نَبَا بِالشَّرْقِ يَا أَهْلِـي مُصـابٌ
فَأَوْجَـرَهُ عَلَـى أَلَـمٍِ مُصابَـا
وَرأْسُ الشَّرقِ ياأهْلـي عـراقٌ
بهِ فَتَحَتْ نُجـومُ الفَـنِّ بابـا
بَنَى التَّوْحيـدُ عِزَّتَـهُ فَبَاهَـى
شُعُوبَ الأَرْضِ مُحْتَرَمـاً مُهَابَـا
بِمَنْ نَشَرُوا الْمَبَادِئَ فِي رُبُـوعٍ
وَسَادُوا الأَرْضَ إذْ عَمَرُوا الرِّحَابَا
تَسَامُحُهُمْ بَـدَا ضُعْفًـا وَلِينـاً
فَأَطْمَعَ جَاحِداً نشَـرَ الْخَرابـا
كَعَاصِفَةٍ دَهَتْ مِنْ جَيْبِ رِيـحٍ
تُحَوِّلُ صَرِحَ مَا أَرْسَـوْا سَرَابَـا
تَقَنَّـعَ غُولُهَـا ثَـأْراً دَفِيـنـاً
بِحَدِّ جُـذُورِهِ حَصَـدَ الرِّقَابَـا
وَيَشْرَبُ حِيـنَ شَهْقَتـهِ دِمـاءً
وَيَلْفِظُ حِيـنَ زَفْرَتِـهِ شِهَابَـا
يَبِيتُ يَحِيكُ مَكْـراً بِالأيامَـى
وَعِنْدَ الْفَجْرِ يَنْتَحِـلُ انْتِحَابَـا
وَللدُّخَلاءِ إِنْ حَشَـدوا رُمـاةً
يُسَلِّـلُ مِـنْ كِنانَتِـهِ حِرابـا
وَيُرْشِدُهُمْ لِهَدْمِ حُصونِ تَقْـوَى
ويُسْدِلُ عـنْ فَوَاجِـرِهِ نِقابـا
تَوارثَ عنْ هُداةِ النَّـارِ حِقـداً
وَوَثَّقَتِ الْيَهـودُ لـهُ الكِتابـا
فَما رَحِمَ الصِّغـارَ بِحِجْـرِ أُمٍّ
وَلاَ مَسْعُورُهُ احْتـرمَ الشَّبابـا