يا حبيبي ، مجموعة قصصية جديدة
بدعم من وزارة الثقافة الأردنية ، صدر للكاتب والأديب الأردني صالح القاسم عن مؤسسة حمادة للدراسات الجامعية والنشر والتوزيع في اربد مجموعة قصصية جديدة بعنوان " يا حبيبي " ، وقد تضمنت المجموعة ثمانية قصص حملت العناوين التالية على الترتيب : أنا والحذاء ، شؤون عائلية ، ، زيارة هامة ، أمسية ثقافية ، يا حبيبي ، فتاة الفندق ، الكستناء ، لمعان ، في 120 صفحة من القطع المتوسط ، ومن أجواء المجموعة :
" وكالعادة ، كلما حضر سمير الى مقهى الأردن في شارع السينما في اربد يجلس في الفرندة هي هي ، المطلة على تقاطع أربعة شوارع أبرزها شارع الشهيد وصفي التل ، أو شارع السينما كما تحب غالبية الناس أن تسميه لوجود سينما الزهراء الشهيرة في أوله . يجلس سمير على كرسي الخيزران منتظراً النادل ابو اياد لكي يحضر اليه ، ويسأله ماذا يريد أن يشرب ، وكالعادة شاي أو قهوة ، أو نسكافيه ، ونادراً ما يطلب نوعاً ما من المشروبات الغازية بيبسي أو ميرندا ، لأن ماء أبي اياد البارد بالكأس الزجاجي الشفيف والنظيف يغنيه عادة عن طلب ذلك ..........
" وجد سمير نفسه يتردد على مقهى الأردن دون تخطيط ، وعندما يحضر ، يضطر إلى عبور جوف الصالة طبعاً حتى يصل إلى الفرندة ، حيث يحب أن يجلس في مكانه في الزاوية القصية . ما أن يسحب كرسيا ، ويجلس ، حتى يكون أبو اياد قد صار فوق رأسه يحمل له ما تعود أن يشربه فور وصوله .
يلمح سمير شابة ، تكون بيضاء مثل الثلج ، تسير باختيال ، صدرها عارم يثير الشهوة ، يرتعش عندما يتهيأ له أنه يشاهد نحرها ، ينعم النظر ، يكاد أن يقوم من مكانه ، ويدلي برأسه إلى أسفل لملاحقة اكبر قدر ممكن من اللحم .
" هل هي هاربة من شيء ما ؟ " يسأل .
رآها مقبلة ، تختال ، تبدل خطوة بأخرى . رأى لها جناحان ، رآها تحاول أن تقفز ، وتطير في الهواء ، رأى شعرها الشلال يتطاير ثم ينسدل فوق كتفيها ، رأى ما يشتهي ، ما يبحث عنه ، تمنى أن ينهض ، أن يقوم من مكانه ، ويذهب إليها يبث اليها لهفته ولواعجه ، أن يقول لها ، ولو كلمة واحدة فقط ، واحدة فقط : يا حبيبي .
- " سمير ، سمير ... ماذا بك هل أنت نائم ؟ " صاح به صديقه شتيوي ، الذي قدم للتو ، وراح يلكزه بطرف إصبعه مستغرباً .
تعود اليه رائحة القهوة والشاي والنسكافيه والزهورات تختلط وتزكم أنفه ، لكن صورة المرأة لا تفارق خياله ، يتخيلها قد أجابت نداءه ، وقالت له : نعم يا حبيبي . "
، ومما يجدر ذكره أن معظم قصص هذه المجموعة سبق وأن نشرت في مجلات وصحف أردنية وعربية مثل : افكار ، وابداع ، وكتابات معاصرة ، والبحرين الثقافية ، واليرموك ، وجريدة الاسبوع الأدبي ، وجريدة الرأي الأردنية ، ولكنها هنا أجرى عليها بعض التعديلات التي كان لا بد منها.
وقد سبق للكاتب وأن أصدر مجموعتين قصصيتين هما : بابا والبطيخ ، والمعلمة ، ومجموعة ثالثة مترجمة بعنوان ملك الموت ، اضافة الى كتب أخرى في مجالات ثقافية وسياسية .