"عبئا زادتني القريحة"هو عنوان أول ديوان صدر للشاعر محمد زريويل عن مطبعة " آنفو ـ برانت " بفاس . يتشكل الديوان من عشرين قصيدة نذكر من بينها : صرخة بقوة الهمس ، طاحونة الجحيم ، كالغياب ،يموت الرجال تباعا ، خميس الثلج ، هبة الريح ...
أعتقد أن قصائد الديوان تتأرجح شكلا بين طول القصيدة وقصرها ، وبين الومضة أو الشذرة لكنها تستقر هادئة و مؤمنة ببساطة اللغة وقدرتها على التعبير الرمزي والإيحائي، كما نلمس في " فراغ " ص (59) وهي ومضة وإشراقة من " متفرقات " الشاعر الذي حفر عميقا في مجاهل " قريحة لم يثقلها التعب " ألهم من خلالها كتابة قصائد يتزامن بعضها بالمصدافة مع واقع الحروب الرجيمة التي يشنها الكيان الصهيوني المتحجر مقابل صمت النظام العربي . في " من يعلن الصباح ببغداد؟ " يقول الشاعر : " من يعلن الصباح ببغداد؟
أقلعت البلابل / و / الشحارير عن الشدو،/ اغتال القصف لغة الطير،/من الخطاف/ سرق الدوي/ أنشودة الصباح / .. ص (22) .
صدرت هذه المجموعة الشعرية في طبعة أنيقة ، وهي تقع في 75 صفحة من الحجم المتوسط ، تصميم غلافها للفنان محمد شهيد ، ولوحة الغلاف للفنان محمد قنيبو . فتحية للشاعر محمد زريويل ، هذا الذي لا تزيده القريحة عبئا إلا لكي يزيدنا إبداعا وإحساسا جديدا بأفق الشعر وعلاقته بالحياة ، فهنيئا له بهذا الإصدار المضاف للمشهد الشعري المغربي وهو الجدير بالقراءة والاهتمام ...
بقلم محمد شهـيد
..