م ن ت د ى ال ع ش ر ة

أشرقت بحضوركم الأنوار وعمت الفرحة ارجاء الدار، داركم لانها بكم تكون الدار

منتدى العشرة يتمنى لكم مقاما طيبا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

م ن ت د ى ال ع ش ر ة

أشرقت بحضوركم الأنوار وعمت الفرحة ارجاء الدار، داركم لانها بكم تكون الدار

منتدى العشرة يتمنى لكم مقاما طيبا

م ن ت د ى ال ع ش ر ة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
م ن ت د ى ال ع ش ر ة

جمعية مغربية سوسيوثقافية 22 غشت 2007


    عندما تكون روحة القاضي على الفاضي !! بقلم د.محسن الصفار

    avatar
    الحسن سـاقي


    الجنس : ذكر
    عدد الرسائل : 6
    العمر : 77
    تاريخ التسجيل : 03/09/2007

    عندما تكون روحة القاضي على الفاضي !!  بقلم د.محسن الصفار Empty عندما تكون روحة القاضي على الفاضي !! بقلم د.محسن الصفار

    مُساهمة من طرف الحسن سـاقي الأربعاء 11 مارس - 8:48

    عندما تكون روحة القاضي على الفاضي !!
    بقلم د.محسن الصفار




    دخل رجل كبير السن رث الثياب في دار القضاء وجلس حتى أذن له الحاجب بالدخول عند القاضي، سلّم الرجل على القاضي وقال:

    السلام عليك أيها القاضي العادل الجليل

    أنا رجل فقير ولسبعة عيال وامهم أعيل

    ولا أملك في دنياي سوى حصان أصيل

    هو كل ثروتي وغناي ومالي عنه بديل

    وكذلك عندي دولابين وللضياء قنديل

    واسكن مزرعة يحوطها شجر ظليل

    إستمع القاضي لهذه المقدمة من الرجل العجوز ولكي لا يطيل الرجل قاطعه وقال له:

    قد فهمت أيها الشيخ الفاضل الوقور

    أن بدون حصانك العزيز تسوء الأمور

    ولست رجلاً فضاً متكبرا أو مغرور

    ولكن أخبرني قصتك دون لف أو تدور

    نزلت الدمعة من عين الرجل العجوز فحزن القاضي واجلسه ثم طلب منه ان يكمل كلامه فقال:

    قبل يومين أو ثلاث من الليالي

    هجم على مزرعتي جند الوالي

    ضربوني وتهجموا على عيالي

    سرقوا ما وجدوه من قليل مالي

    وكل ما خفّ وزنه و ثمنه غالي

    فانجدني يا قاضي وارجع لي حلالي

    وضع اللصوص في السجن والأغلالِِ

    إستمع القاضي جيداً إلى الرجل العجوز وأدرك أنه قد وقع في ورطة كبيرة فمن ناحية يدرك جيداً أن لا سلطة له على جند الوالي ولن يستطيع أن يفعل معهم شيئاً وقد يسجن هو ان تعرض لهم , ومن ناحية أخرى لم يرد أن تهتز صورته كقاضي ويخرج الرجل ويقول للناس أن القاضي لم يفعل له شيئاً وبعد تفكير رفع يده إلى أعلى وقال:

    إلهي أنت يا رب السماء

    أتوجه إليك بخالص الدعاء

    أن تذيق حرس الوالي الشقاء

    وأن تنزل بهم عظيم البلاء

    ثم نظر الى الرجل فوجده ما زال ينتظر بلهفة أن يكمل فقال:

    هؤلاء قوم سفلة وحوش أراذل

    لم يتربوا في بيوت أو منازل

    في المعاصي والذنوب هم الأوائل

    ليس بينهم وبين الحرام أي حائل

    لا يفي سفالتهم مهما قال أي قائل

    نحمد الله أنهم معدودون و قلائل

    وليس من مطاردتهم أي طائل

    وبينما القاضي يدعو ويشتم حرس الوالي أدار الرجل ظهره وهمّ بالخروج دون أن يقول شيئاً، استنكر القاضي هذا الأمر وقال:

    إلى أين تذهب أيها العجوز

    تخرج دون سلام هذا لا يجوز

    إلتفت الرجل إلى القاضي وقال:

    إذا كنت من تمسك زمام بالقضاء

    وما هو بشغل بل من الله ابتلاء

    ولا تحسن سوى الشتم والرثاء

    مثلك كمثل بقية عجائز النساء

    فسأذهب الى جارتي الشمطاء

    فهي تلعن وتشتم صبحاً ومساء

    و لا يحسب لها مدحاً أو ثناء

    فهي تفوقك مهارة يا ابن النبلاء

    وما تفعله انت ليس من شيم الشرفاء

    أنصف الناس حقهم أو إترك القضاء

    فإن الظلم والجور والفسق لعنة لعناء

    لا يفوقها جرماً إلا صمت العقلاء.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 13 مايو - 6:11