جريحة موسيقاكَ أيها الوثر
تُنَاجِي وَعْكَةَ العمر
وقد بسط الوَرَاءُ أَمامَهُ المُخْتَل
فآلْتَحَفَ العُرْيُ
أطْْمَارَ الخلاءِ و رعشة الهَبَاء
سالكًا مشقّة دُروبٍ
لا تَلِينُ الخُطى عند عُبُورهَا
و مُغْتَرِفًا من السّرابِ عطشا
على شكل تَبَاشِير خَافِتَة.
فبالأمس العَابِقِ بِدَهْمَاءِ الرؤى
وعند تَلّ الخطو المُرِيع
حُمِّلَتِ الأسرار
فَيْضَ الأسْرِ تِقْلا
و آنْزَوتْ بالرّكنِ العَجِيفِ
أحْلاَفٌ للعشق لا تَشْفَع
تَشْنُقُ الدوائر بمحطاتِ الفراغ
تُلْجِمُ الأنْفَاسَ المُعْتَلّة
و تَسْتَبيحُ عِرْضَ الإنْتِمَاء.
و بنفس الأمس الدّالِس
وُإِدَتْ عَوانِسُ العرسان
نُبِدَتْ مع الحواسِّ فرسان
حُجّرَتْ شمس الإرادات
و نَاحَتْ حمائِم الأمُومَات
على رِتَاجَاتِ الشّجُون
تُسْعِفُ بالهَدِيلِ خَرَابَ الأعْشَاش.
!!!و الآن
بجَمْهَرَةِ هاتِه البَدَاوَات
تَتَلَبّسُ الأخلاقُ مُنْكَرَها
يَسْتَفِزّ الرّفَاتَ إقبارهُ المنسي
تحفر الأرض عن قتلاها الطّيّعِين
و تسافر عَبْرَ الفَجَوَاتِ
أصْدَاءُ سنينٍ طَانّة
يكْسُوهَا غَبْنُ تاريخٍ
جَحِدَ المَوْتَ بعيونِ مُعْدِمِيه.
28-29/1**2/2 / 2006