يراودك الغياب
فتعصر ما تبقى
من العمر ألما
تنثره في وجه الريح
على الجسد الرخامي
ينكسر موج المنون
عيون النوارس مترقبة
والفلك يتهادى
يمخر عباب البحر
أملا في العناق
الكلكل بما أوتي
يسلب من الريح
نفسا للرمق الأخير
عانقت من الوقت آخره
لتوصيه بنا خيرا
قبل أن تودعه
حين سافرت لأبد البقاء
******
بيني وبينك
مسافة عشق
ورحلت أيوب
أبيت أن تمحيها
هذا ما حدثتني به
برودة العناق
حين انزوينا
في حضنك الأبدي
في آخر اللقاء
حين كلمتني
بلغتك الأولى
عن سدرة الظل
عن الغدير الذي كان
عن الأم التي تعد خبز المساء
في الفرن العتيق
تشتهي طلعتك
وأنت عائد بالقطيع
في الطريق
ونحن عصافير الجنة
-كما يحلو لك وصفنا-
نحوم حولها
نختلس كسرة خبز
نقرض قرص العجين
قبل أن تتسرب إليه
البرودة التي تلفك الآن
*****
دثرني دفءك
مثل شمس صباح
لم يستيقظ بعد
من حلمه الجريح
هذا الصيف اللئيم
العصافير تقارع الحرائق
التي تأكل أنفاسك
تحوم حولك محملة
بما تبقى من ماء
في جدولك
جند ظافرون
في معركة خاسرة
يتذكرون قائدا يقارع الحجر
يعاقر الغبار
ليأتينا حاملا زاده
والقلب مثقل بالأشواق
والغبار لئيم من طبعه
كاتم للأنفاس
دون أن ندري
نراقب طلعتك
جهة شجرة الولي
تشعل أمي شمعة له
منتصف الشهر
تحكي لنا عن بركاته
وهو جاثم على صدر القرية
يحكي للموتى عن صولاته
وللأحياء سيرة الموت
وسؤال العذاب
هكذا أراه
دون أن أهابه
كلما مررت في الطريق بالجوار
متأبطا دفاتري وأقلامي الأولى
وزادي قنينة شاي
يغازلها البرد القارص
بين المنزل
والمدرسة الوحيدة
التي كانت المنار
قبل أن ترحل بنا
لتلك المدينة التي "تشبهنا"
لتستوي دنيانا ربيعا
على جناح الوجود
******
على الشاطئ هناك
عندما راق للوادي والبحر العناق
زرعتني نورسة
محارة
موجة
وأنت تعانق في الوغى
وعيد الحجر
كان لغيابك معنى
يذكرني كلما غابت
اسئلة الوجود
"إن الموت والحياة"
وجهان لوجود واحد
وأن السلالة
عنوان البقاء
******
كم يلزمني للنسيان
من دمع
هذا الغياب أنت
تفاصيله في كل الذكرى
جوار غياب
كنت حضوره
جوار الحضور
الذي أنت غيابه الآن
فنم قرير العين
يا جسدا من رخام
لازال فيَّ شيئ
من حضورك الأبدي
من نفح طيبك
من سيل جودك
منك أنا
بذرة
لنفي النسيان
فتعصر ما تبقى
من العمر ألما
تنثره في وجه الريح
على الجسد الرخامي
ينكسر موج المنون
عيون النوارس مترقبة
والفلك يتهادى
يمخر عباب البحر
أملا في العناق
الكلكل بما أوتي
يسلب من الريح
نفسا للرمق الأخير
عانقت من الوقت آخره
لتوصيه بنا خيرا
قبل أن تودعه
حين سافرت لأبد البقاء
******
بيني وبينك
مسافة عشق
ورحلت أيوب
أبيت أن تمحيها
هذا ما حدثتني به
برودة العناق
حين انزوينا
في حضنك الأبدي
في آخر اللقاء
حين كلمتني
بلغتك الأولى
عن سدرة الظل
عن الغدير الذي كان
عن الأم التي تعد خبز المساء
في الفرن العتيق
تشتهي طلعتك
وأنت عائد بالقطيع
في الطريق
ونحن عصافير الجنة
-كما يحلو لك وصفنا-
نحوم حولها
نختلس كسرة خبز
نقرض قرص العجين
قبل أن تتسرب إليه
البرودة التي تلفك الآن
*****
دثرني دفءك
مثل شمس صباح
لم يستيقظ بعد
من حلمه الجريح
هذا الصيف اللئيم
العصافير تقارع الحرائق
التي تأكل أنفاسك
تحوم حولك محملة
بما تبقى من ماء
في جدولك
جند ظافرون
في معركة خاسرة
يتذكرون قائدا يقارع الحجر
يعاقر الغبار
ليأتينا حاملا زاده
والقلب مثقل بالأشواق
والغبار لئيم من طبعه
كاتم للأنفاس
دون أن ندري
نراقب طلعتك
جهة شجرة الولي
تشعل أمي شمعة له
منتصف الشهر
تحكي لنا عن بركاته
وهو جاثم على صدر القرية
يحكي للموتى عن صولاته
وللأحياء سيرة الموت
وسؤال العذاب
هكذا أراه
دون أن أهابه
كلما مررت في الطريق بالجوار
متأبطا دفاتري وأقلامي الأولى
وزادي قنينة شاي
يغازلها البرد القارص
بين المنزل
والمدرسة الوحيدة
التي كانت المنار
قبل أن ترحل بنا
لتلك المدينة التي "تشبهنا"
لتستوي دنيانا ربيعا
على جناح الوجود
******
على الشاطئ هناك
عندما راق للوادي والبحر العناق
زرعتني نورسة
محارة
موجة
وأنت تعانق في الوغى
وعيد الحجر
كان لغيابك معنى
يذكرني كلما غابت
اسئلة الوجود
"إن الموت والحياة"
وجهان لوجود واحد
وأن السلالة
عنوان البقاء
******
كم يلزمني للنسيان
من دمع
هذا الغياب أنت
تفاصيله في كل الذكرى
جوار غياب
كنت حضوره
جوار الحضور
الذي أنت غيابه الآن
فنم قرير العين
يا جسدا من رخام
لازال فيَّ شيئ
من حضورك الأبدي
من نفح طيبك
من سيل جودك
منك أنا
بذرة
لنفي النسيان