صلاح ابو لاويإلى فراشاته التي لا تموت
إلى روح الشاعر الكبير محمود درويش
بنيتَ عرشك بين الماء والشهـــــب ِ
وقلتَ للموت لا أخشاك فاقتــــــرب ِ
كأنما الأرض قدْ أدْمَتك خيبتـُهــــــا
فرحتَ تبحثُ عند الله عن سَبَــــــب ِ
سبحان من بك أسرى من حجارتها
إلى القلوب فراشات من اللهــــــــب ِ
يموتُ كلّ عباد الله قاطبــــــــــــــــة
وأنتَ تبقى بنا يا ( أحمد العربـــــي )
الشمسُ تسألني عن سرِّ طلعتهـــــــا
وكيف ُتشرقُ إنْ غابتْ ، ولمْ تغــــب ِ
يا زَغَبَ القبّراتِ الموتُ أدرَكنـــــــا
تفنى العصافير إنْ طارتْ بلا زَغـَب ِ
يا (زهرة اللوز أو أبعدْ) برحلتنــــــا
هلْ شافك اللوزُ محمولا ًعلى السُحُب ِ
ألمْ تقلْ (انك الحيّ الوحيد بنــــــــــا
في حادث الباص ) إذْ ودّعتَ باللعب ِ
يا لاعب النرد نحن الخاسرون هنا
وقدْ تركتَ فراخَ السّحـْـــــر دون أب ِ
( تحيا الحياة ) ويحيا الواثبون بهــــا
من الظلام ، ولولا أنت َ لمْ نـَثِِــــــــب ِ
ماذا أقولُ وذا صوتي يعاتبنـــــــــــي
فالصمتُ أبلغُ قولا ً في ظلال نبـــــي
تبكي العيونُ ولا تبكي لراحلهـــــــــا
فإنه الحيّ والباكون في التـُــــــــــرَب ِ
يا صُبْحنا الغجريّ اليوم موعدنــــــــا
فكيف ألقاك مصلوبا ً على الخشـــــب ِ
وأنتَ مَنْ مرّ مِنْ سمّ الخياط إلـــــــى
مفاتن اللازورد في آياتك القشــــــــب ِ
وكيف أكتبُ أحلامَ الفـَرَاش وقــــــــد ْ
تاهتْ فراشاتُ أحلامي ولمْ تــــــــؤب ِ
ومن يُعطـّرُ خبزَ الجائعيــــــــــــن إذا
ترمّلَ الوردُ والريحانُ منك سُــــــــبي
النار والنـّور من سجّاك فوقهمــــــــــا
وفيك كانا كطفليْ ربّة ِ الشغــَــــــب ِ
يا حاصد البحر هاجَ البحرُ منذ رحَلْ
تَ والعيونُ أبَتْ إلاّك في الصّخــب ِ
(رمى بك السِّحرُ جدرانَ القلوب ولو
رمى بك غير السّحر لمْ تـُصِـــــــب ِ)
أدميتَ أفئدة ً ، سطـّرت ملحمـــــــــة ً
سافرت َ أغنية ً تمشي على هــــــدب ِ
جلجامش الأرض هلْ أفعاك قدْ غدرتْ
أم السيوفُ نَبَتْ ، أمْ تهتَ في الطلــب ِ
يا ويل ما حمَلـَتْ ، ريحٌ إذا عبَرتْ
وغفلة ً قتَلـَتْ ، في البر خيرَ ظبـِــــي
يا وجهنا ومرايا القدس حاضــــــرة ٌ
عزّ النسيب ُ وعزّ الشعر في النسـب ِ
هلْ وردة الدم أضْنـَتها أصابعنـــــــا
فعُدتَ للجبِّ شريانا ً من التعــــــــب ِ
كلّ الكواكب تاهتْ في مجرّتهــــــــا
فانفخْ بموتك؛ فيها صورة الغضـــــبِ
11 /8/2008