: شكراً لك أيتها المدينة المقاومة، لقد أعدت القضية الفلسطينية العادلة بكل كفاحها وعنفوانها الإنساني إلى شوارع العرب والعالم. الخزي والعار لمجرمي الحرب وقتلة الأطفال.
الموقعون:
نوري الجراح (شاعر/سوريا/لندن) نجوان درويش (شاعر/القدس المحتلة)، عاصم الباشا، (كاتب ونحات سوريا/غرناطة) زكريا محمد (شاعر/رام الله)، د. خديجة صفوت (كاتبة واكاديمية/أكسفورد)، د. سلمى الخضراء الجيوسي (شاعرة وناقدة/فلسطين/عمان)، يوسف عبدلكي (تشكيلي/دمشق)، مازن مصطفى (كاتب/فلسطين/لندن)، بيار أبي صعب (شاعر وناقد/بيروت)، غسان زقطان (شاعر/رام الله)، حسن نجمي (شاعر/الرباط/المغرب) سعد القرش (روائي/القاهرة)، حسام الدين محمد (ناقد/سورا/لندن)، أمجد ناصر(شاعر/الأردن/لندن)، خالد النجار (شاعر/تونس/باريس)، علي بدر (روائي/عمان)، حلمي سالم (شاعر/القاهرة)، علي كنعان (شاعر/سوريا/أبو ظبي)، مفيد نجم (ناقد/سورا/أبوظبي) د. خلدون الشمعة (ناقد/سوريا/لندن)، هيفاء زنكنة (روائية/العراق/لندن)، د. الطايع الحداوي (كاتب وأكاديمي/المحمدية/المغرب)، د. عبد النبي ذاكر (ناقد واكاديمي/أكادير/المغرب) (، بشير البكر (شاعر/سوريا/باريس)، محسن خالد (روائي/السودان/لندن)، عادل بشتاوي (روائي وكاتب /فلسطين/فاليتا-مالطا)، علي الجاك (فنان تشكيلي/أبوظبي) ناصر بخيت (فنان تشكيلي/السودان)، حسين بن حمزة (شاعر/سوريا/بيروت)، محمد المزديوي (روائي/المغرب/باريس)، سيد أحمد بلال (شاعر/السودان/لندن)، زهير أبو شايب (شاعر/عمان)، شاكر لعيبي (شاعر/العراق/قابس)، خيري منصور (شاعر وكاتب/عمان) ، زهور كرام ()روائية وناقدة أكاديمية/ الرباط/المغرب(،(عبد الرحيم الخصار/ شاعر/ المغرب(، جمال الموساوي (شاعر وصحفي/المغرب)، ليلى الزنايدي (شاعرة/ تونس) (ليلــى نــاسيمى شاعرة/ المغرب)