... لَمْ تَكُنْ نَارُ قِرَانَا غَازِيَةْ لَمْ تَكُنْ لِشَمْسِنَا الْبَاقِيَةْ يَدٌ فِي الْمَحْرَقَةِ النَّازِيَةْ نَبَّهْنَا نَهَيْنَا فَكَيْفَ بَكَيْنَا يَا بِلْفُورُ بْنُ تِيُودُورَ تُرْغِمُنَا أَنْ نَدْفَعَ دِيَةً أَرْضَنَا جُدْرَانُ الْمَسَاجِدِ تَبْكِي كَيْفَ تَسْتَغِلُّ ضُعْفَنَا لَقَدْ وُلِّينَا مَا قَدْ تَرَى شُورَى الشَّتَاتِ بَلْبَلَتْ أَلْسُنَنَا تُصَارِعُنَا إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ غَالَبْتَنَا وَاللَّهَ غَلَبْتَنَا كَانَ عَلَيْكَ أَنْ تُمْهِلَنَا كَيْ نَأْتِيكَ بِيَقِينِ الْأَخْبَارِ كَان عَلَيْنَا أَنْ نَحْمِيَكَ بِجِزْيَةٍ حَيْثُ بَيَاضُ اللَّيْلِ يُسَاوِي سَوَادَ النَّهَارِ وَلَكِنَّنَا فِي أَعْنَاقِنَا بَيْعَةٌ بِاسْمِ أَسْلاَفِنَا نَحْنُ أُمَّةٌ مِنَ الْأَحْرَارِ هَا كَمَا ضَيَّعَتْنَا شِعَاراتُ النَّعْرَةِ وَالسُّعَارِ بِكَثِيرِ اللُّعَابِ وَقَوِيِّ الخُوَارِ]
[زَعَمُوا أَنَّهَا بِالْمَثَلِ إِذَا مَشَتْ سَالَتْ خُطُوطُ طُولِهَا فِي دَوَائِرِ عَرْضِهَا كَأَنْ خُسُوفاً وَكُسُوفاً مَعاً أَشَعَّا فِي قَلْبِ قُبَّةِ السَّمَاءِ أَوْ كَأَنْ ظِلاَلَ الْكَوَاكِبِ الْأَحَدَ عَشَرَ وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَقَفَتْ لِدَقَائِقَ قَوْسِيَّةٍ بَيْنَ وَجْهِ الْفَضَاءِ وَمِرْآةِ الْقَضَاءِ فَشَمَّرَ الْفَرَاغُ عَلَى شَهِيَّتِهِ فَضَحَهُ الْجَشَعُ فَتَجَشَّأَ ضَبَابَهُ السَّمِيكَ لالْتِقَاطِ كُلِّ مَا حَوْلَهُ أَوْ كَأَنَّهَا هِيَ نَفْسُهَا وضِدُّهَا فِي الْآنِ يُحَاوِلاَنِ الْعِنَاقَ فَيَدُورَانِ كَجُزْأَيْنِ مِنْ قِطْعَةِ مِغْنَاطِيسٍ مُكَسَّرَةٍ يُقَوِّسَانِ الْفَضَاءَ الَّذِي هُمَا عَلَيْهِ فَيَسِيرُ الضَّوْءُ فِيهِ وَتَنْزِلُ الشَّمْسُ عَنْ أَبْرَاجِهَا وَتَنْسَحِقُ التَّوَارِيخُ فِي زَمَنٍ قُطْبُهُ التَّحْرِيفُ وَمِحْوَرُهُ التَّخْرِيفُ وَهَا أَزْهَرَ الرَّبِيعُ فَوَزَّعُوا عَقَارِبَهَا عَلَى أَرْحَامِ قَلْبِهَا الشَّاسِعِ دُونَ قُرْعَةٍ عَلَى الْقَارِعَةِ هَمُّهَا أَنَّهَا تَدْرِي أَنْ لَيْسَتْ هِيَ بَلْ زُبْرَتُهَا بِحِيلَةٍ بَارِعَةٍ رَاعَتْ عُقُولَ الرِّجَالِ بِبَنِينِ عُقُوقٍ وَبَنَاتِ عِقَالٍ وَمُنْذُ فِطَامِ الْفِطْرَةِ ذَاتَ فِرْدَوْسٍ كَانَتْ حَكَوْهَا سَبَبَ الخَيْبَةِ وَبَأسَ الطَّفْرَةِ وِزْرُهَا الْفِتْنَةُ بِزْرَتُهَا الْخِيَانَةْ وَهْمُهَا أَنَّهَا مَا زَعَمُوهُ تَتْلُوهُ عَلَيْهَا الْبِطَانَةْ كَأَنْ لَيْسَ لِعَقْلِهَا بَعْدَ الْحَيْضِ مَا قَدْ قُدِّرَ لَهُ وَكَانَهْ]
[رُوحِي دَوَامُهَا الظُّهُورُ تَسْطَعُ جَلِيًّا سَمَاؤُهَا الْحُضُورُ مَا حَوْلَهَا يَدُورُ لاَ دَيْمُوسُ وَلاَ فُوبُوسُ سَاجِدَةً بِالتَّعَالِي لاَ تَعْرِفُ التَّزَحْلُقَ عَلَى جَلِيدِ نِسْيَانِ الْحَالِ بَلْ تَعْشَقُ التَّحَرُّقَ بَيْنَ دَقَّاتِ المُحَالِ تَقِفُ نَاشِبَةً عَلَى قَدَمٍ وَسَاقْ تُثِيرُ النَّبْضَ كَيْ يَبْقَى يَقِظاً عَلَى مَحْرَسِ الْبَالِ مُتَفَضِّلاً بِكَثِيرِ الْفُضُولْ مُسَلَّحاً بِالظَّنِّ مُدَجَّجاً بِلَهَبِ السُّؤَالِ وَالْهَمِّ الْمَسْؤُولْ آبِداً فِي نُقْطَةِ الانْقِلاَبِ تَلِجُ أُخْدُودَ الدُّودَةِ تَرُوحُ وَتَغْتَدِي وَقَدْ تَعْبُرُ وَقَدْ تَسْقُطُ بِدُونِ عَوْدَةٍ فِي مَا يُشْبِهُ الثُّقْبَ الْأَسْوَدَ أَوْ تَضِيعُ أَوْ لاَ تَهْتَدِي لَكِنَّهَا رَغْمَ أَنْفِ النَّفَّاثَاتِ تَبْقَى بَوَّابَةَ الْمَجَرَّاتِ وَآيَةَ تَعَاقُبِ الْفُصُولْ لاَ شَرْقَ شَرْقُهَا بِكْراً تُزَفُّ إِلَيْهِ وَلاَ غَرْبَ غَرْبُهَا بُوراً تَضَّيَّفُ فِيهِ إِلاَّ عَلَى بَسِيطَةِ عُبَّادِ الْأَطْلاَلِ وَالْجِنْسِ وَأَسْيَادِ النَّكَسَاتِ وَالْكُنْسِ لاَ ظِلَّ لِضَوْءِ الشَّمْسِ إِلاَّ فِي شَبِيهِ نَجْمٍ أَوْ نَجْمٍ شَبِيهٍ بَاهِتٍ يَمْلَؤُهُ فَرَاغٌ لاَ حَدَثَ فِيهِ وَبَعْضُ ظِلِّ الْأَرْضِ تَتَأَبَّطُهُ الْأُنْثَى وَكُلُّهُ حِينَ يُصْبِحُ الْمَدَارُ مَسَاراً فَتَلِدُ الْخُنْثَى وَأمَّا اللهُ فَلاَ ظِلَّ لَهُ إِذْ غَيْرُهُ ظَلاَمْ وَهَا كَمَا لَأْلَأُ الُفَلَكِ قَفَزَاتُ الْأَقْوَاسِ بَيْنَ الْجَنُوبِ وَبَيْنَ الشَّمَالِ إِلاَّ هُوَ لَهْوٌ كَبُصَاقِ الْقَمَرْ
وَالْمُتَوَسِّطُ
آيَةْ
بَلَّدُوا الشِّعَارَ
بَدَّلُوا
الرَّايَةْ
[قَدْ يَكُونُ الرَّبِيعُ احْتِمَالاً مُبْهَماً عَلَى قَارَبٍ أَوْ عَلَى عَرَبَةٍ يَعْبُرُ نَحْوَ جَوْفِ الشُّوَاظِ أَوِ اكْتِمَالاً لِقَوْسٍ يَنْسَدُّ عَلَى قَوْسِهِ أَوْ لِقَابٍ يَنْدَسُّ فِي قَابِهِ فَتَتَحَلَّقُ الْحَلْقَةُ بِآخِرِ دَعْوَانَا أَوْ قَشَّةَ لُغْزٍ قَدْ يَكُونُ فِي مَهَبِّ رِيَاحِ الْفِطْنَةِ أَوْ يَكُونُ فَقَطُّ انْزِيَاحاً غَرِيباً لاَ غَوْرَ لَهُ لِسَابِرٍ وَلاَ سِرَّ لَهُ لِعَابِرٍ تَمْتَدُّ مَسَارَاتُهُ خَلْفَ الْخُنُوعِ وَخَلْفَ الزَّنْدَقَةْ يَصِلُ ذِرْوَتَهُ مُنْتَصِفاً بِزُخَّةِ التَّعَبِ حِينَ حَظُّهُ يَعْبُرُهُ بِالزَّوَالِ مِنْهُ الْقِيثَارِيَاتُ تَتَهَاطَلُ كَتَقَاسِيمِ ضِيَاءٍ حَزِينٍ يَعْزِفُهَا لُجَيْنَاتٍ بِلَّوْرُ الْهَوَاءْ دائِماً فَوْقَ الْأُفْقِ أَشِعَّةً مُطَيَّفَةً طَائِفَةً كَأَنْ كَانَ الْبَدْءُ انْفِجَارَهُ الْعَظِيمَ يَجْثُمُ نَيِّراً بِالْجَنَاحِ إِلَيْهِ كَأَنْ فِي هُبُوطٍ زَائِدٍ عَنِ الْعَادَةِ غُبَارُهُ الْأَمْرَدُ يَمْتَصُّ رَحِيقَ الضَّوْءِ وَيَتَلَمَّظُ بِلُطْفٍ لَذِيذٍ وَيُخْرِسُ بِالْهَوْلِ هَالَةَ الضَّوْضَاءْ خُطُوطُ طَيْفِهِ تَنْفَطِرُ فَلاَ نَعْرِفُ لَهُ أَمَداً وَلاَ مَدّاً وَكَأَنَّهُ حُطَامُ غَازَاتٍ يَتَقَاطَرُ وَغُبَارُ رَمَادٍ يَتَنَاثَرُ مِنْ حَوْصَلَةِ الْوَقْتِ عَلَى حَصِيرِ الْخَرِيطَةِ الْحَافِيَّةْ ذِمَّتُهُ أَنَّهُ شَاذٌّ لاَ ذَيْلَ لَهُ وَلاَ أَظْلاَفَ وَلاَ سِنَامَ يَأْجُوجُ وَمأْجُوجُ وَالرِّيَاحُ الْهُوجُ شَوَاهِدٌ عَلَيْهِ شَوَارِدُ وَالْمَوَارِدُ كَنَفْطِ النَّدَى مُتَطَايِرَةْ ]
[وَكْلَكَسَتْ وَفَسْبَكَتْ بِنُجُومِهَا الثَّوَابِتِ فَبَانَتْ دَارَتُهَا مُحَوْقِلَةً جَنَبَاتُهَا عَشْوَاءُ تَخْبِطُ خَبْطَهَا عَوْداً عَلَى عَزْمٍ كَأَنْ مِنْ تَرَدُّدٍ وَكَأَنْ لِاذْهِيَابٍ دَائِمٍ مِنْهَا إِلَيْهَا بِضَجِيجٍ وَنَهِيجٍ وَكَأَنْ لاَ مَكَانَ لَهَا فِي نَفْسِهَا وَكَأَنْ فِي دَوَّامَةٍ لاَ تَعْرِفُ مَنْجَاهَا مِنْ مَهْلَكِهَا كَانَ عَلَيْهَا أَن تُبَسْمِلَ بَدْأَئِذٍ وَتَحْقِنَ الشُّقَّارَ الْمُنْتَشِرَ عَلَى شُرُفَاتِ الشُّهَدَاءْ بِبَعْضِ الْمَطَرِ الْغَزِيرِ فِي الْحَلْقِ بِمَا تَنَاثَرَ مِنَ الْبَرْقِ فِي الْأُفْقِ بَعْدَئِذٍ كَانَتْ نَبَتَتْ زُغْبَةٌ بَيْضاءُ بِكَفِّهَا الزُّغْرُبِيْ الْجَوْزَاءُ الْبَضَّةُ أَحْلاَمُهَا لِلتَّوْأَمَيْنِ وَالْقَوْسُ الرَّاشِقُ بِمَلاَحَتِهِ لِحَوَّاءْ وَلاَ خِلاَفَ إِلاَّ بِمَا فِي تِلْكَ الْأَرْضِ مِنْ مَيْلٍ لِآرِيزَ وَإِرِيسَ الشَّقِيقَةِ مَازَالَ مِنْهُمْ مَنْعُورُ عِرْقِهِ الْكَرِيمِ يَطْلُبُ الشَّهَادَةَ بِقَتْلِ الْأَبْرِيَاءْ وَيَعْزِفُ عَلَى صُورِ الْفَنَاءْ طَمَعاً فِي الْحُورِ الْبَتُولِ الْمَطَالِعُ قَوْسِيَةُ السُّوَيْعَاتِ وَمَشَارِفُ الدَّرْبِ مُضْرَمَةْ وَأنتِ ضَارِعَةُ الْيَدَينِ بِتُفَّاحِ مِنْ عَدْنٍ أَوْ مِنْ أَوْدِنَ أُمْهِلُكِ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ لِلتَّمَاسِّ كَأَنِّيَ أَمْضِي تُؤَدَةْ تُغْرِينَ بِالكَرِّ وَمَا بِيَدَيَّ رَقَبَةْ أَعْتِقُهَا لِفِتْنَةِ جِيدِكِ الْمَيَّاسِ أَنَا عُذْرِيُّ زَمَانِهِ الْمَنْذُورُ سَلاَماً مَمْلُوكُ الِخَرِيفِ أَشْتَهِيكِ عِنَباً]
[أَوَ تُرْغُلَّةٌ بَانَ حَمْلُهَا حِينَ تَغَرَّبَتِ الرُّوحُ مَسِيحاً فَأَتَاهَا الرَّطبُ مِنْ جَوْفِهِ الْخِصْبُ سُجَّداً؟ أَمْ هِيَ دَمْعَةُ لَوْحِ الصَّلْبِ طَارَتْ فَجْأَةً مِنْ مِلْحِهَا الطَّرِيِّ جَافِلةْ؟ مِنْ جَنْبِ أَيَّةِ خَيْبَةٍ جَاءَتْ مُخَضَّبَةً بِشُّرُودِ الْأُفْقِ وَالطُوفَانُ أَوْجُهُ يُلْجِمُ الْفُلْكَ بِالْهَوْجَاءِ شُعُوباً مَثْنىً بِقَبَائِلِهَا زَرَافَاتٍ حَيْفاً حَافِيَّةً أَوْ وِحْدَاناً بِالْفُحُولَةِ حَافِلَةْ؟ أَوَ أُسْرَى بِهَا فَسَرَأَتْ نَسِيجَهَا هَبَاءً ثُمَّ أُسِرَّتْ حُدَيْءَ الْغَارِ تُسَامِرُ السِّرَّ بِالْخَيْبَةِ الْخَامِلَةْ؟ هَلْ حَاضَتْ حَقاً قِرْبَاناً وَحَظِيَتْ بِسَعْدِ الْقَرَابَةِ بَيْنَ أَلْحَاظِ النَّارِ نَافِرَةَ الْأَحْضَانِ نَافِلَةْ؟ أَوَ خَطَّتْ حِجْرَ الْمَشَّاءِ بِسِفْرٍ عَارٍ ثُمَّ دَأَبَتْ عَلَى صَهْوَةِ رَمْلٍ عَارٍ وَلِيمَةً يَدِبُّ النَّمْلُ إِثْرَهَا سَافِلةْ؟ أَوَ اسْتَحَمَّتْ بِقَذَى بِلقِيسَ وَسَاحَتْ شَفَّافَةً مَعَ شَغَفِ المَذْيِ فِيهَا شَافَّةً بِبَعْضِ الْغَيِّ يُغْرِيهَا تَخْتَلِسُ مِنْ الهُدْهُدِ بَعْضَ الْحِكْمَةِ تَلُوحُ تَرُوحُ آدَمِيَّةَ الْأَوْطَارِ كَامِلَةْ؟ كَيْفَ الرَّأْيُ؟ أَوَ كُلَّمَا طَوَحْنَا بِالنَّظَرِ الْبَعِيدِ زَلَّ وكَانَ لِوَقْعِنَا فِي دَمِنَا الْمَغْدُورِ دَأْدَأَةْ؟ مَا الْأَمْرُ يَا الطَّيْرُ؟ لِمَاذَا كُلَّمَا نَادَيْنَاكَ بِاسْمِكَ الْمَعْهُودِ غَيَّرْتَ وَاجِهَةَ الطِّوَارِ وَسَعَيْتَ عَائِداً...]
[وَلَعَلَّهُ بَاتَ عَلَى بَتْلاَءَ يُرَاقِصُ ظِلَّهُ وَمَا عَلِقَ عَلَيْهِ مِنْ ذُبَالاَتِ الْأَمْسِ الْآتِي مُنَوَّراً بِالْفِتْنَةِ وَالدَّسَائِسِ وَالْمَذَلاَّتِ ظَلَّ بَيْتُهُ مَحْمِيّاً مُؤَثَّثاً بِهَبَاءِ الْحَضَارَةِ مُزَّيَّناً بِحَضِيضِ الْانْحِدَارِ وَأَحْمَاضِ الْانْدِحَارِ يَحْمِلُ مِنَ الْأَمْلاَحِ مَا يُسَبِّبُ نَزِيفَ النُّجُومِ فِي شَفْرَتِهِ الْوِرَاثِيَةِ وَمِسْبَحَةً لِتَخْلِيقِ الْعَنَاصِرِ وَيَتَرَبَّعُ ضَارِعاً أَمَامَ ثُقْبِ فِي طَبَقَةِ الْأُوزُونِ يَظُنُّهُ بَابَ السَّمَاءِ مُوصَدَةً إِلاَّ بَيْنَ يَدَيْهِ لَمْ يَكُنْ جَدُّهُ الأَرْطَغُولُ مَرِيضاً لَعَمْرُكَ مَا كَانَ حِينَ شَهَرَ حِمْضَهُ النَّوَوِيَّ عِصِياًّ فِي وَجْهِ عِصَابَاتِ الْعُقُوقِ الدِّيكَارْتِيِّ وَالْعِصْيَانِ الْعَقْلاَنِيِّ لَمْ يَكُنْ أَحْمَقَ بِحَقٍّ كَانَ مُنْحَلاًّ مُتَحَوِّلَ الْكَيْنُونَةِ فَحْلاً مُتَجَوِّلاً فِي أَضْغَاثِ الْكَائِنَاتِ مِنْ عُصْبَةِ النُّوسْفِرَاتُو تَذْكُرُهُ الْلاَتُ هُوَ نَفْسُهُ مِنْهُ أُمُّهَا الْعُزَّى وَعَمْرٌو وَزَيْدٌ وَابْنُ أَبِيهِ وَأَبُو ابْنِهِ وَالْعَبْدُ وَالسَّيِّدُ وَهُولاَكُو وَهْوَ حَاكِمُ الهِلاَلِ الْمَصْلُوبِ وَرَاهِبُ الصَّلِيبِ الْمُهَلِّلِ جَسَداً تَهَلْهَلَ أَباً طَيِّباً وَهَا هُوَ الْيَوْمَ أُرْدُغَانُ وَرُوحُ أَسْلاَفِهِ فِيهِ رُحْبَ السَّوَادِ السَّائِدِ فِي مَنْحَى الضَّوْءِ بِحِنَّاءِ اللِّحْيَةِ وَانْحِنَاءِ الحَاجِبِ تَحْتَ الْحِجَابِ كَأَنْ هَبَّ نَسِيمُ شَبَقِ الْعَوْرَةِ بِالنَّظْرَةِ فِي كُحْلِ الْأَهْدَابِ
[وَذَاكَ الْمَمَرُّ الَّذِي قَدْ يَضُرُّ غَلَبَهُ ضَوْءُهُ وَفَضَحَتْهُ فَصَاحَتُهُ أَوَّلُهُ السُّنُونُو دَافِئٌ بِالْعَوْدَةِ أَوْ بِالْهِجْرَةِ سَيَّا فَسَيًّا وَأَوَّلُهُ اللَّيْلَكُ دَافِقٌ بِشَهْوَةِ الْفَتَّاكِ الزَّائِغِ شَيًّا فَشَيًّا كَزُقَاقِ الْأَعَاصِيرِ غَيِّثاً بِالضَّوْءِ الْأَسْوَدِ ظَهَرَ فِي جَسَدٍ ثَخِينٍ وَمَا رَأَتْهُ أُمُّ الْمِرْآةِ الْمُقَعَّرَةِ يَبْدُو كَلَوْحَةِ الْقِيَّامَةِ عَمْيَاءَ عَلَى جُدْرَانِ الصَّالُونِ بَيْنَ آيَاتٍ مُعَلَّقَاتٍ وَدَقَّاتِ جِدَارِيَّةٍ تُنَبِّهُ بِمِيقَاتِ الصَّلاَةِ أَمَامَ حَسَاءٍ هَزِيلٍ وَكَرَاسِيَ شَاغِرَةٍ كَكِلاَبٍ تُحَدِّدُ تُرَابَهَا الْوَطَنِيَّ بِقَضَاءِ الْحَاجَةِ مَنْ عَسَاهُ يَقْرَؤُهَا كَطَيْفٍ لِلْحَيَاةِ عَلَى رُقَعَةٍ مَطْلِيَّةِ بِزَيْتِ النَّزَوَاتِ الْجَسَدُ مُتَكَوِّرٌ دَوَّارٌ وَلَوْلاَ الْهَوَاءُ الْمُحِيطُ الْمُتَخَبِّطُ فِيهِ بِالْغَازَاتِ وَالْأَحْمَاضِ لَكَانَتْ حَرَكَاتُهُ سُكُونًا سَخِيفًا وَهُدُوءًا مُخِيفًا وَلَدَاهَمَتْ فِلْذَتَهُ الْفَوْضَى وَلَمَا انْتَشَرَتْ لِرَائِحَتِهِ الْأَلْوَانُ غُبَارٌ بَارِدٌ يَمْتَدُّ تِلاَلاً بَيْنَ الْأَمْسِ وَغَدِهِ كَالحَفِيدِ الْمَنْبُوذِ أَعْمَى يَأْخُذُ جَدٌّ سَقِيمٌ بِيَدِهِ لاَ يُعَلِّمُهُ الاعْتِمَادَ عَلَى نَفْسِهِ بَلْ يُعَمِّدُهُ لِلْبَيْعَةِ وَلِلْوَبَاءِ وَيُدَعِّمُهُ بِالْآيَاتِ بِالدُّعَاءْ وَهَا كَمَا الْأَرْوَاحُ تَتَنَاسَخُ وَيُشْمِخُ الزَّيْغَ الْعِرْقِيَّ الْمِسْخُ بِصُدَافِ الْآنِ وَبُهَاقِ الْإِيمَانِ فَيُدْغِلُ الزَّغَبُ وَيَعْوَرُّ فَيَلْتَحي وَيَحْتَجِبُ]
[وَهَا نَخْلُدُ...أَيْ نَعَمْ هَا نَخْلُدُ أَيْنَ نَدْفُنُ الْمَوْتَ وَنَحْنُ نَمْشِي عَلَى رَمِيمِ السَّالِفِينَ نُطَعِّمُ بَعْضَهُ بِالرَّوْثِ وَنُخَصِّبُهُ بِالْأَسْمِدَةِ الْكَاسِرَةِ كَيْ يَأْتِيَ بِخُبْزٍ لاَ يُشْبِهُ شَظَفَ أَيَّامِ الْبُونِ ونُسَلِّحُ بَعْضَهُ الْآخَرَ مُدُناً نَاطِحَةً تُنْسِينَا السَّقِيفَةَ وَمَا قَدْ يَتَشَبَّهُ بِهَا هَبَاءً مِنْ صَفِيحٍ كَانَ غَطَّى طُفُولَتَنَا فِي عَهدِ الْحِمَايَةِ نَمْشِي عَلَى دَمِ الشُّهَدَاءِ وَقَدْ نَتَأَخَّرُ بِالْحَانَةِ مَعَ مُثَقَّفِينَا احْتِفَالاً بِحُرِّيَةِ إِفْرَاغِ الْكَلاَمِ وَنَتَبَوَّلُ عَائِديِنَ إِلَى سَرَابَاتِ السَّرِيرِ الفَارِغِ مِنَ الْحُبِّ عَلَى أَوَّلِ جِدَارٍ يُذَكِّرُ وَعْيَنَا الْعُضْوِيَّ بِأنَّا لاَ نُرِيدُ أَنْ نُغَيِّرَ شَيْئاً بَلْ نُرِيدُ كُرْسِيَّ الْكَرَاسِي أَيْنَ نَدْفَنُ الْمَوتَ كَيْ نَخْلُدَ وَنَحْنُ عَلَى قَيْدِهِ بِالْحَيَاةْ؟ نَتَسَكَّعُ أَيْ نَعَمْ نَرْكَبُ فِتْنَةَ السُّطُوعِ نَبِيعُ الْجَارَ وَالصَّاحِبَةَ وَالدِيَّارَ نُبَايِعُ السَّمَاسِرَةَ وَالْأَحْبَارَ وَنَدْخُلُ دِفْءَ ضِيَاءٍ لاَ لَيْلَ فِيهِ وَلاَ نَهَارَ لَيْسَ هُنَاكَ مَا تَحْلُو رُؤْيَتُهُ إِلاَّ بِمَجَالِسِ النُّوَابِ وَاتِّحَادَاتِ الْكُتَّابِ الَّتِي تُشْبِهُ مَعَارِضَ الْأَزْيَاءِ حَيْثُ لِلذَّكَرِ حَظُّ عَشَرَاتِ النِّسَاءِ لاَ نَخْجَلُ أَبَداً لاَ نَخْجَلُ نُسَارِعُ إلَى الْاصْطِيَافِ بُدَيْءَ الرَّبِيعْ وَقَدْ تَنْهَارُ الشَّمْسُ قَبْلَ طُلُوعِ الصَّيْفِ فَنَصْطَكُّ وَنَضِيعْ]
جمال خيري
--------------------------------------------------------------------------------أَرْكْتُورُوسْ
أَجْهَشَ الَّليْلُ مَلِياَّ
بِسَعْدِ الْمَطَرِ
وَالْجَدْيُ
بَيْنَ
يَدَيَّ
وَالرَّاعِي
يُقَلِّمُ أَظْفَارَ النِّسْرِ الْوَاقِعِ
قَبْلَ
أَنْ يَنَامْ.
قَالَ،
خَلَّتْهُ حَبِيبَتُهُ
ذَاتُ الْكَعْبِ ذِي الْعِنَانِ
-
ذَاتَ
بَدْءٍ
-
وَرَاحَتْ
تَتَعَلَّقُ بِأَهْدَابِ الْكَأْسِ عِنْدَ السَّحَرْ.
دَلَقَتِ الْعَذْرَاءُ
بَعْضَ الْوَقْتِ الْمَقْتُورِ
فَجْأَةً،
بِدَلْوٍ مِنْ حَيْضِهَا
عَلَى إِكْلِيلِ السَّمَاكِ الْأَعْزَلِ
وَشَيَّعَتِ الشِّعْرَى
فَبَانَ لِيَ الْحَمَلُ
يُطَبْطِبُ عَلَى رَأْسِ الْغُولِ،
بِلُطْفٍ،
وَحُزْنٍ شَدِيدٍ...
عَدَوْتُ إِذٍ
إِلَى حَيْثُ
أَعَدْتُ إِغْلاَقَ صُنْبُورٍ يَتَقاَطَرُ
مِنْ عَرْجَةِ الَّنهْرِ
أَدْلَجَ
رَغْمَ أَنِّيَ
كُنْتُ أَغْلَقْتُهُ بِالرِّشَاءِ
قَبْلَ حِينٍ...
[زَعَمُوا أَنَّهَا بِالْمَثَلِ إِذَا مَشَتْ سَالَتْ خُطُوطُ طُولِهَا فِي دَوَائِرِ عَرْضِهَا كَأَنْ خُسُوفاً وَكُسُوفاً مَعاً أَشَعَّا فِي قَلْبِ قُبَّةِ السَّمَاءِ أَوْ كَأَنْ ظِلاَلَ الْكَوَاكِبِ الْأَحَدَ عَشَرَ وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَقَفَتْ لِدَقَائِقَ قَوْسِيَّةٍ بَيْنَ وَجْهِ الْفَضَاءِ وَمِرْآةِ الْقَضَاءِ فَشَمَّرَ الْفَرَاغُ عَلَى شَهِيَّتِهِ فَضَحَهُ الْجَشَعُ فَتَجَشَّأَ ضَبَابَهُ السَّمِيكَ لالْتِقَاطِ كُلِّ مَا حَوْلَهُ أَوْ كَأَنَّهَا هِيَ نَفْسُهَا وضِدُّهَا فِي الْآنِ يُحَاوِلاَنِ الْعِنَاقَ فَيَدُورَانِ كَجُزْأَيْنِ مِنْ قِطْعَةِ مِغْنَاطِيسٍ مُكَسَّرَةٍ يُقَوِّسَانِ الْفَضَاءَ الَّذِي هُمَا عَلَيْهِ فَيَسِيرُ الضَّوْءُ فِيهِ وَتَنْزِلُ الشَّمْسُ عَنْ أَبْرَاجِهَا وَتَنْسَحِقُ التَّوَارِيخُ فِي زَمَنٍ قُطْبُهُ التَّحْرِيفُ وَمِحْوَرُهُ التَّخْرِيفُ وَهَا أَزْهَرَ الرَّبِيعُ فَوَزَّعُوا عَقَارِبَهَا عَلَى أَرْحَامِ قَلْبِهَا الشَّاسِعِ دُونَ قُرْعَةٍ عَلَى الْقَارِعَةِ هَمُّهَا أَنَّهَا تَدْرِي أَنْ لَيْسَتْ هِيَ بَلْ زُبْرَتُهَا بِحِيلَةٍ بَارِعَةٍ رَاعَتْ عُقُولَ الرِّجَالِ بِبَنِينِ عُقُوقٍ وَبَنَاتِ عِقَالٍ وَمُنْذُ فِطَامِ الْفِطْرَةِ ذَاتَ فِرْدَوْسٍ كَانَتْ حَكَوْهَا سَبَبَ الخَيْبَةِ وَبَأسَ الطَّفْرَةِ وِزْرُهَا الْفِتْنَةُ بِزْرَتُهَا الْخِيَانَةْ وَهْمُهَا أَنَّهَا مَا زَعَمُوهُ تَتْلُوهُ عَلَيْهَا الْبِطَانَةْ كَأَنْ لَيْسَ لِعَقْلِهَا بَعْدَ الْحَيْضِ مَا قَدْ قُدِّرَ لَهُ وَكَانَهْ]
هَمْهَمْتُ
بَعْضَ قَصِيدَةٍ
عَلَى مَاءِ الُعَيْنِ ضَاعَ
هَبَاءً
أَبَتْ إِلاَّ أَنْ تَشُوبَ
غَيْماً
أَوْ
غَماًّ
صَدْرَ ذَاتِ الْكُرْسِيِّ
وَالزَّوْرَقُ
يَغْرَقُ بِالسَّاقِي
ذَاكِرَةً
لِشَجَرٍ قَطَّعُوهُ أَوْرَاقًا
وَبَاعُوهُ
حَطَبًا...
وَعُدْتُ
الْعُجَيْلَى
أُجَالِسُ الَّليْلَ
عَلَى شِبْهِ سَرِيرٍ
فِي الْخَبَاءِ
يَجْهَشُ
مَازَالَ
وَيُرَدِّدُ
أَنْ
عَلَيْهِ
أَنْ يَلِجَ فَمَ الْحُوتِ...
أَوْ
أَنْ
يَنْتَحِرْ...
[رُوحِي دَوَامُهَا الظُّهُورُ تَسْطَعُ جَلِيًّا سَمَاؤُهَا الْحُضُورُ مَا حَوْلَهَا يَدُورُ لاَ دَيْمُوسُ وَلاَ فُوبُوسُ سَاجِدَةً بِالتَّعَالِي لاَ تَعْرِفُ التَّزَحْلُقَ عَلَى جَلِيدِ نِسْيَانِ الْحَالِ بَلْ تَعْشَقُ التَّحَرُّقَ بَيْنَ دَقَّاتِ المُحَالِ تَقِفُ نَاشِبَةً عَلَى قَدَمٍ وَسَاقْ تُثِيرُ النَّبْضَ كَيْ يَبْقَى يَقِظاً عَلَى مَحْرَسِ الْبَالِ مُتَفَضِّلاً بِكَثِيرِ الْفُضُولْ مُسَلَّحاً بِالظَّنِّ مُدَجَّجاً بِلَهَبِ السُّؤَالِ وَالْهَمِّ الْمَسْؤُولْ آبِداً فِي نُقْطَةِ الانْقِلاَبِ تَلِجُ أُخْدُودَ الدُّودَةِ تَرُوحُ وَتَغْتَدِي وَقَدْ تَعْبُرُ وَقَدْ تَسْقُطُ بِدُونِ عَوْدَةٍ فِي مَا يُشْبِهُ الثُّقْبَ الْأَسْوَدَ أَوْ تَضِيعُ أَوْ لاَ تَهْتَدِي لَكِنَّهَا رَغْمَ أَنْفِ النَّفَّاثَاتِ تَبْقَى بَوَّابَةَ الْمَجَرَّاتِ وَآيَةَ تَعَاقُبِ الْفُصُولْ لاَ شَرْقَ شَرْقُهَا بِكْراً تُزَفُّ إِلَيْهِ وَلاَ غَرْبَ غَرْبُهَا بُوراً تَضَّيَّفُ فِيهِ إِلاَّ عَلَى بَسِيطَةِ عُبَّادِ الْأَطْلاَلِ وَالْجِنْسِ وَأَسْيَادِ النَّكَسَاتِ وَالْكُنْسِ لاَ ظِلَّ لِضَوْءِ الشَّمْسِ إِلاَّ فِي شَبِيهِ نَجْمٍ أَوْ نَجْمٍ شَبِيهٍ بَاهِتٍ يَمْلَؤُهُ فَرَاغٌ لاَ حَدَثَ فِيهِ وَبَعْضُ ظِلِّ الْأَرْضِ تَتَأَبَّطُهُ الْأُنْثَى وَكُلُّهُ حِينَ يُصْبِحُ الْمَدَارُ مَسَاراً فَتَلِدُ الْخُنْثَى وَأمَّا اللهُ فَلاَ ظِلَّ لَهُ إِذْ غَيْرُهُ ظَلاَمْ وَهَا كَمَا لَأْلَأُ الُفَلَكِ قَفَزَاتُ الْأَقْوَاسِ بَيْنَ الْجَنُوبِ وَبَيْنَ الشَّمَالِ إِلاَّ هُوَ لَهْوٌ كَبُصَاقِ الْقَمَرْ
وَالْمُتَوَسِّطُ
آيَةْ
بَلَّدُوا الشِّعَارَ
بَدَّلُوا
الرَّايَةْ
مَا غِيَةُ الْبَدْءِ
مَا تُرَاهَا
يَا
تُرَاهَا
مَاهِيَةُ
الْغَايَةْ؟]
اَلْعُوَاءُ الَّذِي ظَنَنْتُهُ مِنْ الطَّيْسِ
الْبَالِعِ
يَأْتِي
كَانَ بَرْدَ رِيحِ الْقَوْسِ الشَّمَالِيِّ
الْوَطِيسِ
يَتَسَلَّلُ
مِنْ تَحْتِ قَلْبِ الْعَقْرَبِ
وَمِنْ
فَتَحَاتِ العُذْرَةِ
عَلَى
جِيدِ
الْعَنْقَاءِ...
أَوْ كَانَ غُرَابًا..
بِأَيْسَرِ
جَنَاحَيْهِ
كَمَا بِأَيْمَنِهِمَا
يُرَفْرِفُ حَدَاءَ الْقِيثَارَةِ
الْمُتْعَبَةِ
لاَ
يَطِيرُ
وَلاَ تَكَادُ رِجْلاَهُ
عِنَاقَ
الْأَرْضِ...
[قَدْ يَكُونُ الرَّبِيعُ احْتِمَالاً مُبْهَماً عَلَى قَارَبٍ أَوْ عَلَى عَرَبَةٍ يَعْبُرُ نَحْوَ جَوْفِ الشُّوَاظِ أَوِ اكْتِمَالاً لِقَوْسٍ يَنْسَدُّ عَلَى قَوْسِهِ أَوْ لِقَابٍ يَنْدَسُّ فِي قَابِهِ فَتَتَحَلَّقُ الْحَلْقَةُ بِآخِرِ دَعْوَانَا أَوْ قَشَّةَ لُغْزٍ قَدْ يَكُونُ فِي مَهَبِّ رِيَاحِ الْفِطْنَةِ أَوْ يَكُونُ فَقَطُّ انْزِيَاحاً غَرِيباً لاَ غَوْرَ لَهُ لِسَابِرٍ وَلاَ سِرَّ لَهُ لِعَابِرٍ تَمْتَدُّ مَسَارَاتُهُ خَلْفَ الْخُنُوعِ وَخَلْفَ الزَّنْدَقَةْ يَصِلُ ذِرْوَتَهُ مُنْتَصِفاً بِزُخَّةِ التَّعَبِ حِينَ حَظُّهُ يَعْبُرُهُ بِالزَّوَالِ مِنْهُ الْقِيثَارِيَاتُ تَتَهَاطَلُ كَتَقَاسِيمِ ضِيَاءٍ حَزِينٍ يَعْزِفُهَا لُجَيْنَاتٍ بِلَّوْرُ الْهَوَاءْ دائِماً فَوْقَ الْأُفْقِ أَشِعَّةً مُطَيَّفَةً طَائِفَةً كَأَنْ كَانَ الْبَدْءُ انْفِجَارَهُ الْعَظِيمَ يَجْثُمُ نَيِّراً بِالْجَنَاحِ إِلَيْهِ كَأَنْ فِي هُبُوطٍ زَائِدٍ عَنِ الْعَادَةِ غُبَارُهُ الْأَمْرَدُ يَمْتَصُّ رَحِيقَ الضَّوْءِ وَيَتَلَمَّظُ بِلُطْفٍ لَذِيذٍ وَيُخْرِسُ بِالْهَوْلِ هَالَةَ الضَّوْضَاءْ خُطُوطُ طَيْفِهِ تَنْفَطِرُ فَلاَ نَعْرِفُ لَهُ أَمَداً وَلاَ مَدّاً وَكَأَنَّهُ حُطَامُ غَازَاتٍ يَتَقَاطَرُ وَغُبَارُ رَمَادٍ يَتَنَاثَرُ مِنْ حَوْصَلَةِ الْوَقْتِ عَلَى حَصِيرِ الْخَرِيطَةِ الْحَافِيَّةْ ذِمَّتُهُ أَنَّهُ شَاذٌّ لاَ ذَيْلَ لَهُ وَلاَ أَظْلاَفَ وَلاَ سِنَامَ يَأْجُوجُ وَمأْجُوجُ وَالرِّيَاحُ الْهُوجُ شَوَاهِدٌ عَلَيْهِ شَوَارِدُ وَالْمَوَارِدُ كَنَفْطِ النَّدَى مُتَطَايِرَةْ ]
حَكَى الَّليْلُ فِي مَا حَكَاهُ
أَنَّهُ
لاَ يَحْلُمُ
إِلاَّ
يَقِظَ الْعَيْنِ...
مُشَمَّرَ السَّاعِدِ،
مُسَمَّرَ
السَّاقِ.
وَأَنَّ النُّجُومَ أَحْلاَمُهُ
وَالْقَمَرَ أَزْهَى
مَا
تَبَقَّى
يُذَكِّرُهُ بِوَجْهِ الْحَبِيبَةِ
يَخَافُهُ
أَنْ يُخْبِيهِ الذُّبُولُ
أَوْ
أَنْ
فَجْأَةً
يَنْدَثِرْ.
[وَكْلَكَسَتْ وَفَسْبَكَتْ بِنُجُومِهَا الثَّوَابِتِ فَبَانَتْ دَارَتُهَا مُحَوْقِلَةً جَنَبَاتُهَا عَشْوَاءُ تَخْبِطُ خَبْطَهَا عَوْداً عَلَى عَزْمٍ كَأَنْ مِنْ تَرَدُّدٍ وَكَأَنْ لِاذْهِيَابٍ دَائِمٍ مِنْهَا إِلَيْهَا بِضَجِيجٍ وَنَهِيجٍ وَكَأَنْ لاَ مَكَانَ لَهَا فِي نَفْسِهَا وَكَأَنْ فِي دَوَّامَةٍ لاَ تَعْرِفُ مَنْجَاهَا مِنْ مَهْلَكِهَا كَانَ عَلَيْهَا أَن تُبَسْمِلَ بَدْأَئِذٍ وَتَحْقِنَ الشُّقَّارَ الْمُنْتَشِرَ عَلَى شُرُفَاتِ الشُّهَدَاءْ بِبَعْضِ الْمَطَرِ الْغَزِيرِ فِي الْحَلْقِ بِمَا تَنَاثَرَ مِنَ الْبَرْقِ فِي الْأُفْقِ بَعْدَئِذٍ كَانَتْ نَبَتَتْ زُغْبَةٌ بَيْضاءُ بِكَفِّهَا الزُّغْرُبِيْ الْجَوْزَاءُ الْبَضَّةُ أَحْلاَمُهَا لِلتَّوْأَمَيْنِ وَالْقَوْسُ الرَّاشِقُ بِمَلاَحَتِهِ لِحَوَّاءْ وَلاَ خِلاَفَ إِلاَّ بِمَا فِي تِلْكَ الْأَرْضِ مِنْ مَيْلٍ لِآرِيزَ وَإِرِيسَ الشَّقِيقَةِ مَازَالَ مِنْهُمْ مَنْعُورُ عِرْقِهِ الْكَرِيمِ يَطْلُبُ الشَّهَادَةَ بِقَتْلِ الْأَبْرِيَاءْ وَيَعْزِفُ عَلَى صُورِ الْفَنَاءْ طَمَعاً فِي الْحُورِ الْبَتُولِ الْمَطَالِعُ قَوْسِيَةُ السُّوَيْعَاتِ وَمَشَارِفُ الدَّرْبِ مُضْرَمَةْ وَأنتِ ضَارِعَةُ الْيَدَينِ بِتُفَّاحِ مِنْ عَدْنٍ أَوْ مِنْ أَوْدِنَ أُمْهِلُكِ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ لِلتَّمَاسِّ كَأَنِّيَ أَمْضِي تُؤَدَةْ تُغْرِينَ بِالكَرِّ وَمَا بِيَدَيَّ رَقَبَةْ أَعْتِقُهَا لِفِتْنَةِ جِيدِكِ الْمَيَّاسِ أَنَا عُذْرِيُّ زَمَانِهِ الْمَنْذُورُ سَلاَماً مَمْلُوكُ الِخَرِيفِ أَشْتَهِيكِ عِنَباً]
وَكَأنِّي بِصَمْتِيَ الْبَطِينِ
سَاعَدْتُهُ
أَنْ
يَهْدَأَ.
إِذْ مَكَثُّ صَامِتَ الْعُقْدَةِ
وَهْوَ يَجْهَشُ
مِلْءَ
الْجَوْزَاءِ
دَمْعُهُ رِغَايَةْ
يَحْكِي
وَكَلْبُ الرَّعْيِ
وَغُبْرَةُ الْغُمَيْصَاءِ
وَقَلْبِي
مَعَهُ...
[أَوَ تُرْغُلَّةٌ بَانَ حَمْلُهَا حِينَ تَغَرَّبَتِ الرُّوحُ مَسِيحاً فَأَتَاهَا الرَّطبُ مِنْ جَوْفِهِ الْخِصْبُ سُجَّداً؟ أَمْ هِيَ دَمْعَةُ لَوْحِ الصَّلْبِ طَارَتْ فَجْأَةً مِنْ مِلْحِهَا الطَّرِيِّ جَافِلةْ؟ مِنْ جَنْبِ أَيَّةِ خَيْبَةٍ جَاءَتْ مُخَضَّبَةً بِشُّرُودِ الْأُفْقِ وَالطُوفَانُ أَوْجُهُ يُلْجِمُ الْفُلْكَ بِالْهَوْجَاءِ شُعُوباً مَثْنىً بِقَبَائِلِهَا زَرَافَاتٍ حَيْفاً حَافِيَّةً أَوْ وِحْدَاناً بِالْفُحُولَةِ حَافِلَةْ؟ أَوَ أُسْرَى بِهَا فَسَرَأَتْ نَسِيجَهَا هَبَاءً ثُمَّ أُسِرَّتْ حُدَيْءَ الْغَارِ تُسَامِرُ السِّرَّ بِالْخَيْبَةِ الْخَامِلَةْ؟ هَلْ حَاضَتْ حَقاً قِرْبَاناً وَحَظِيَتْ بِسَعْدِ الْقَرَابَةِ بَيْنَ أَلْحَاظِ النَّارِ نَافِرَةَ الْأَحْضَانِ نَافِلَةْ؟ أَوَ خَطَّتْ حِجْرَ الْمَشَّاءِ بِسِفْرٍ عَارٍ ثُمَّ دَأَبَتْ عَلَى صَهْوَةِ رَمْلٍ عَارٍ وَلِيمَةً يَدِبُّ النَّمْلُ إِثْرَهَا سَافِلةْ؟ أَوَ اسْتَحَمَّتْ بِقَذَى بِلقِيسَ وَسَاحَتْ شَفَّافَةً مَعَ شَغَفِ المَذْيِ فِيهَا شَافَّةً بِبَعْضِ الْغَيِّ يُغْرِيهَا تَخْتَلِسُ مِنْ الهُدْهُدِ بَعْضَ الْحِكْمَةِ تَلُوحُ تَرُوحُ آدَمِيَّةَ الْأَوْطَارِ كَامِلَةْ؟ كَيْفَ الرَّأْيُ؟ أَوَ كُلَّمَا طَوَحْنَا بِالنَّظَرِ الْبَعِيدِ زَلَّ وكَانَ لِوَقْعِنَا فِي دَمِنَا الْمَغْدُورِ دَأْدَأَةْ؟ مَا الْأَمْرُ يَا الطَّيْرُ؟ لِمَاذَا كُلَّمَا نَادَيْنَاكَ بِاسْمِكَ الْمَعْهُودِ غَيَّرْتَ وَاجِهَةَ الطِّوَارِ وَسَعَيْتَ عَائِداً...]
بَدَا شَارِدًا
فَهَيَّأْتُ لِي ولَهُ قَهْوَةً تُشْبِهُهُ
حِينَ
لاَ
يَذْكُرُ شَيْئًا،
وَلاَ
يَهْتَمُّ بِشَيْءٍ
وَلاَ
يَحْلُمُ.
أَوْ
كَمَا
حِينَ
تَلْمَسُهُ كَفُّ الْجَذْمَاءِ
بِالْقُرْحَةِ
وَالضَّجَرْ.
أَوْ
تُشْبِهُنَا نَحْنُ...
وَقْتَنَا الْعَرَبِيَّ الْعُرْيَانَ
مِنَ الرُّكْبَةِ
إِلَى
الْإِلْيَةِ
كَأَنْ مِئْزَرَهُ
أَوْسَعُ مِنْ حِزَامِهِ
إِلَى
حَدٍّ
كَبِيرْ.
فَإِنْ هُوَ الْتَمَسَ إِلَى الطَّرْفِ
الْمِئْزَرَ
كَتَّفَ يَدَيْهِ وَالْتَبَسَ
بِالْمِرَاقِ
وَإِنْ هُوَ تَخَلَّصَ مِنْ مِئْزَرِهِ
بَانَتْ سَوْءَتُهُ
وَاسِعَةَ النِّطَاقِ
يَمْشِي
مُتَوَقِّفًا
إِلاَّ عَنِ الدُّبْرَانْ...
[وَلَعَلَّهُ بَاتَ عَلَى بَتْلاَءَ يُرَاقِصُ ظِلَّهُ وَمَا عَلِقَ عَلَيْهِ مِنْ ذُبَالاَتِ الْأَمْسِ الْآتِي مُنَوَّراً بِالْفِتْنَةِ وَالدَّسَائِسِ وَالْمَذَلاَّتِ ظَلَّ بَيْتُهُ مَحْمِيّاً مُؤَثَّثاً بِهَبَاءِ الْحَضَارَةِ مُزَّيَّناً بِحَضِيضِ الْانْحِدَارِ وَأَحْمَاضِ الْانْدِحَارِ يَحْمِلُ مِنَ الْأَمْلاَحِ مَا يُسَبِّبُ نَزِيفَ النُّجُومِ فِي شَفْرَتِهِ الْوِرَاثِيَةِ وَمِسْبَحَةً لِتَخْلِيقِ الْعَنَاصِرِ وَيَتَرَبَّعُ ضَارِعاً أَمَامَ ثُقْبِ فِي طَبَقَةِ الْأُوزُونِ يَظُنُّهُ بَابَ السَّمَاءِ مُوصَدَةً إِلاَّ بَيْنَ يَدَيْهِ لَمْ يَكُنْ جَدُّهُ الأَرْطَغُولُ مَرِيضاً لَعَمْرُكَ مَا كَانَ حِينَ شَهَرَ حِمْضَهُ النَّوَوِيَّ عِصِياًّ فِي وَجْهِ عِصَابَاتِ الْعُقُوقِ الدِّيكَارْتِيِّ وَالْعِصْيَانِ الْعَقْلاَنِيِّ لَمْ يَكُنْ أَحْمَقَ بِحَقٍّ كَانَ مُنْحَلاًّ مُتَحَوِّلَ الْكَيْنُونَةِ فَحْلاً مُتَجَوِّلاً فِي أَضْغَاثِ الْكَائِنَاتِ مِنْ عُصْبَةِ النُّوسْفِرَاتُو تَذْكُرُهُ الْلاَتُ هُوَ نَفْسُهُ مِنْهُ أُمُّهَا الْعُزَّى وَعَمْرٌو وَزَيْدٌ وَابْنُ أَبِيهِ وَأَبُو ابْنِهِ وَالْعَبْدُ وَالسَّيِّدُ وَهُولاَكُو وَهْوَ حَاكِمُ الهِلاَلِ الْمَصْلُوبِ وَرَاهِبُ الصَّلِيبِ الْمُهَلِّلِ جَسَداً تَهَلْهَلَ أَباً طَيِّباً وَهَا هُوَ الْيَوْمَ أُرْدُغَانُ وَرُوحُ أَسْلاَفِهِ فِيهِ رُحْبَ السَّوَادِ السَّائِدِ فِي مَنْحَى الضَّوْءِ بِحِنَّاءِ اللِّحْيَةِ وَانْحِنَاءِ الحَاجِبِ تَحْتَ الْحِجَابِ كَأَنْ هَبَّ نَسِيمُ شَبَقِ الْعَوْرَةِ بِالنَّظْرَةِ فِي كُحْلِ الْأَهْدَابِ
وَهَذَا مِنْ بَابِ
الْعَطَبِ
فِي
قَوْسَيِّ الْقَابِ
أَدْنَى
مِنْهُ
لَقَبُ الْجَهَالَةِ
وَعِرْقُ
النَّعْرَةِ
مِنْ حِينَ يَكِرُّ
لِحِينَ
يَفِرُّ
نُبَاحُ
الْإِنْسِ
يَشُقُّ
صِيَّاحَ الْكِلاَبِ]
وَتَذَكَّرْتُ أَنِّي حِينَ سَمِعْتُ الْعُوَاءَ
قَبْلاً
اشْمَأَزَّ بَعْضُ قَلْبِي
وَتَشَاءَمَ
بَعْضٌ
كَأَنْ
بِالْفِطْرَةْ
وَمَا ظَنِّيَ أَنْ بِالْمَجَرَّةِ
مَا يَدْعُو لِتَطَيُّرٍ
أَوْ
طَيْرَةْ
وَلَكِنَّهُمْ عَلَى غَيْرِ رَأْيٍ مِنِّيَ
عَلَّمُونِي
أَنْ أَكْرَهَ
الْحَيَّةَ
لِمُقَدَّمٍ فِي يَدِ حَوَّاءَ
الْيُسْرى
وَالِّذْئْبَ
لِدَمٍ بَرَّاءٍ
عَلَى قَمِيصٍ قُدَّ
كَذِباً
بِيَدِهَا الْأُخْرَى
وَالْغُرَابَ
وَالْبُومَ
وَلاَمِيَةَ الشَّنْفَرَى...
وَكُلَّ السَّوَانِحِ
وَالبَوَارِحِ
وَظَنِّيَ أَنِّيَ
أَخَافُهَا أَكْثَرَ مِمَّا أَكْرَهُهَا
ظِلاَلَ
ذِي الْكَائِنَاتِ
الْمَوَالِحِ.
وَلاَ أَفْهَمُ لِمَاذَا أَرْمُزُ
للِضَّيْقِ
وَالضَّنَكِ
والضَّنَى
بِالدَّيْجُورِ الْكَالِحِ؟
لاَ... لاَ...
لاَ
حَلَكَ
لاَ
كَلَحَ
إِلاَّ
مَا
قَدْ
نُسَمِّيهِ
بِبَعْضِ اللَّطَافَةِ
وَبِظُرْفِ
الْمَازِحِ
:
"شَمْسُ الْعَرَبْ"
[وَذَاكَ الْمَمَرُّ الَّذِي قَدْ يَضُرُّ غَلَبَهُ ضَوْءُهُ وَفَضَحَتْهُ فَصَاحَتُهُ أَوَّلُهُ السُّنُونُو دَافِئٌ بِالْعَوْدَةِ أَوْ بِالْهِجْرَةِ سَيَّا فَسَيًّا وَأَوَّلُهُ اللَّيْلَكُ دَافِقٌ بِشَهْوَةِ الْفَتَّاكِ الزَّائِغِ شَيًّا فَشَيًّا كَزُقَاقِ الْأَعَاصِيرِ غَيِّثاً بِالضَّوْءِ الْأَسْوَدِ ظَهَرَ فِي جَسَدٍ ثَخِينٍ وَمَا رَأَتْهُ أُمُّ الْمِرْآةِ الْمُقَعَّرَةِ يَبْدُو كَلَوْحَةِ الْقِيَّامَةِ عَمْيَاءَ عَلَى جُدْرَانِ الصَّالُونِ بَيْنَ آيَاتٍ مُعَلَّقَاتٍ وَدَقَّاتِ جِدَارِيَّةٍ تُنَبِّهُ بِمِيقَاتِ الصَّلاَةِ أَمَامَ حَسَاءٍ هَزِيلٍ وَكَرَاسِيَ شَاغِرَةٍ كَكِلاَبٍ تُحَدِّدُ تُرَابَهَا الْوَطَنِيَّ بِقَضَاءِ الْحَاجَةِ مَنْ عَسَاهُ يَقْرَؤُهَا كَطَيْفٍ لِلْحَيَاةِ عَلَى رُقَعَةٍ مَطْلِيَّةِ بِزَيْتِ النَّزَوَاتِ الْجَسَدُ مُتَكَوِّرٌ دَوَّارٌ وَلَوْلاَ الْهَوَاءُ الْمُحِيطُ الْمُتَخَبِّطُ فِيهِ بِالْغَازَاتِ وَالْأَحْمَاضِ لَكَانَتْ حَرَكَاتُهُ سُكُونًا سَخِيفًا وَهُدُوءًا مُخِيفًا وَلَدَاهَمَتْ فِلْذَتَهُ الْفَوْضَى وَلَمَا انْتَشَرَتْ لِرَائِحَتِهِ الْأَلْوَانُ غُبَارٌ بَارِدٌ يَمْتَدُّ تِلاَلاً بَيْنَ الْأَمْسِ وَغَدِهِ كَالحَفِيدِ الْمَنْبُوذِ أَعْمَى يَأْخُذُ جَدٌّ سَقِيمٌ بِيَدِهِ لاَ يُعَلِّمُهُ الاعْتِمَادَ عَلَى نَفْسِهِ بَلْ يُعَمِّدُهُ لِلْبَيْعَةِ وَلِلْوَبَاءِ وَيُدَعِّمُهُ بِالْآيَاتِ بِالدُّعَاءْ وَهَا كَمَا الْأَرْوَاحُ تَتَنَاسَخُ وَيُشْمِخُ الزَّيْغَ الْعِرْقِيَّ الْمِسْخُ بِصُدَافِ الْآنِ وَبُهَاقِ الْإِيمَانِ فَيُدْغِلُ الزَّغَبُ وَيَعْوَرُّ فَيَلْتَحي وَيَحْتَجِبُ]
أَيْنَ
الرَّبِيعُ
الَّذِي
مِنْ
أَجْلِهِ
مَاتَ
الَّذِي
أَرَادَ
الْحَيَاةْ؟؟
هَلْ ثَوْرَةٌ؟
أَمْ رِدَّةٌ؟
أَمْ طَامَّةٌ طَامِيَّةْ؟
سَقَطَ الطَّاغِيَةْ...
بَرْعَمَ الْبُرْقُعُ وَالرُّبُوعُ
اعْتَلَتْ وَعْيَهَا
دَاعَبَتْ
زَغَبًا
بَايَعَتْ دَاعِيَهْ.
[وَهَا نَخْلُدُ...أَيْ نَعَمْ هَا نَخْلُدُ أَيْنَ نَدْفُنُ الْمَوْتَ وَنَحْنُ نَمْشِي عَلَى رَمِيمِ السَّالِفِينَ نُطَعِّمُ بَعْضَهُ بِالرَّوْثِ وَنُخَصِّبُهُ بِالْأَسْمِدَةِ الْكَاسِرَةِ كَيْ يَأْتِيَ بِخُبْزٍ لاَ يُشْبِهُ شَظَفَ أَيَّامِ الْبُونِ ونُسَلِّحُ بَعْضَهُ الْآخَرَ مُدُناً نَاطِحَةً تُنْسِينَا السَّقِيفَةَ وَمَا قَدْ يَتَشَبَّهُ بِهَا هَبَاءً مِنْ صَفِيحٍ كَانَ غَطَّى طُفُولَتَنَا فِي عَهدِ الْحِمَايَةِ نَمْشِي عَلَى دَمِ الشُّهَدَاءِ وَقَدْ نَتَأَخَّرُ بِالْحَانَةِ مَعَ مُثَقَّفِينَا احْتِفَالاً بِحُرِّيَةِ إِفْرَاغِ الْكَلاَمِ وَنَتَبَوَّلُ عَائِديِنَ إِلَى سَرَابَاتِ السَّرِيرِ الفَارِغِ مِنَ الْحُبِّ عَلَى أَوَّلِ جِدَارٍ يُذَكِّرُ وَعْيَنَا الْعُضْوِيَّ بِأنَّا لاَ نُرِيدُ أَنْ نُغَيِّرَ شَيْئاً بَلْ نُرِيدُ كُرْسِيَّ الْكَرَاسِي أَيْنَ نَدْفَنُ الْمَوتَ كَيْ نَخْلُدَ وَنَحْنُ عَلَى قَيْدِهِ بِالْحَيَاةْ؟ نَتَسَكَّعُ أَيْ نَعَمْ نَرْكَبُ فِتْنَةَ السُّطُوعِ نَبِيعُ الْجَارَ وَالصَّاحِبَةَ وَالدِيَّارَ نُبَايِعُ السَّمَاسِرَةَ وَالْأَحْبَارَ وَنَدْخُلُ دِفْءَ ضِيَاءٍ لاَ لَيْلَ فِيهِ وَلاَ نَهَارَ لَيْسَ هُنَاكَ مَا تَحْلُو رُؤْيَتُهُ إِلاَّ بِمَجَالِسِ النُّوَابِ وَاتِّحَادَاتِ الْكُتَّابِ الَّتِي تُشْبِهُ مَعَارِضَ الْأَزْيَاءِ حَيْثُ لِلذَّكَرِ حَظُّ عَشَرَاتِ النِّسَاءِ لاَ نَخْجَلُ أَبَداً لاَ نَخْجَلُ نُسَارِعُ إلَى الْاصْطِيَافِ بُدَيْءَ الرَّبِيعْ وَقَدْ تَنْهَارُ الشَّمْسُ قَبْلَ طُلُوعِ الصَّيْفِ فَنَصْطَكُّ وَنَضِيعْ]
عُدْتُ إِلَى اللَّيْلِ
كَانَ
يُرَاقِبُ اللَّهَ
فِي مَا أَوْكَلَ إِلَيْهِ
وَكَانَ
يَعُدُّ أَحْلاَمَهُ
نَجْمَةً
نَجْمَةً...
لاَحَظْتُ
بَعْضَهَا انْطَفَأَ
وَبَعْضاً طَفَا عَلَى دَمْعِهِ
لاَحَ
سَدِيمًا
وَسَاحَ سُدَى
وَالرِّيحُ تَشْدُو بِلَحْنٍ جَمِيلٍ
كَمِثْلِ الذِّئاَبِ
حِينَ يَضِيقُ بِهَا عِنَاقُ الْأَرْضِ
بِسَعْدِ الْبَهَائِمِ
تَضَّرَّعُ
أَصْوَاتُهَا بِالدُّعَاءِ
تَشُقُّ الطَّرْفَ
وَتَدُقُّ
عُرْقُوبَ الْمَدَى...