للعين أيضا مدادها
إذا هاجت الذكرى فؤادي تضرمـتْ
ضلوعي وسالـت مقلتـي بمدادهـا
تخـطّ علـى خـدّي تعابيـر ثـرة
فتفهم فيهـا النـاس كـل اطرادهـا
جرت إصبعي حبرا وذي مقلتي جرت
أجل مقلتي أيضا حكت عن فؤادهـا
فهذي على خدي وهذي حكت علـى
كتابي فيالي مـن دنـى وسوادهـا
فللناس قرطاس ولي اثنـان بعدهـم
وهذا على الدنيـا عطـاء جوادهـا
يهيج ادكاري مقلتـي فتصيـر مـن
سحائب فـي شؤبوبهـا واربدادهـا
فيالك ذكرى حين لذّعـت أضلعـي
بحارقة تشـوي الحشـى باتقادهـا
يذكرنـي هـذا النسيـم أبـي فـلا
أزال على شعثـاء أكـوى بزادهـا
فأبصـره بيـن التـلاة تجمـعـوا
على سورة قـد أغرقـوا بودادهـا
فأبكـي إذا ذُكّرتـه فـي جموعهـا
وقد كان فردا ثابثـا فـي عدادهـا
فيذعر نفسي الفجـر حيـن أحسـه
يشق الدياجـي راضيـا باسودادهـا
فلست بساليه مـدى الدهـر طرفـة
فقـد كـان للحوبـاء أسّ رشادهـا
ضجرت من الدنيا بموتك يـا أبـي
فلاحت غوانيهـا كباقـي جمادهـا
فلاشيء يغني المرء عنـد حتوفـه
وإن كان في الأيام بعـض جيادهـا
تعلقت بالمـوت الغـداة أبـي فـلا
أعـدّ لنفسـي لـذة مـن مرادهـا
أياهازئـا بالمـوت لابـد حــارق
عظامك حتى تنتهـي فـي رمادهـا
ستعرف يوما حيـن نزعـك كربـه
ولامن مغيث مـن نيـوب شدادهـا
فتنـدم ملتاعـا ولا حيـن مـنـدم
فتـدرك دنيانـا كنـقـع وهـادهـا
عجبت لباغي العيش حقـا وباطـلا
وليـس بمغنيـه غـداة ارتعـادهـا
21-04-04