م ن ت د ى ال ع ش ر ة

أشرقت بحضوركم الأنوار وعمت الفرحة ارجاء الدار، داركم لانها بكم تكون الدار

منتدى العشرة يتمنى لكم مقاما طيبا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

م ن ت د ى ال ع ش ر ة

أشرقت بحضوركم الأنوار وعمت الفرحة ارجاء الدار، داركم لانها بكم تكون الدار

منتدى العشرة يتمنى لكم مقاما طيبا

م ن ت د ى ال ع ش ر ة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
م ن ت د ى ال ع ش ر ة

جمعية مغربية سوسيوثقافية 22 غشت 2007


    العرب بين الارهاب والاسلامولوجيا

    سامي البدري
    سامي البدري
    عضو مميز


    الجنس : ذكر
    عدد الرسائل : 68
    العمر : 63
    تاريخ التسجيل : 10/01/2009

    العرب بين الارهاب والاسلامولوجيا Empty العرب بين الارهاب والاسلامولوجيا

    مُساهمة من طرف سامي البدري الثلاثاء 22 سبتمبر - 1:34

    العرب بين الارهاب والاسلامولوجيا





    سامي البدري



    لا بد من الاشارة اولا الى ان استخدامي لمصطلح الاسلامولوجيا هو ليس اكثر من مقترح لقراءة علمية للاسلام – في سياق المقال تحديدا – وليس القصد منه حرفيته ، أي كون الاسلام علم ، لان الاسلام دين اولا واخيرا . ولكني اقترحت المصطلح كخطوة على طريق القراءة العلمية للاسلام بعد افرازات عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر وما رافقها من متغيرات سياسية وايديولوجية وعسكرية ، بدأت بغزو افغانستان ولم تنتهي باحتلال العراق . في كتابه (العالم في عصر الارهاب) يحاول الكاتب الامريكي توماس فريدمان، رسم تصور سياسي – ايدولوجي للاسباب والدوافع التي افرزت (البن لادنية) – ساستخدمه هنا كمصطلح شامل وبديل لما يختصره هو بالارهاب – التي بدأت نشاطها الفعلي كمتغير سياسي فاعل على الساحة الدولية بحادث تفجير برجي التجارة في نيويورك ، وهو يقول بهذا الصدد : (منذ البدء كان لدي دافعان للكتابة: أولهما ناتج عن الرغبة في فهم هؤلاء الانتحاريين الذين دخلوا حياتنا يوم 11/9 وما هو دافعهم للقيام بما قاموا به، ثم ما هو دافع شريحة كبيرة من العالم العربي والإسلامي لمساندتهم في ذلك) .

    القرائة الموضوعية لطروحات وتصورات فريدمان ، تفرض علينا التأني في التعامل مع افكار هذا الكاتب المدلل وما يقترحه من حلول لنتائج ذلك الفعل وسبل مواجهته من قبل الادارة الامريكية . وهو يحصرها في اربعة محاور رئيسية ، يختار لطرحها صيغة السؤال : من هم؟ من نحن؟ لماذا يكرهوننا؟ ما العمل؟
    أ – من هم الارهابيون ؟

    الصورة التي يرسمها فريدمان لهذه الشريحة ، يكاد يحصر اطرها في الجانب السوسيولوجي والثقافة الاجتماعية للدول العربية والاسلامية . فهو يصفون بمجمايع من الشبان القادمين من دول فاشلة في تبني الحداثة ! والسؤال الذي يصدم بعض شرائحنا هو : هل جانب فريدمان الحقيقة في وصفه هذا ؟ وبالمعنى الادق ، هل نستطيع انكار حقيقة فشل أغلب الدول العربية والاسلامية في تبني الحداثة ، كثقافة عصرية ووعي حضاري ومجاراة لروح العصر ، بعيدا فكرة الغزو الثقافي العدائي الذي يهدد قيمنا ؟ وهذا ما يقودنا للسؤال الدقيق التالي : الا يدلل تخوفنا من تبني الحداثة ، كفكر ووعي وممارسة حضاريين اقرارا بهشاشة ايماننا بهذه القيم ؟

    اما عن وصفه لشريحة ( الارهابين ) فيقول فريدمان : (شبان محبطون لديهم فقر في الكرامة ويلومون أمريكا على ذلك، لأنها تدعم أنظمة فاسدة؛ وعلى هذا الأساس فإن بن لادن ليس حالة شاذة وله صلة بمعاناة الناس، شبان يرون أن أمريكا تتحمل مسؤولية ما حصل لها، يغيظهم تأثيرها في حياتهم يلومون غيرهم على ما حل بهم بدل مراجعة أنفسهم.
    وهنا يواجهنا السؤال التالي : لو كنا حقا شعوبا حية ونتحمل مسؤوليتنا تجاه انفسنا ، أليس الاجدر بنا صناعة مصائرنا السياسية بأنفسنا عن طريق الثورة على حكامنا الفاسدين الذين نتهم امريكا بتصنيعهم وفرضهم علينا ؟ وبكلمة اقرب الى لغة العرب وطريقة تفكيرهم (لغة الشعر) كم منا يردد يوميا قول الشاعر الشابي : اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ! ام ان القدر – وفق قاعدة تفكير فقهاء المؤسسة السياسية - لا يستجيب الا في النوازل وحدها ؟ او كما اوجزه فريدمان في نصيحته المجانية لجنود (البن لادنية ) :(الجهاد اليوم ليس باختطاف الطائرات بل بصناعتها ) .

    2 – هذه أمريكا ، لماذا يكرهونها ؟

    يعيد فريدمان أسباب كراهية العرب والمسلمين الى كراهيتهم لعناصر الحداثة واسباب النهوض الحضاري ، كالعلمانية واحترام الفرد والمساواة مع المرأة وحرية التفكير وروح التسامح وحرية التعبير عن الرأي والحرية السياسية وحرية المعتقد .. فهل جانب فريدمان الحقيقة في هذا الجانب ؟

    ويضيف موجزا فكرته هذه : ('إنهم يكرهوننا بسبب قيمنا وليس بسبب ما نفعله... هذه القيم هي آبارنا النفطية التي لا تنضب) . واعتقد ان اغلب نخبنا الثقافية والسياسية تقر بهذا المنطق وتتحاشى اعلانه ، اتقاء لهجمات المؤسسة الدينية فقط ! ولا يكتفي فريدمان بتشخيص الاسباب السياسية والاجتماعية ، بل يتعداها الى المحاججة العقائدية اذ يقول : (يكرهوننا لأننا كفار ودينهم أفضل من ديننا. لكن إذا كان الإسلام أفضل ديانة فكيف تكون إسرائيل أقوى عسكريا واقتصاديا من أية دولة إسلامية)؟
    3 – من اين جاء الارهابين ؟

    هذا السبب يعيده فريدمان الى اسباب سياسية صرف يتقدمها فساد الحكام العرب واعاقتهم للتطور وتفردهم بالحكم ورفضهم لاي نقد . دول فقيرة والفقر لا ينتج الا اليأس . ثم ينتقل انتقالة سريعة للجانب الاقتصادي ليذكرنا بتخلفنا في هذا المرفق الحيوي من خلال مثالين هما اسبانيا التي يفوق انتاجها انتاج الدول العربية مجتمعة ، وكوستريكا التي لا يزيد عدد سكانها على اربعة ملايين نسمة ويفوق انتاجها انتاج مصر التي يبلغ عدد سكانها 68 مليون نسمة . ثم يضيف في الصفحة 151 من كتابه ما مفاده ان المسلمين يشكلون خمس سكان العالم الا ان مساهمتهم في التجارة الدولية لا تتعدى نسبة 4 % (مع ان تبادل السلع يصاحبه دائما تبادل الافكار) . فهل اخطأ فريدمان بمثل هذا المنطق المبسط ؟ ثم يستطرد فريدمان في وصف حال المجتمعات الاسلامية : (مجتمعات تفتقد الثقة بالنفس، تنتج أجيالا تهرب إلى الخارج أو إلى المساجد، وحكام يستخدمون عقيدة دينية متكلسة للبقاء في الحكم، يستندون على عشائرية راسخة، على الجيش والمسجد للبقاء في السلطة مقابل السماح لرجال الدين بالسيطرة على التعليم لخلق شرعية دينية والحرس القديم من القوميين بالسيطرة على وسائل إعلام تقول للناس ما يريدون سماعه وتعرض عليهم ما يرغبون في مشاهدته،. يعتمدون على أشباه مثقفين ودعاة ينشرون التزمت، مثقفين مهتمين بحماية امتيازاتهم وإيجاد أعذار لأنظمتهم، مثقفين يستمرون في طرح الأسئلة الخاطئة.
    جاء الإرهابيون من بلدان فيها حكام يغذون شعوبهم بالخبر ومهرجانات السيرك ونظريات المؤامرة، يحملون المسؤولية للخارج ولبراعة مؤامرة اليهود ضد العرب في أمريكا فيبرئون أنفسهم ويتجنبون أية محاسبة أو مسؤولية، يوجهون حالة الغضب لدى شعوبهم ضد أمريكا فيتسببون ويستفيدون من كراهية الشارع العربي لأمريكا، حرية التعبير الوحيدة المتاحة هي نقد إسرائيل وأمريكا).
    من ينكر هذه الحقائق غير المثقفي المهتمين بحماية امتيازاتهم ورجال المؤسسة الدينية التي ترتزق على عطايا وهبات العوائل المالكة لرقاب مواطنيها ؟

    ثم يكشف فريدمان عن مأزق الحكام العرب امام ما افرزته هجمات سبتمبر من نتائج خطيرة افلتت من ايديهم خيوط السيطرة الاعلامية على عقول شعوبهم اذ يقول في الصفحة 293 : (انهم 'يجهلون الطريقة المثلى لإحداث التغيير دون أن يفقدهم ذلك ما يتمتعون به من سلطة. وهذا ما سيجعل من هذا التوتر مأساة السياسة العربية الإسلامية على مدار العقد القادم ).


    وهذا ما حصل فعلا وارغم معظم الحكام العرب على قبول وصفات أمريكية للتغير طالت حتى مناهج التعليم وقائمة برامجهم الاذاعية والتلفزيونية .

    4 – ما هو الحل ؟

    في الصفحة 336 يقول فريدمان في معرض تشخيصه للاسباب التي اوصلت امريكا لاحداث سبتمبر : ('أولا تمت أحداث 11 ايلول (سبتمبر) لأن أمريكا فقدت قدرتها الردعية بسبب سياسة كلينتون المسالمة، ثانيا فشل الأمريكيون في تسويق سياستهم، بينما نجحوا في تسويق الكوكاكولا والماكدونالدز، ثالثا كانت أمريكا ـ بالنسبة للعرب - تمثل الطابع الثوري في ملابس الجينز والمسلسلات التلفزيونية، بينما سياسيا حافظت على سلطة الموالين لها) .

    وعليه فانه يقترح خطة لقلب هذه القاعدة عن طريق استخدام الولايات المتحدة لقوتها الثورية سياسيا للضغط على الانظمة الموالية لها لمحاربة (البن لادنية) ومحاربة فصائلها الناشطة داخلها (أي باعتبارها دوال حاضنة لها ) ، وهو يختصرها بالسؤال التالي : (ما المطلوب لنجعل المجتمعات الحاضنة للجماعات الارهابية تتحرك فعلا ضدهم ) ؟ ويجمل فريدمان خطته في حرب عالمية ثالثة ضد الكليانية الدينية .. الارهاب سببه الغضب من الاوضاع القادمة وليس الدين .. الإرهاب لا يتم احتواؤه إلا من الداخل لذا يجب على كل دولة أن تدرك أن من الخطأ القاتل رعاية الحركات الإرهابية المعادية لأمريكا، ثم إن الصراع ليس بين الحضارات بل ضمنها، بين المسلمين المتنورين والمتشددين، يجب أن تتحدى الأغلبية الصامتة في العالم الإسلامي الأقلية المتشددة والنشطة، يجب دعم الطرف التقدمي 'لا أحد يستطيع استئصال هذه الجماعات (الأصولية) بشكل جذري سوى المجتمعات الإسلامية نفسها... وحدها الجماهير المقهورة داخل الكتلة السوفييتية السابقة استطاعت اجتثاث ماركس' كما يقول في الصفحة 285،ويعني الانظمة الشيوعية في الكتلة الشرقية . وهو يقترح وصفة مركبة لاجتثاث (البن لادنية) ، يقسم مهامها بين امريكا والدول العربية .. ويحدد مهام الادارة الامريكية كما يلي :
    -1
    يجب أن تخوض حربا إعلامية وعسكرية ضد الإرهاب بشرط ، كما يقول ( يجب أن نقاتل الإرهابيين دون أن ندمر انفتاح مجتمعاتنا).
    2 - يجب أن تفند امريكا أفكار خصومها في العلن، لذا فاننا نحتاج لمنبر ناشط .
    3 -يجب على امريكاكسب قلوب سكان العالم العربي والإسلامي.
    4 -يجب أن نكون أكثر خشونة من الروس، لأنه إن لم تقم بزيارة جيرانك السيئين سيقومون بزيارتك. لقد زاروا نيويورك وقرر بوش زيارة قندهار، يستحق الإرهابيون العنف، هذه هي الوصفة الروسية، في 1985 خُطف دبلوماسيون روس في بيروت، فاختطف الروس أحد أعضاء المجموعة الخاطفة، اقتطعوا أحد أطرافه وأرسلوه بالبريد فتم إطلاق الرهائن فورا، فجر بعض الشيشان بنايات في موسكو فدكت روسيا الشيشان كاملة، حاول الإسلاميون السيطرة على مدينة حماة، دك حافظ الأسد المدينة كاملة، لذا لا مشكلة لسورية اليوم مع الإسلاميين) ص48.

    اما مهام العرب فيوجزها كما يلي :

    اولا – لابد من (فرض ) ايديولوجيا تقبل فكرة التعددية الدينية من اجل تجاوز فكرة دونية غير المسلمين (لان الاسلام لم يطور أي فكرة او فلسفة دينية تعترف بحق باقي الاديان بالمساواة ) ص 86 .

    ثانيا – لابد من (بروتستانتية اسلامية ) ، أي فهم عقلاني تقدمي يقبل الحداثة ويستوعبها .

    ثالثا – لابد من ايجاد أنظمة ديمقراطية ناجحة في المنطقة العربية لتكون مثالا يحتذى لباقي الشعوب العربية .

    رابعا – هدم الجدار العازل في العقل العربي لتقبل فكرة التحديث والديمفراطية والتعريف بمميزاتها .

    خامسا – تقديم ايديولوجيا بديلة عن (البن لادنية) ، وهو يوكل هذه المهمة الى قادة الدول الاسلامية اذ يقول : (يجب ان يعلموا ابناءهم ان ينظروا الى بن لادن على ليس اكثر من صعلوك ) .

    سادسا - العلمانية ، كنظام حياة ، هي البديل ، بدليل ان لاهندي واحد في القاعدة .

    سابعا – لابد من مكافحة الجهل العربي ومعادته للحداثة بالتعليم ، وهو الحل الانجع لمكافحة فايروس الكراهية ،وتشجيع حرية التفكير الحر وحرية الصحافة وحرية العمل السياسي والتداول السلمي للسلطة (كي لا يبقى المسجد هو الخيار الوحيد للشباب المسلم ) .

    ثامنا – لابد من تقديم مثال يحتذى للعالم العربي ، ولعل هذا ما قدمه الرئيس بوش في مثال العراق .

    ورغم اختلافنا مع الكثير مما جاء به فريدمان ، طرحا ومعالجة ، الا ان اغلب تشخيصاته (لامراضنا) يستحق التوقف امامه وقراءته قراءة متأنية ،دون احكام مسبقة او رفض متسرع ، بسبب من بعض طروحاته اومواقفه تجاه بعض قضايانا .. هي دعوة للقراءة والحوار المتعقلين على اية حال . فهل سننجح في تكريس فهم عصري يمنح فهمنا لقيم الدين نوعا من العلمية التي تليق بالفهم والعقل العصريين وتواكبان الفهم الحدائوي لبعض مسلماتنا الفكرية والفقهية ؟












      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 13 مايو - 11:38