م ن ت د ى ال ع ش ر ة

أشرقت بحضوركم الأنوار وعمت الفرحة ارجاء الدار، داركم لانها بكم تكون الدار

منتدى العشرة يتمنى لكم مقاما طيبا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

م ن ت د ى ال ع ش ر ة

أشرقت بحضوركم الأنوار وعمت الفرحة ارجاء الدار، داركم لانها بكم تكون الدار

منتدى العشرة يتمنى لكم مقاما طيبا

م ن ت د ى ال ع ش ر ة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
م ن ت د ى ال ع ش ر ة

جمعية مغربية سوسيوثقافية 22 غشت 2007


2 مشترك

    د.عادل باناعمة*صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟

    ليلى ناسمي
    ليلى ناسمي
    إدارة عامـة


    الجنس : انثى
    عدد الرسائل : 2322
    العمر : 62
    المكان : تونس العاصمة
    الهوايات : الأدب والشطرنج
    تاريخ التسجيل : 18/06/2007

    بطاقة الشخصية
    مدونة:

    د.عادل باناعمة*صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟ Empty د.عادل باناعمة*صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟

    مُساهمة من طرف ليلى ناسمي الجمعة 16 يناير - 6:46

    صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟


    د.عادل باناعمة
    عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.


    في حين نجدُ كتابا غربيين بل يهود (مثل روبرت فيسك، وماري فويس، وكاسيلرز) يشنون حملةً شعواء على إسرائيل ووحشيتها وهمجيتها ويصرحون بأن للمقاومة حقها المشروع، يشن إخواننا الكتاب والمثقفين حربا شرسةً على المقاومة الفلسطينية!

    تتبنى هذه الحرب في مجملها ثلاث أفكار رئيسية:

    الفكرة الأولى: أنَّ صواريخ المقاومة هي السبب المباشر فيما حدث لغزّةَ!
    الفكرة الثانية: أنّ المقاومة الفلسطينية إنّما تسعى إلى السلطة من جهة، وتحقيق أجندة خارجية من جهة، وكل ذلك على حساب الفلسطينيين غير عابئة بأرواحهم!
    الفكرة الثالثة: أنَّ المقاومة الفلسطينية لا تشكر جميلا ولا تحفظُ معروفا، وأنّها تستلم تبرعاتِ الدولِ بيد وترجمهم بحجارة التخوين باليد الأخرى!
    تفضي هذه المقولات إلى حقيقةٍ واحدةٍ هي أنَّ خيار المقاومة المسلحة خيار خاطئ من كل جهةٍ. وأن الحلّ –كما قال أحدهم- يكمنُ "في العقل والحكمة والسياسة الواعية المنضبطة، بعيدا عن الشعارات والهتافات الفارغة التي تضرّ أكثر مما تنفع".

    من العبثِ أن يصدق عاقل أن أولئك المقاتلين الذين حملوا أرواحهم على أكفّهم، واصطفوا في طوابير الشهادةِ منذ عشرات السنين هم طلاب سلطة! نحن نفهم أن يكون الفارون من المعتركِ، والذين يعيشون في الرفاهيةِ يجنون الملايين، والذين يكتفون بالتصريحات وهم آمنون، نفهم أن يكونوا طلاب سلطة.. لكنْ كيف يكون طالبَ سلطةٍ من يشرع صدره للموتِ، ويطلبُ الشهادة بابتسام؟كيف للمقاومة أن تكون باحثةً عن سلطةٍ وكل قياداتها بلا استثناء نالت الشهادةَ أو تعرضت لمحاولة اغتيال؟
    وكيف تكون ذات أجندة إيرانية وهي التي جاءت بطوعها إلى صلح مكةَ، تلك الخطوة التي أغضبت إيران غضبا شديدا لأنّها أعطت للسعودية شرف السبق؟

    وأمّا المنُّ على إخواننا بتبرعاتِنا، والغضب إذا اشتكوا من بعض تقصيرنا، فلا أجد لها مثلا إلا طالبا كلف بثلاثة واجبات، فأنجز واحدا منها على وجهه وأغفل اثنين، فلما لامه أستاذُهُ على ترك الواجبين غضب وقال: ألا يكفيك أنني حللت الواجبَ الأول بإتقان!!حسنا.. لقد تبرعنا.. وأردنا بذلك وجه الله لا شكر الناس.. وقد شكرَنا إخواننا مع ذلك علنا ورحبوا بوقفتنا، لكنهم عتبوا علينا أننا تركناهم يموتون ويقتلون وقد كان بوسعنا أن نفعل أشياء كثيرة.هل أخطئوا؟!! لا أظن!! ولكن هكذا يظنُّ من يمنُّ على الناس بما أعطاهم.. بل بما أعطاهم غيره!!

    وأمّا فكرة أن صواريخ المقاومة هي سبب المشكلة.. فمناقشتها تحتاج إلى مقارنة تاريخية.

    مقارنة تكشف الحقيقة
    لنبدأ نقاشنا في هذه المقارنة التاريخية بين ما حدث قبل اثنتين وأربعين سنة وما يحدث الآن.

    في حرب 67 تمكّنت إسرائيل من تدمير كامل سلاح الجو الأردني
    ومعظمِ السلاح الجويّ السوري
    وعددٍ كبيرٍ من طائراتِ الجيش العراقي
    واستولت على منابع النفط في سيناء
    وسيطرت على منابع مياه الأردن
    وتحكمت في خليج العقبة

    واكتشف العربُ أنّهم خسروا –في خمسة أيام فقط- عشرة آلاف شهيد وجريح، وخمسة آلاف أسير، وأنّه قد شُرّد نحو 330 ألف فلسطيني!!
    وأن إسرائيل قد احتلت أراضي من خمس دول عربية هي: مصر (شبه جزيرة سيناء وغزة)، وسوريا (هضبة الجولان والحمة)، ولبنان (مزارع شبعا)، والأردن (الضفة الغربية والغور)، والسعودية (جزيرتا تيران وصنافير على مدخل خليج العقبة).. وأنّ ما احتلته إسرائيل في تلك الحرب ضاعف مساحتها ثلاث مراتٍ!! وأبشع من هذا كله.. ضاعت القدس!!

    لم تكن إسرائيل وقتها في مواجهةِ الفلسطينيين وحدهم بل واجهت العرب جميعا.. ومع تفوق ميزان القوى لصالح العرب كان ما كان.. وشهد الخامس من يونيو 1967م حرب لم تدم أكثر من خمسةِ أيام، ضاع فيها كل شيء!!

    انتهت المقاومة
    وانكسرت الجيوش
    واستسلم الجميع!!!

    واليوم.. ها نحنُ في عاشر يومٍ من أيام حرب غزةَ الغاشمة..
    الحرب التي لم تتصد لها إلا المقاومة الفلسطينية دون أن يكون لها عون عسكريٌّ من أيِّ جهةٍ خارجية.
    الحرب التي كانت فيها الأنظمة العربية عونا على المقاومة الفلسطينية.
    الحرب التي كان فيها بعض الفلسطينيين عونا على إخوانهم حتى أنهم صرحوا بأنهم (جاهزون) لملء الفراغ السياسي الذي سيحصل بعد العدوان!!!
    الحرب التي لعبتْ فيها الآلة الإعلامية لعبتها القذرة فجعلت الضحيةَ مجرما وشغلت الناس بصواريخ المقاومة عن أطنان قذائف الأباتشي!!

    ومع كل هذه الوقائع والحقائق.. فإنَّ صواريخ المقاومة مازالت تنطلق!
    بل إنها بلغت حيث لم تبلغ من قبل!!
    وأصابت أكبر قاعدة جوية إسرائيلية!!
    وبدأ اليهود يختبئون في الملاجئ!!
    وما إن بدأ الاجتياح البريّ حتى حصدت المقاومةُ أرواح عشرات الجنود الإسرائيليين!!

    هل لاحظنا الفرق بين الموقفين؟

    إنَّ يهوديا واحدا داخل إسرائيل لم يصب بالفزع عقب حرب 67.. وها نحن نرى في حرب غزة مليون إسرائيلي في دائرة الخوف، يدخلون إلى الملاجئ، ويعطلون دراستهم، ويبكون!!
    إنّ مسئولا يهوديا واحدا لم يساوره القلق عشية حرب 67 .. وفي حرب غزة يرى الملايين عبر شاشات التلفزة وزيرا يهوديا يغلبه الفزع ويختبئ تحت سيارة ليبث من هناك تهديداته وتوعداته!!
    كانت ابتسامة ليفي أشكول تتسعُ مع مرور كل يوم من أيام الحرب وما بعدها، وها نحن نرى ابتسامات أولمرت وباراك وليفني تتقلص مع مرور كل يوم!!
    ما الذي تغير؟
    ما الذي جعل دول العرب مجتمعة تنهزم أمام حرب الأيام الخمسة بينما تصمد حركات مسلحة في وجه حرب ضروس؟
    إن تبني فلسطين الداخل لخيار (المقاومة المسلحة) هو الذي أحدث هذا الفارق الجوهري!
    إن (حجر) الجهاد، و(مقلاع) الجهاد، و(بندقية) الجهاد، و(صاروخ) الجهاد هو ما أحدث هذا البون الشاسع.
    وهذا ما يجب أن نعيه جيدا قبل أن نزعم أن (صواريخ المقاومة) هي مشكلة فلسطين.
    كنا نضرب ونصمت و (نبوس) كف من ضربنا.. على الأقل الآن نضرَب ونضرِب.

    تاريخ حافل..
    وربما كان بالإمكان تصديق أن صواريخ المقاومة وحدها كانت سببا لعدوان إسرائيل لو لم تكن إسرائيل نفسها قد نفذت عشرات المجازر البشعة دون أن تستفزها صواريخ ولا حتى حجارة!
    لقد ارتكبت إسرائيل نحو 70 مجزرة بحق الفلسطينيين بهدف التهجير والتطهير العرقي، برزت منها 17 مجزرة بشعة، وأكثر من هذا امتدت مجازر إسرائيل إلى خارج حدود فلسطين!!
    في فبراير 1970 نفذ الجيش الإسرائيلي مجزرة أبو زعبل بمنطقة القاهرة. وفي أبريل 1970 نفذت إسرائيل مذبحة مدرسة بحر البقر بمنطقة بورسعيد. وفي عام 1982 نفذت القوات الإسرائيلية مجزرتي صبرا وشاتيلا اللتين قتل فيهما نحو 1600 شخص. وفي عام 1996 استهدفت مجزرة "عناقيد الغضب" مدينة (قانا) وقتل يومها 109 مدنيين لبنانيون.. هذه نماذج فقط..

    فهل كانت صواريخ المقاومة التي لم توجد إذ ذاك سببا في هذه المجازر؟!

    إن قراءة تاريخ كثير من هذه المجازر يبين بوضوح أنها كانت بمبادأة إسرائيلية! أي أنها لم تكن بسبب استفزاز ما!

    سياسة أم تياسة؟!
    ألم تلتزم المقاومة بكافة التهدئات المقترحة وفيها التهدئة الأخيرة؟
    ألم تتعاط الحركات الجهادية بمرونة كافية مع الطروحات السياسية؟
    من الذي كان في كل مرة يخرق الهدنة ويفسدها؟

    دعونا ابتداء نصحح خطأ شائعا..
    حماس لم تنه الهدنة.. الهدنة كانت تنتهي تلقائيا في 19/12/2008م
    ما أعلنته حماس أنها لن تجدد الهدنة، وعدم تجديد الهدنة شيء آخر يختلف تماما عن خرقها.

    وخطأ آخر.. لم يكن عدم تجديد الهدنة قرار حماس وحدها.. بل كان قرار جميع الفصائل الفلسطينية في غزة.. كان قرارا إجماعيا.. يمكن أن نتفهمه جيدا عندما نتذكر شروط التهدئة الرئيسة:
    (وقف العدوان، رفع الحصار، فتح المعابر، نقل التهدئة إلى الضفة الغربية)
    هذه هي شروط التهدئة فهل نفذت إسرائيل منها شيئا؟

    هل من العقل أن تطالب غزة بالحفاظ على الهدنة بينما إسرائيل تحاصرها وتخنقها وتمنع عنها الماء والغذاء والوقود والكهرباء؟
    هدنة مع حصار وتجويع؟
    أهذه سياسة أم تياسة؟
    أم أن العقلانية والحكمة لا تكون إلا بالتسليم المطلق والخضوع التام للإملاءات الإسرائيلية؟

    خيارات الداخل

    هل نحن أرأف بالفلسطينيين من أنفسهم؟
    المتكلمون عن استفزاز صواريخ المقاومة يصورون للناس أن فلانا وفلانا من القادة يتاجرون بالشعارات وأن الشعب هو الضحية!!
    إن الجواب يأتي من الشعب نفسه..
    الشعب الفلسطيني الذي خرج قبل الحرب بأيام قليلة في حشود ضخمة مؤيدا لخيار المقاومة والجهاد.. ومصطفا مع الحكومة التي اختارها

    "ووفقا لوكالات الأنباء فإن هذا الاحتشاد الشعبي كان الأضخم في التاريخ الفلسطيني المعاصر" [من مقالة مهنا الحبيل]

    صدقوني هذه الملايين لم تخرج من أجل سواد عيون فلان أو فلان، أو تعلقا باسم حركة أو حزب، لقد خرجت تأييدا لخيار المقاومة الذي يمثله اليوم فلان وسيمثله غدا غيره.
    جرى ذلك في الوقت الذي عجز فيه (خيار المفاوضات) حتى عن عقد مؤتمره العام بسبب كثرة الانشقاقات والاختلافات التي كان حلها بفصل الكوادر المشاغبة كما قيل!!
    الشعب الذي قيل إن (المقاومة) حشرته في (صندوق) ضيق، وتاجرت بدمه، وجعلته عرضة للعذاب.. هذا الشعب هو الذي يخرج هاتفا للمقاومة مؤيدا لبرنامجها، وهو الذي اختارها ابتداء لتحكمه وقد كان على وعي ببرنامجها ومعرفة بمنطقها المقاوم.
    ثم نأتي نحن لنقول.. مسكين هذا الشعب!! قامر به أبطال حرب الحناجر!!

    عكس السؤال ..
    وهناك جانب يجب الالتفات إليه..
    دائما ما يتحدث هؤلاء بمنطق: انظروا ماذا سببت المقاومة من دمار باستفزازها لإسرائيل..
    ولكن أحدا منهم لم يطرح السؤال بشكل معاكس:
    ماذا كانت ستفعل إسرائيل لو لم تكن هناك مقاومة؟!

    ألم تكن إسرائيل إذ قامت تتحدث عن دولة عظمى من البحر إلى النهر؟
    ألم تكن تتحدث عن إبادة كاملة للفلسطينيين؟
    هل نسينا تصريحات ليفي أشكول وجولدا مائير وأشكول وموشي دايان وإسحاق رابين؟!
    ما الذي خفض سقف الطموحات الإسرائيلية وقلل أحلامها؟

    أليست المقاومة المستمرة هي التي أجبرت إسرائيل على بعض التنازلات؟ أليست (السلطة الوطنية) التي يدعو أربابها اليوم إلى ترك خيار القتال وليدة المقاومة والقتال؟ أكان اليهود يسمحون بشيء كهذا على هزاله لولا ما وجدوه من مقاومة صلبة؟

    الصواريخ والنموذج الإدراكي
    لنطرح المسألة من زاوية أخرى.. هي الزاوية الفكرية الاجتماعية:
    يجب أن ندرك جيدا أن المستوطنين الإسرائيليين هم مجرد مرتزقة، فأكثرهم لم يأت به إلى فلسطين إلا الرخاء المادي الذي وفرته له الحكومة، وإذا كانت الأجيال الأولى منهم ذات بعد ديني عقدي في قدومها إلى فلسطين فإن الأجيال الحالية – ومع تزايد معدل العلمنة – تبحث عن العيش الرخي الهانئ! ويدلك على هذا أن الإعلان عن المستوطنات الإسرائيلية في الصحف الغربية لم يعد يتحدث بمنطق العودة إلى أرض الأجداد!! وإنما بات يتحدث فقط عن مزايا المستوطنة ماديا فقط!!
    إذن الخارطة الإدراكية للمستوطن اليهودي أنه سيأتي إلى أرض ينعم فيها بالرخاء المادي والنعيم والاستقرار.. إذا فهمنا ذلك جيدا أدركنا أن (كل ما ينغص على المستوطنين حياتهم هو في النهاية إحباط للمخطط الصهيوني)!
    المسألة إذن ليست مسألة صواريخ لا تزيد على أن تثقب حفرا في شوارع إسرائيل.
    المسألة أن هذه الصواريخ البسيطة تهز النموذج الإدراكي للمستوطنين من أساسه
    وبالتالي تدفعهم للهرب
    ومن ثم يفضي ذلك إلى زوال نموذج إسرائيل كدولة آمنة مستقرة

    هل فهمنا الآن قيمة الصواريخ؟ بل حتى قيمة الحجر الذي يلقيه الطفل الفلسطيني على اليهود؟

    إن تعطيل الدراسة في جنوب إسرائيل بسبب صواريخ المقاومة يعني شرخا هائلا في البنية الإدراكية التي صرفت إسرائيل مليارات الدولارات لتغرسها في نفوس مواطنيها.
    إن صاروخ المقاومة لا يثقب حفرة في أرض إسرائيل فقط.. بل يثقب الكيان الإسرائيلي بأكمله.

    الكيل بمكيالين
    من عجيب هذه القضية أن كل دولة عربية تصور مع جوقة مثقفيها ومؤرخيها حروبها التأسيسية والتحررية على أنها حروب كرامة ووطنية، ثم تصور حرب المقاومة في فلسطين على أنها حرب عبثية بصواريخ ورقية؟!
    في عام 1319هـ سار الملك عبد العزيز آل سعود بأربعين رجلا وثلاثين بندقية ومائتي ريال إلى الرياض لفتحها!! أربعون رجلا فقط ببنادق قديمة يخوضون حربا لفتح مدينة واسترجاع ملك!!
    ومع الفارق الجنوني في العدة والعتاد.. لم نسمع أحدا من إخواننا الكتاب يصف هذه المواقف السعودية بالجنون والتهور واستفزاز الخصم القوي!

    وما بين عامي (1798- 1800) خاض المصريون حروبا كثيرة مع الاستعمار الفرنسي.

    والتاريخ السوري يتغنى بميسلون ومعارك الأبطال مع فرنسا.

    والتاريخ الجزائري يفخر بالمليون شهيد في الحرب مع الاستعمار.

    وقس على هذا كل دول العالم العربي.. كل الأنظمة العربية اليوم تفخر بنضال شعوبها وتحتفل بيومها الوطني..
    ألم يكن ذلك النضال غير متكافئ الأطراف؟
    ألم يسقط فيه الضحايا؟
    ألم تحصل بسببه الكوارث؟

    فلماذا كان بطولة في كل تلك الأماكن وكان حماقة وتهورا في فلسطين؟ هل يجيب أحد أولئك الذين يتهمون صواريخ المقاومة؟

    القضية هنا..
    إن القضية ليست في (صواريخ) تطلقها المقاومة، بل المشكلة عند إسرائيل هي في المقاومة ذاتها، إنها لا تريد أن يوجد شخص واحد يؤمن بخيار المقاومة، تريد الجميع أن يكونوا مستسلمين مدجنين.. ولعلها بعد ذلك ألا ترضى أيضا! لأنها في النهاية تريد دولة يهودية خالصة!! ولعلنا نتذكر تصريح وزيرة الخارجية الإسرائيلية مؤخرا حول أحلامها بدولة يهودية نقية!! مما يعني طرد عرب 48.. هؤلاء الذين ما حملوا سلاحا ولا أطلقوا صاروخا واحدا!!

    فإن قصد إخواننا الكتاب أن الحل الأمثل هو ترك المقاومة بالكلية والتسليم لإسرائيل بكل ما تريد، ومجاراتها في رغباتها فحينئذ يكون للحديث وجه آخر غير هذا.
    وإن كانوا يرون بقاء أصل المقاومة وإنما يتحدثون عن (تكتيكات) مرحلية، فقد بان بالدليل أن هذا وحده لن يكف بطش إسرائيل وعدوانها.

    إنه من المحزن حقا أن نجد كاتبا يهوديا يتفهم هذه الحقيقة بينما نجهلها نحن، يقول كاسريلز وزير المخابرات في جنوب إفريقيا (وهو يهودي معاد للصهيونية): "كان هدف الصهيونية منذ البداية هو طرد المواطنين الأصليين حتى تصبح الدولة دولة يهودية خالصة، وعندما أدرك الفلسطينيون هذا بدءوا في المقاومة"، إنه يفهم جيدا أن المقاومة حالة طبيعية تجاه مستعمر يريد طرد السكان الأصليين، ثم يقول: "هذا هو السبب الرئيسي للصراع من وجهة نظر الكثيرين".
    هكذا يفهم هذا اليهودي أن علة الصراع هي العدوان الإسرائيلي ابتداء، ويصر طائفة من بني قومنا على أن المشكلة كلها هي في صواريخ المقاومة!!

    حكاية التوازن..
    أيها السادة.. قد يظن البعض "أنه لا بد من توازن عسكري حتى تقاوم الشعوب، فإن لم يكن هناك توازن عسكري فالأفضل هو التسليم والبيع، رغم أن التاريخ لم يشهد يوما لشعب يقاوم أنه كان أقوى أو حتى في مستوى المحتل، لكن المقاومة تعني أن يصبح الاحتلال باهظ التكلفة ومن جميع النواحي فيندحر وينتهي"


    عدل سابقا من قبل ليلى ناسيمي في الخميس 18 أغسطس - 23:41 عدل 1 مرات
    ماماس
    ماماس
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    الجنس : انثى
    عدد الرسائل : 34
    العمر : 64
    تاريخ التسجيل : 15/01/2009

    د.عادل باناعمة*صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟ Empty رد: د.عادل باناعمة*صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟

    مُساهمة من طرف ماماس الجمعة 16 يناير - 7:55

    المحترمة ليلى ناسيمي


    شكرا لهذا النقل الموفق لمقالة جديرة بالقراءة
    فعلا نحن الآن أمام قيادات تشبه التيوس
    في أعالي الجبال منقطعين عما يجري وبلا ذاكرة
    تاريخية ، فالمسؤلين المعنيين بالوقوف ضد هذه
    الإبادة يتعاملون مع الوضع بمزيد من البلادة السياسية
    وحتى الضمير الإنساني لديهم منعدم وبكل حزن أقول
    أن العقل البشري لا زال بدائيا للأسف ، المسألة
    إنسانية بالدرجة الأولى ؟؟


    تحياتي للدكتور عادل باناعمة على مقاله
    واسمحي لي بإعادة نشره في مدونتي ؟؟

    نحن فعلا في حاجة لوقفة حازمة
    ضد هذه البدائية التي تتفاقم مثل سرطان
    في جسد البشرية ؟؟؟؟

    مع المحبة

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 12 مايو - 9:19