م ن ت د ى ال ع ش ر ة

أشرقت بحضوركم الأنوار وعمت الفرحة ارجاء الدار، داركم لانها بكم تكون الدار

منتدى العشرة يتمنى لكم مقاما طيبا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

م ن ت د ى ال ع ش ر ة

أشرقت بحضوركم الأنوار وعمت الفرحة ارجاء الدار، داركم لانها بكم تكون الدار

منتدى العشرة يتمنى لكم مقاما طيبا

م ن ت د ى ال ع ش ر ة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
م ن ت د ى ال ع ش ر ة

جمعية مغربية سوسيوثقافية 22 غشت 2007


    الفراشة ترقص باليها الأخيرة

    avatar
    محمد العروسي
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    الجنس : ذكر
    عدد الرسائل : 81
    العمر : 80
    المكان : تطاوين
    الهوايات : الأدب ـ القراءة ـ المشي والسفر
    تاريخ التسجيل : 14/07/2009

    بطاقة الشخصية
    مدونة:

    الفراشة ترقص باليها الأخيرة Empty الفراشة ترقص باليها الأخيرة

    مُساهمة من طرف محمد العروسي الإثنين 5 أبريل - 10:44


    استلقت على عشب أحوى ، لعلها تلتقط من الدفء ما يجعلها تطمئن على أن الأديم الذي يضمها يسربل عليها غلالة الأمان بقية الربيع الذي تفتحت أزهاره ، ورقصت الفراشات باليها التي اعتادت أن ترقصها كل موسم الربيع
    أحست بدغدغة نسمة تداعب غلالتها الحريرية ، وأن أناملها الرقيقة تمر بسحر على خدها ، نسمة نَعِسةً هبت لتحرك أهدابها الناعسة على الدوام ، عطر العشب انسل برفق إلى خيشومها يحمل ريح العنبر والمسك ، لم تقدر على مقاومة نسيمه ، فاستسلمت له طفلة استهواها دفء المهد .
    ما كادت ترخي أستار هدبها ، حتى لمحت ركحا مزينا بأزهار و ورود ، قامت في انتصاب الخيزران رفعت يديها نحو الأعلى ، مدت ساقها اليمنى نحو الأمام واستدارت نصف دورة ثم أتمتها ، تمايلت يمنة ويسرة ، شكلت لجسدها مجرة في فضاء الركح ، رقصت رقصة البجع في رحلته ، فأحست بانطلاق الجسد إلى عالم شاسع لا حدود له .
    على ضفاف نهر الحلم واليقظة ارتحقت من الأزهار والورود ما لذ لها من رحيقها ، سبحت ، داعبتها هبات النسيم ، أحست بأمان الدفء ، سمعت نبض القلب الذي هامت بين جرسه ، استهواها لحن تغريده ، فرأت روحها دمية تهمس لعريسها ، تبثه أحلامها ، وكان هو يناجيها بأحلامه التي سن سجلها منذ لقائهما الأول.
    ]تسللت ابتسامة خفية . تحدثت بها رموشها الناعسة ، استرقت السمع لحديثها ، وراحت في وسنة
    تتدثر بنبض القلب الذي أحبته ، والدفء الذي افترشت من أجله جناحي قلبها لعلها تحتضنه وإلى الأبد .
    ]بغتة ، تسربت قشعريرة من العشب الأحوى ، اهتزت لها ، مررت راحتها على أديم العش برفق ، لما هذا الدفء استحال جبلا من الجليد ـ تساءلت في همس ـ ، ألصقت سمعها ، لم تعد تسترق للقلب نبضه ، هوت في غلواء على الركح ، كأنها بجعة قذفها تيار عتي بقطعة من جبل الجليد ذاك ، تسربلت من بياضه بغلالة ناصعة ، واستسلمت لنهر الدموع الذي انفجر سيلا عارما
    .

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 11 مايو - 18:35