م ن ت د ى ال ع ش ر ة

أشرقت بحضوركم الأنوار وعمت الفرحة ارجاء الدار، داركم لانها بكم تكون الدار

منتدى العشرة يتمنى لكم مقاما طيبا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

م ن ت د ى ال ع ش ر ة

أشرقت بحضوركم الأنوار وعمت الفرحة ارجاء الدار، داركم لانها بكم تكون الدار

منتدى العشرة يتمنى لكم مقاما طيبا

م ن ت د ى ال ع ش ر ة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
م ن ت د ى ال ع ش ر ة

جمعية مغربية سوسيوثقافية 22 غشت 2007


    القاص الحبيب الدائم ربّي:مايزال الواقع المغربى ...

    ليلى ناسمي
    ليلى ناسمي
    إدارة عامـة


    الجنس : انثى
    عدد الرسائل : 2322
    العمر : 62
    المكان : تونس العاصمة
    الهوايات : الأدب والشطرنج
    تاريخ التسجيل : 18/06/2007

    بطاقة الشخصية
    مدونة:

    القاص الحبيب الدائم ربّي:مايزال الواقع المغربى ... Empty القاص الحبيب الدائم ربّي:مايزال الواقع المغربى ...

    مُساهمة من طرف ليلى ناسمي الثلاثاء 4 سبتمبر - 1:04

    القاص الحبيب الدائم ربّي:مايزال الواقع المغربى أغرب من متخيل الروائيين

    [color:4440=#666]



    حاوره بالمغرب: عبد الدّائم السلامى وعبد الله المتقي

    الحبيب الدائم ربى ليس إلاّ طفولة متحدرة من الفقر والبداوة، بل هو ما ينفع الناس من سخاء البداوة، لا بل هو البداوة وهى تكشف عن مفاتنها فى منطوقه وفى سلوكه وفى مكتوبه. هو كتابة ماطرة تتحايل على الجنون، كتابةٌ لا ترحمُ القارئَ أنفاسَه، فتراه يلهث وراء الفكرة ويمدّ يده ليشدّ المعنى، فإذا به يسقط فى مهاوى التأويل، حيث فتة اللغة وفتنةُ التخييل وفتنة المغامرة. القاص الحبيب الدائم ربّي:مايزال الواقع المغربى ... Habib_dayem_rabbi

    وهو إلى ذلك ينتمى إلى جيل من الكتّاب المغربيّين الذين يسعَوْن قدر المستطاع ليستنّوا لهم منهاجًا فى السرد ذا مَيْزاتٍ جديدةٍ قد تتوافق مع مجلوبات السرد النظريّة حينًا وقد تتجاوزها أحيانًا أخرى تتغيَّا البحثَ عن تقنياتٍ فى الحكيِ لا تخضع لأشراط المألوف وإنّما هى تبدو مارقةً لا تخشى حدَّا لسيفِ النقديِّ. نذكر أنّه ذات احتجاج على واقع النشر بالمغرب، أحرق الحبيب الدّائم ربّى روايته \"أهل الوقت\" لتفوز بجائزة إحسان عبد القدوس فيما بعد. ولكثرة ما نسمع عنه، تعمّدنا لقاءَه فالتقيناه وكان لنا هذا الحوار حول سيرته الطفولية، وحول سيرة الكتابة وأشياء أخرى دفعنا إليها دفعًا بأسلوبه اللغويّ:



    أسماء المغاربة فى أغلبها جروح سرية راعفة

    عادةً ما يكون الاسم غيرَ المُسمّى، كيف تقرأ اسمك إذن؟
    - بما أنه لا أحد منا يختار الاسم الأثير أو اللقب أو الكنية فليس من قبيل الزعم القول بأن أسماء المغاربة فى أغلبها جروح سرية راعفة . ولأن الأسماء أقدار المسميات، كما تقضى أبجدية التنجيم، فإن حريتنا إزاء القدر الإسْمِيِّ محض دعاوة. فلا الآباء – بطيبتهم- قادرون على إهداء مواليدهم أسماء شخصية حسنى \"مادامت قائمة الانتقاء متقادمة و ماداموا هم أنفسهم ضحايا أسماء العائلة القبحى: المناقرة ، القواولة، أولا طويرة، الرقيعات، الزكاكرة...\"، ولا الرفقة والصحاب لهم من الأريحية ما يحول بين المرء و ندوب كُنًى وخّازة. شخصيا لم أتخلص يوما من حرج النداء باسمى . كم هو مضحك هذا الاسم الذى أنوء بحمله قسريا وعلى مضض. إنه اسم، على ما يوحى به من جلال ودروشة، لا يليق بكاتب يراد له أن يكون محترما. وهو بالتالي، فى صيغته الطوارقية الشوهاء، لا يشبهنى إلا قليلا. لهذا طالما آلمني. لربما يكون قد أفادنى بشكل من الأشكال، ذات يوم، فى ترويج بضاعة أدبية غير ناضجة - بما يكفي- فى المنابر التى تخاصم مطربى الحى وتحتفى بزمّـارى التخوم. فبهِ- من يدري- تسللت إلى النشر فى منابر ما حلم بها من هم أرسخ منّى كعبا وموهبة. فقط لأن اسمى يبدو تونسيا ، أنا المغربي

    .

    ذاكرتى كانت مشحوذة كصراط المغضوب عليهم والضالين

    * الآن تترقّى سلّم أيّامك، هل يمكن للكتابة أن تُعيدَ طفولةَ الكاتبِ وتشحذها بما يختار من تفاصيل محبّبةٍ إليه كان أحبّها أو كان يمقتُها بعناية؟
    - الطفولة ترف ما عشته أنا المتحدر من فقر وبداوة. راشداً كنتُ مذْ وعيتُ .وأنا بالكاد فى العام الرابع حاولتُ أكثر من مرة الفرار إلى كُتّاب القرية البعيد \"جهة الجنوب الشرقى فى أوحش بقعة من قبائل دكالة\" تاركا ما فى عهدتى من شياه إلى أقدار الذئاب. إلا أن الأهل كانوا يعيدوننى إلى شويهاتى مجرورا من قروني. وبين كرّ وفرّ انتصر، أخيرا، منطق اللوح و المسيد على قيم العشيرة. منذ أول يوم، اشتكانى إلى الفقى \"الشيخ\" \"طالب سالك\" من كونى \"خرمزت\" بالسماق أسفل لوحه الخشبى الذى ضم \"رُبُعًا وثُمُنًا \" من آى الذكر الحكيم. أذاقنى مولانا ما طاب من عصا الرمان واستدعى الوالد َعلى عجل كى يشهده على شغبي. ما درى حينها الشيخ ولا المريد أن خربشاتى كانت مصفوفةََ أرقامٍا من واحد إلى تسعة؛ مرسومة بعناية رسام؛ عدا الأربعة، وللتاريخ، فقد كانت مقلوبة. نقلتها من الذاكرة عن أوراق اللعب.. وحين فسر الوالد \"الجندى القديم\" للفقى سر الخربشات ذهل هذا الأخير من\"الحراقية الكحلاء\" التى تعتمل فى طباعي، فمكننى من لوح جديد: هو يملى على وأنا أعيد وما كان ينتهى حتى كنت أمحو وأطلب منه المزيد. ذاكرتى كانت مشحوذة كصراط المغضوب عليهم والضالين. سرعان ما ثلمها مرضٌ أقعدنى سنة بحالها، والباقى تكفلت به السنون الضوارى ولعنة الأدب.


    اقترفتُ الكتابةَ فى صغرى بحبّة حلوى أو بصفعة من معلّمي!

    * لا شكّ فى أنّ \"شغبَك\" كان يشى ببدايات التورط فى جحيم الكتابة؟
    - الكتابة – فى حالتي- كانت حيلة للتحصن من جنون الحياة الأشبه بفضيحة. وبما أن الجمع بين الإملاق والأنفة لا يلتقيان إلا على هاوية فقد كانت الكتابة هى هاويتي. بدأتها كتمرين قاس لتصير عندى مع الأيام عادة. فالمعلم كان يعفى جميع الأطفال من تلخيص القصص ولا يعفيني. كانوا يدفعون مقابل استعمال كتب الخزانة سنتيمات معدودة. ولكونى كنت معدما ابن معدم حتى أول جدٍّ فقد حُقّ عليّ أن أؤدى ثمن اشتراكى فى الخزانة المدرسية ... تلخيصات أقرأها على أقرانى تحت ضربات المسطرة وقهقهات أبناء الأعيان. ياله من معلم قاس . أقصد ياله من شخص رائع كان. فجأة أدمن المعلم على كتاباتى وصار يشجعنى – من غير تدليل- على تدريس أقرانى مكانه، واقتراف الكتابة بحلوى أو بصفعة !

    ودارت العجلة، استأنست التروس بالاحتكاك دونما تشحيم: كتبتُ رسائل ومذكرات ومقالات وقصصا وحكايات بركاكة أقل فأقل. لم أنشر منها شيئا إلا بعدما أكملت دراستى الجامعية. لم أعبر من بريد القراء كما تقضى العادة. كان اسمى وأستاذيتى يشفعان لى نشر كتابات طفل الابتدائي- الذى كنته- فى أرقى الصحف والمجلات !


    الكتابة، فى مجتمع أميّ، أشبه بالعبث تمنحنا إحساسا بأنّنا من القلة المائزة فى أمة الكثرة

    أنت كاتبٌ ماطرٌ، بل أنت شتاءٌ من الكتابة رعديٌّ، من أين لك كلّ هذا الوقت؟
    - أنا أيضا أتساءل- على غرار أمبرطو أيكو- عن السر فى كتابة ما كتبت من دون فائض وقت. فأنا دوما على سفر، وأعيش الحياة بغير قليل من النهم، وأشتغل كأى موظف لا يهادن الرتابة ، وينقصنى كثير من التنظيم، و... ومع ذلك أكتب بغزارة كما أقرأ خارج تعداد الأيام والليالي. من حسن حظى أننى ما طرحت سؤال الجدوى على كتابتى مادام عائدها الرمزى عليّ أكيداً. وإلا ما كنتَ أنت – وسواك- تسألنى عنها. يخيل إلى أنه بقدرما تبدو الكتابة، فى مجتمع أميّ، أشبه بالعبث تمنح صاحبها إحساسا بكونه واحدا من القلة المائزة فى أمة الكثرة. القلة التى تروّض نمورَ اللغة كلما أعوزها ترويض اللقمة بقليل من الإدام.



    كتاباتى تتماهى و هذه الأرض القفراء المعطاء

    * \"زريعة البلاد\"، عنوان يُسيل لعاب القارئ، بالمناسبة، ما قصة عنوان هذا النص الروائي؟
    - صلة العنوان بالنص كصلة الاسم بالشخص. كلاهما علامة. مندغمة وحيادية فى آن.. عنوان \"زريعة البلاد\" هو سطو على تركة بسيطة. كان المرحوم والدى حين يصغى إلى حديث عن رجل مغترب، يصاب بكآبة ويصمت. وعندما يكون مدار الحديث امرأة تلتمع عيناه الحجليتان ويقول بفرح \"إنها زريعة البلاد\". كناية- ربما- على كون المرأة راعية- أبداً- للسلالة. والسلالة- على فكرة- ليست نقاءً بالضرورة ولا تعدم خمجا. بيد أنى أتمثل هذا العنوان من زاوية جعل الرواية تشبه اسمى من جهة، وتتماهى و هذه الأرض القفراء المعطاء من جهة أخرى.



    علينا أن نبارك التعدد الخلاق الذى يساعد أرض الكتابة على الدوران


    بحكم كونك فاعلاً فى المشهد السردي
    المغربيّ، كيف تُوصِّفونه للقارئ؟
    - المشهد الروائى هو ما نفترضه لا ما يتراءى لنا فى أيّ تجربة باصمة. النصوص قليلة والكتاب أقل. لم يتأتّ بعد لروايتنا أن تتوغل فى قلب المشهد حيث المناحة لا تشرّف القاتل ولا القتيل. مايزال الواقع المغربى أغرب من متخيل الروائيين. الكاتب- والروائى أساسا- عليه ألا يكتفى بالقراءة ليكتب. لأن سيل الحياة الجارف خلف النوافذ يعبر. وحده المقتحم للسيل يعرف حجم المخاطر التى تحيق بالأحياء.. من أسف أن المخاطرين لا يكتبون الرواية- ولا يقرأونها- لأنهم سواد أمتنا المجيدة الذى لا يكتب ولا يقرأ.

    - ظهرت بالمغرب نوادى وجمعيات قصصية: \" الكوليزيوم، مجموعة البحث،نادى البروج \"، هل هو اكتساح قصصي، ؟أم تجاوز لاتحاد كتاب المغرب؟
    الاكتساح كلمة أكبر من حجم الظاهرة. و التجاوز ليس قرارًا يتم اتخاذه فى الأقبية ولا أمنيةً. الإطارات أدوات عمل ليس إلا. وما يشينها هى \"الدوكسا\"التى قد ترجح، أحيانا، التخندق على الإبداع والارتكاس على الفعل.علينا أن نبارك التعدد الخلاق الذى يساعد أرض الكتابة على الدوران حول شموس الإبداع. نعم لأندية الكتابة والتميز. لا لأندية البيانات النارية ووهم الزعامات.



    فى العالم العربي، إذا أردتَ إقصاء شخص يتهدد طموحاتك، فاقطع يده ولسانه بجائزة أو بمنصب كبير

    * أحرقت روايتك \"أهل الوقت\"\" فازت بجائزة إحسان عبدالقدوس ..
    - لقد أحرقتها فعلا وقضى الأمر. احتجاجا على واقع النشر ببلادنا. وبما أن نسخة، بتشطيبات شنيعة، كانت بحوزة صديق؛ فقد شارك بها- باسمى طبعا- فى مسابقة إحسان عبد القدوس للرواية العربية لعام 1996. وحظيتْ بالجائزة. الرواية الأصلية بادتْ والنسخة الفائزة ليست أكثر من ثرثرة \"مع الاحترام لأعضاء التحكيم ولرئيسها الشرفى نجيب محفوظ\". أفكر الآن فى نشرها. وإذا قدر لها ذلك فلن تكون أكثر من خربشاتى الطفولية التى أعدتُ نشرها بعد حصولى على الدكتوراه فنالت إعجاب بعض من يقرأون النص – ربما- إنطلاقا من الشخص. وإذا أردتَ، فى العالم العربي، إقصاء شخص يتهدد طموحاتك، أو إخراسه إلى الأبد، فاقطع يده ولسانه بجائزة أو بمنصب كبير. الجوائز فى أوطاننا قتالة. فهي، أولا، لا ترفع من قيمة المبدع وهي، ثانيا، لا تزيد من رواج الإبداع . كم من الأسماء ذبلت قبل الأوان، وفى ميعة الشموخ،لأنها حظيت باعتراف. والاعتراف ما لم يصب المبدع بالغرور فإنه يجعل منه شاة - ضمن قطيع أهل الوقت- تساق إلى القصاب لا ذئبا يعوى فى البرارى الفسيحة. الأمثلة أكثر من أن تحصى وفى عدم ذكرها صون لكبرياء الضحايا. فالجوائز إذن، ودخول مقررات الكتب الدراسية ، والمناصب و... أضواء لا أسعى وراءها إن لم أقل بأنها تخيفني. لهذا فقد تلقيت خبر فوزى بجائزة إحسان عبد القدوس كما يتلقى المرء مزحة ثقيلة ناتجة عن مقلب يدبره له \"أهل الوقت\"، أو خطإ فى الحساب. وبما أننى لم أترشح لها أصلا فإنني، حتى بعد انجلاء الغيوم، لم أفرح ولم أحزن. لم أنشر الخبر فى الجرائد ولم أذهب لتسلم الجائزة. ليس رفضا لها وإنما تلبية لنداء الطباع. غبطتى الوحيدة ، ربما، تمثلت فى أن الاعتراف الذى حظيت به من أرض الكنانة كان له أثره فى التأكد أكثر من أن صديقى الذى رشحنى للجائزة كان مؤمنا\"كحفنة من الصنوان الخلصان\" بما أكتب لا صاحب مقلب.

    * وأنت الأكاديميّ، تميل إلى الدّارجة فى كتاباتك على غرار \"زريعة البلاد\"، بمَ تبرّرون هذا الاختيارَ؟
    - هى الأصل وما خلاها تفريعات. تبدو غريبة لأنها الأقرب إلى الفصحى. من ثمة جاءت مخيبة لظن المتفاصحين وأنصار الدوارج على السواء. هى عنيفة،صادمة، حادة، حريفة، لأنها صادقة. وهى بالتالى لن تكون عائقا فى وجه من لا تستهويه الرواية لاستجداء النوم. لقد جربتها فى فصل من فصول \"أهل الوقت\" وما اعترض على \"محليتها المغربية\" نقاد مصر المحروسة. ومن يدرى فقد تكون نكهتها المخصوصة هى التى ساقت إليها الجائزة.



    القصّة عندى قصّتان: قصة يرويها الراوى وقصة القارئ.

    * تستهل قصصك بما يشبه فخاخا من الحكى ...
    - ويحكما فضحتمانى ! هى حيلة- ضمن حيل أخرى- اهتديت إليها لتوريط القراء المترددين فى لب الحكاية. أستدرجهم بسلاسة ليعْلَقوا بالأحبولة. أرسم لهم معالم الطريق فيدخلون واثقين لكنهم سرعان ما يتيهون تيها وأتيه بهم تيها،. سلام هى حتى منتهى القصة. القصة عندى دوما قصتان:


    انفرجت أزمة النشر قليلا واشتدت أزمة التوزيع والقراءة

    * زمن النشر المغربى الآن ؟
    مشاكل النشر، فى المغرب كما فى سائر البلدان العربية، فى طريقها إلى الحلحلة. فاتحاد الكتاب، مثلا، بطبعه لبعض إنتاجات أعضائه، و وزارة الثقافة بدعمها للناشرين، وإصدارها لسلسلتى \"الكتاب الأول\" و\"الأعمال الكاملة\" قد ساهما جزئيا فى كسر الركود الذى ران على واقع النشر زمنا غير يسير.ومع ذلك فمن الخطل نسبة الفضل كله فى ذلك إلى المؤسسات الراعية، إذ وراء الانفراج التدريجى أسباب موضوعية ليس أولها تناسل المطبوعات والملاحق، وليس تطور تكنولوجيات الطباعة آخرها. وبما أن تكاليف الطبع، بفعل المنافسة، قد تقلصت، و عدد الجرائد والمجلات والكتب، على قلته، قد غدا أكثر من عدد القراء. فقد انتقلت المعضلة إلى مكان آخر بدونه لا يستقيم الحديث عن ازدهار النشر ألا وهو ميدان التوزيع.انفرجت إذن أزمة النشر قليلا واشتدت أزمة التوزيع والقراءة أكثر. إلا أن نصف القارورة الملآن تمثله البوابة الإلكترونية المشرعة على المداءات وعلى الأدب وقلة الأدب سيان.

    * ما علاقة القصة القصيرة بالمدينة ؟
    - العلاقة هنا قد تكون تحققا قائما لكن لا برهان عليه. إنها العلاقة ذاتها بين الأدب والحياة. ولئن كانت العلاقات فى المدينة أكثر تشابكا فأن القصة، باشتغالها على التفاصيل، قد تجد فى المدينة ضالتها من المفارقات. مما لا يعنى أن صلة القصة بالبادية واهية. ناهيك عن كون مفهوم المدينة بالمغرب، راهنا، قد أصبح فى حاجة إلى تحديد جديد كمفهوم القصة القصيرة ذاته.

    * هل لديك طقوس للكتابة؟
    - ما عدا طقس انتظار اختمار النص، على مهل، فليس لدى طقوس مخصوصة للكتابة. وكما بوسعى الكتابة فى العراء والضوضاء بإمكانى كذلك الكتابة فى الأجواء المغلقة والمريحة. لا فرق عندى بين التخطيط بالقلم أو الإيقاع على ملامس الحاسوب..

    * أنت من مدينة \"الجديدة\"، ذاك المكان الرائق للكتابة، هل وفّرت لك مناخًا ما للسرد؟
    - \"الجديدة\" فيها كل مواصفات المدينة إلا ...التمدن. وهى جميلة وفتانة لمن تستهويهم العطل الموسمية. لولا البحر والرفقة ما استحقت منى ساعة . وحين أواظب على زيارتها- بحكم العمل وتجديد الإيقاع- فأنا أغزوها ببداوتى الأكثر تحضرا من تمدنها النفاج. لكن من قال إننى مازلت بدويا ؟ المشكلة أننى فى البلدة ما عدت أيضا سوى عابر، كائن خيالى يكتب فى الجرائد، وتحكى عنه- كبطل نصف واقعي- مغربات أشبه بالأساطير.

    * باختصار شديد، نضع أمامك مجموعة من الألفاظ لِتَشحنها بمعناك:
    - المرأة
    \"زريعة البلاد\" التى بالغ الشعراء فى التغزل بمتردمها حد المهانة\" مهانتهم ومهانتها\". إنها اللباس اللاصق الذى بدونه يغدو الرجل بدوره ... امرأة أو شبه امرأة.

    - البحر
    قصيدة من ماء وأفق من هدير. هو الصحراء بعجاجها وقوافل سفنها\" معكوسة\".

    - السلطة
    ضوء أحمر يسمح بمرور عربة الشمس فى عز الظلام. سيدة دميمة و شريرة يحبها الرجال رغم \"شلاغمهم\". للسلطة علاقة إيتمولوجية\"صرفية\" مع التسلط سواء كانت رابعة أو عاشرة.

    - المقهى
    نافورة متحجرة. ماؤها نميمة ومرعاها إشاعة . ما أكثر الأصدقاء بالمقهى حين تعدهم لكنهم خارجها ...لا أحد تقريبا.

    - اتحاد كتاب المغرب
    بيتنا المتهالك الذى ما استطاع يوما أن \"يوحد\" قاطنيه على كلمة سواء. كلنا يرميه بحجر وليس فينا من لم يحلم بالجلوس- من دون الآخرين- فى شرفته المطلة على... الكتابة والسلطة ! ولأنى أحد الورثة فالبيت بيتى ولو خرب.

    - الديمقراطية
    خداع بصرى يوهم المقامر بربح نصف ما يملكه أصلا و بروح رياضية تقريبا.

    - الحرب
    الطبيعة وقد عادت القهقرى إلى طورها البدئى المتوحش نكاية فى النقل والعقل معا

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 18 مايو - 18:51