تنام
آلهة هزيلة
فوق غيْمة
تنبح
كلابٌ من هواء
وتعضّ
رؤوس القصائد
أما
الطريق إليها
فطويلة...
الفراغ
مشقّقٌ كأرض
يابسة
أمشي
إليها...
أمشي
إليها في غفلة
الهواءْ
في قيْء
الصّور الشعريّة
في خلافاتي
معي
أمشي
في تأنّثها
أمشي
في العصافير
المتوتّرة
الضّاربة
بأعصابها
أمشي
في الدّمعة
الزرقاء المباركة
أمشي
بين أصابعها
أمشي
فيما يتجاوزني
منها
أمشي...
حطّي
واضحة على
القبّة
فُوحي
في الزّرقة
الواضحة
أُجنّ
في خضرة مؤنّثها
في حضرة
الأزرق
ولا أكفي
في خطوتيّ
إليها...
اللّيل
أطول من ضفائرها
اللّيل
ذو غازات من
جند ومن شهوة
أقف غير
آمن
ألاعبُ
كلمتين
ألاعبُ
لطخة برّاقة
من الجنون
ألاعبُ
ما اندلع منها
في الهواء
لا غيرها
في غفوتي
يشرد
وجهي
أعود
ما صعدت في
صوَرها
الكلام
في ظلّها
كم هي
في الشّعر؟
كم هي
في زواياي؟
كم تكونُ
على وجهي المستقبل؟
كم عددها
على المرآة
المجرّحة؟
كم عددي
هي؟
تُشلّّ
الكأس في غياب
شفتيْها
لا جرحٌ
ولا ذكرى هي...
بماذا
تقتات مفاهيمها؟
كم هي
في الأسطورة؟
كم هي
في المُعلّقات
الألف
التي
لم تعلّق؟
وفي المعلّقات
السّبع المذهبة؟
كم هي
في سكرات امرئ
القيس؟
في حمّى
المتنبّي؟
في هذيان
الخليل؟
على القبر
المُعرّى
لأبي العلاء
المعرّي؟
كم هي
في تمتمات
أبي نوّاس
اللّيلية
في نومة
صاحية لجرير؟
كم هي
في الشارع
الحقيقي
المفتوح
على عينيْ
صباي؟
هي شهرزاد
الشّادة لجموح
ملوك الصّور
الشعريّة
هي ما
يبيضّ على
الحائط
هي ما
لا ألامس في
لحم الحانة...
هي المارّات
المُرّات
تحت
الشّجر
هي ما
تُثقبُ خطوتاي
في اتّجاه
سريرها
هي مولاة
الليلة المفرطة
في الصّراخ
هي ما
لا ينام على
الغيمة
أبتعد
في حبّها
أرتوي
في عناقها
كم مرّة
أتكرّر في
السّيلان
أمامها؟
كم هي
فيما أقول؟
كم هي
في الآلهة؟
كم هي
فيما لا أقولْ؟
غيمها
الاستعاريّ
المشوّش في
السماءْ
هي المنهالة
عليّ
المشرّدة
فيما أرى ولا
أرى
الآلهة
الجديدة على
العتبة
هي من
سيقتلني في
شهوتها
هي من
سيأخذني في
وشوشة لذيذة
هي ما
سأراه دوما
من النّافذة
النّافذة
المطلّة على
غيابها.
صلاح
بن عياد / تونس
-
rapace1000@yahoo.fr