م ن ت د ى ال ع ش ر ة

أشرقت بحضوركم الأنوار وعمت الفرحة ارجاء الدار، داركم لانها بكم تكون الدار

منتدى العشرة يتمنى لكم مقاما طيبا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

م ن ت د ى ال ع ش ر ة

أشرقت بحضوركم الأنوار وعمت الفرحة ارجاء الدار، داركم لانها بكم تكون الدار

منتدى العشرة يتمنى لكم مقاما طيبا

م ن ت د ى ال ع ش ر ة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
م ن ت د ى ال ع ش ر ة

جمعية مغربية سوسيوثقافية 22 غشت 2007


    موقع الكاتب والباحث الميلودي شغموم

    ليلى ناسمي
    ليلى ناسمي
    إدارة عامـة


    الجنس : انثى
    عدد الرسائل : 2322
    العمر : 62
    المكان : تونس العاصمة
    الهوايات : الأدب والشطرنج
    تاريخ التسجيل : 18/06/2007

    بطاقة الشخصية
    مدونة:

    موقع الكاتب والباحث الميلودي شغموم Empty موقع الكاتب والباحث الميلودي شغموم

    مُساهمة من طرف ليلى ناسمي الثلاثاء 8 يناير - 8:39

    C.vitae

    سيرة النملة والصرصار


    مؤكد أني ولدت يوم 12 ربيع الأول فسميت الميلودي والباقي كله ظن، وإن كانت ذاكرة شيوخ الأسرة ، خاصة النساء، تضع هذه الواقعة بين 1947 و 1950، أنا الآن متقاعد، في إطار المغادرة الطوعية، بعد 39 سنة من العمل. بدأت التدريس معلما موقتا للفرنسية سنة 1966 ثم حصلت على باكالوريا آداب عصرية وتخرجت من مركز تكوين أساتذة السلك الأول فرنسية سنة 1974 ثم نلت إجازة في الفلسفة سنة 1975 ودبلوم الدراسات العليا سنة 1982 فالتحقت بكلية الآداب بمكناس كمدرس وفيها هيأت دكتوراه الدولة سنة 1990 ومنها خرجت متقاعدا سنة 2005 بوضعية أستاذ التعليم العالي. بين كل هذا وذاك تزوجت، 1966 ، ورزقت ببنتين، 1969 و1971 ، وولدين توأمين، 1973، فكبروا، بالطبع ،وتفرقوا في أنحاء الدنيا كما هو الشأن دائما بالنسبة للخلفة التي تكون طبيعية! والآن سأحدثكم عن أهم شيء أنجزته في حياتي، بعد الشهادات، والأولاد، والعمل: كتاباتي! لا، لا، لقد عشت، والله ما تركت فرصة حقيقية تمر بدون أن أستغلها، ولو تعلق الأمر فقط بفيلم أو قصيدة أو أغنية: إني من أنصار استغلال كل الإمكانات التي تمنحها الدنيا؛ الفائدة والمتعة في كل شيء، حتى في العمل، أي عمل ليس فيه فائدة، أو إفادة، ومتعة يؤدي إلى الشقاء، ولا أحب خرافة النملة والصرصار التي تجدون صيغتها الجديدة، تحته بالفرنسية، مع تعليق آمل أن ينال بعض اهتمامكم!

    الكتابة : الحاجة والإكراهات

    لا أكتب كل يوم لأني لست محترفا للكتابة ولأن الكاتب، في مثل بلدي، إذا كان يكتب بلغة غير اللغات العالمية، لا يمكنه أن يعيش، ولا أن يعيل، بالتفرغ للكتابة وحدها لكني حين يتقوى لدي الاستعداد، أو الحاجة، للكتابة أجد دائما الوسائل للتفرغ لها تفرغا شبه تام ولا أتركها إلا عندما يكون العمل قد اتخذ صيغة تقنعني بأني أستطيع أن أعود إليه مرة أخرى. لهذا أكتب العمل الواحد أكثر من مرة. ولهذا، ربما، يلعب ذا ك الوضع دورا في وثيرة النشر، فأنا لا أنشر كل ما أكتب، وإن كنت أحافظ على بعض الإيقاع لهذه الوثيرة، إني أعتقد أن الكاتب في الدول النامية لا ينبغي أن ينشر بسرعة تفوق معدل النمو الاقتصادي لبلده! لقد بدأت في النشر، على حسابي، سنة 1972 بمجموعة قصصية متواضعة، لكني بفضلها دخلت إلى اتحاد كتاب المغرب، عنوانها أشياء تتحرك ثم نشرت بعض القصص على صفحات الجرائد والمجلات المغربية قبل أن تصدر لي روايتان، الضلع والجزيرة 1980 ، ببيروت، في كتاب واحد وتتبعهما رواية ثالثة، الأبله والمنسية وياسمين، عن دار أخرى ببيروت، قابلها النقاد باحتفاء كبير، وكانت كلها قد كتبت قبل 1980 ثم جاءت ترجمتي لكتاب هنري بونكري، قيمة العلم 1982 ، وكتابي عن الوحدة والتعدد في الفكر العلمي الحديث، عن دار التنوير ببيروت كذلك، وكانت قد صدرت لي قبل هذا الأخير مجموعة قصصية، سفر الطاعة، عن اتحاد كتاب العرب بدمشق. وتوالت الروايات، مرورا بعين الفرس المقررة في برامج الثانوي، ومسالك الزيتون، وشجر الخلاطة، وخميل المضاجع، ونساء آل الرندي التي نالت جائزة الدولة للكتاب وحولت إلى فيلم تلفزي من ثلاث حلقات، والأناقة، وانتهاء بأريانة ثم المرأة والصبي، وقد جمعت الروايات، غير أريانة و المرأة والصبي ، من طرف وزارة الثقافة المغربية في ثلاثة مجلدات تحت عنوان الأعمال الروائية الكاملة كما ترجمت بعض هذه الروايات، جزءا أ وكلا، إضافة إلى بعض القصصا إلى الفرنسية والإسبانية والألمانية. لقد سمحت لي هذه الأعمال بأن أدعى إلى الكثير من الملتقيات وأن أسافر إلى بلدان كثيرة ما كنت لأزورها لولاها خاصة في الأوقات الصعبة ماديا: بهجة اللقاء والحديث مع كبار الكتاب واكتشاف مدن، وأماكن، جديدة قرأت عنها في الروايات فقط؛ واحدة من أكبر الجوائز التي تمنحها الكتابة لكاتب غير محترف، مازال في نفسي فقط شيء من السينما لكني حين كتبت سيناريو للتلفزيون أصبت بخيبة أمل بعد عرضه!



    سيرة العقل والوجدان

    1 ـ الأعمال المنشورة في كتب:

    السرد:

    - أشياء تتحرك: قصص, مطبعة طنان، البيضاء، 1972.

    - الضلع والجزيرة: روايتان, دار الحدائق، بيروت، 1980.

    - سفر الطاعة: قصص, اتحاد كتاب العرب، دمشق، 1981.

    - الأبله والمنسية وياسمين: رواية, المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1982.

    - عين الفرس: رواية, دار الأمان، الرباط، 1988.

    - مسالك الزيتون: رواية, منشورات السفير، مكناس، 1990.

    - شجر الخلاطة: رواية، المحمدية، مطبعة فضالة، المحمدية، 1995.

    - خميل المضاجع: رواية، مطبعة فضالة، المحمدية، 1995، 152ص.

    - نساء آل الرندي، مطبعة دار المناهل، الرباط، 2000،

    - الأناقـة، دار الثقافة، البيضاء، 2001.

    ـ أريانة، رواية، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء

    ـ المرأة والصبي، رواية، دار الأمان، الرباط

    الدراسات:

    - الوحدة والتعدد في الفكر العلمي الحديث, دار التنوير، بيروت، 1984.

    - المتخيل والقدسي في التصوف الإسلامي، منشورات المجلس البلدي، مكناس، 1991.

    ـ تمجيد الذوق والوجدان، دار الثقافة، الدار البيضاء

    - المعاصرة والمواطنة. مدخل إلى الوجدان، الرباط، منشورات الزمن، الرباط، 2000.

    الترجمة:

    - قيمة العلم / هنري بوانكاري, دار التنوير للطباعة والنشر، بيروت، 1982

    2 ـ الأعمال الروائية الكاملة (بقلم الباحث عبد الرحيم العلام):

    تواصل وزارة الثقافة المغربية مشروعها الطموح نشر الأعمال الكاملة للكتاب والأدباء المغاربة، وتحديدا على مستوى الشعر والقصة القصيرة والرواية، باعتبارها الأجناس الأدبية الأساسية التي تحقق داخلها تراكم وافر لدى الأدباء المغاربة، إلى حد الآن.

    وأخيرا فقط، انضاف اسمان جديدان إلى قائمة الأدباء المغاربة الذين استفادت أعمالهم الروائية من هذه التجربة الناجحة مع «الأعمال الكاملة»، ويتعلق الأمر، هنا، بالروائيين الميلودي شغموم ومحمد عز الدين التازي، اللذين يعرفان كذلك بكتابة القصة القصيرة، وقد صدرت لهما في هذا الجنس الأدبي العديد من المجاميع القصصية. غير أن «الرواية» تبقى، إلى حد الآن، الأوفر حظا من القصة القصيرة، من حيث الاهتمام بجمع نصوصها في إطار «الأعمال الكاملة»، وإن حضرت القصة القصيرة في هذه السلسلة في تجربة سابقة مع القاص المغربي إدريس الخوري، وفي تجربة أسبق مع الأعمال القصصية الكاملة «ديوان السند باد» لأحمد بوزفور، الصادرة عن منشورات الرابطة.

    صدرت الأعمال الروائية الكاملة للميلودي شغموم ومحمد عز الدين التازي في ثلاثة أجزاء تضم، بالنسبة لشغموم عشر روايات، هي: الضلع والجزيرة (روايتان) ـ الأبله والمنسية وياسمين ـ عين الفرس ـ مسالك الزيتون ـ شجر الخلاطة ـ خميل المضاجع ـ نساء آل الرندي ـ الأناقة ـ أريانة. الميلودي شغموم من الرعيل الأول من الكتاب المغاربة الذين طبعوا المشهد الأدبي بالمغرب بحضورهم وبكتاباتهم المجددة. تتعدد صوره ومستويات انشغالاته الثقافية والفكرية والأدبية والنقدية، بشكل يجعله كذلك واحدا من القلائل الذين عرفوا بكتاباتهم المؤثرة، وبأفكارهم الجريئة، وبدفاعهم المستميت عن البعد المغربي في الكتابة والإبداع والثقافة العربية. غير أنه من بين الصور التي يرتضيها شغموم لنفسه صورة ذلك الروائي الذي صاره، وهو ما تعكسه بالفعل الأعمال الروائية الكاملة الصادرة له أخيرا عن منشورات وزارة الثقافة(2005)، منها نصوص سبق نشرها خارج المغرب (في بيروت تحديدا)، في حين نشر معظمها بالمغرب، في إطار قناعة شخصية وتصور ذاتي للكاتب لمسألة النشر داخل المغرب.

    تراكم روائي مهم، إذن، ذاك الذي عمل الميلودي شغموم على بنائه على امتداد أزيد من ثلاثة عقود من الزمن، ومن الكتابة والتفكير والإبداع، هو الذي يعرف كذلك بوفائه المنتظم في الكتابة والنشر، عدا مساهماته في مجال الترجمة وانشغاله بالبحث والدرس الجامعي والنقدي..

    وتشغل الرواية الحيز الأكبر في تفكير الميلودي شغموم الإبداعي والنقدي، فحتى أبحاثه وآراؤه الفلسفية والتأملية والجمالية تجد صداها داخل رواياته، وخصوصا ما يتعلق منها بقضايا المقدس والتصوف والذوق والجمال.

    لقد بدأ الميلودي شغموم الكتابة في سياق مناخ ثقافي وأدبي مشدود إلى روح التجديد والتجريب والمغامرة وتجاوز السائد، مستندا في ذلك كله إلى وعي نظري وفلسفي وفكري وأدبي ونقدي، يتأمل عبره الكاتب مسألة الإبداع وموضوعاته الإنسانية والجمالية.

    فكما تتعدد في روايات شغموم أسئلة الواقع بتعقيداته المختلفة، تتعدد فيها كذلك أسئلة الكتابة والسرد، بما يوازيها من تنوع في مرجعيات الكتابة لدي الكاتب، انطلاقا من تنوع وكثافة مخزونه الثقافي وتعدد مصادره الفكرية والفلسفية، التراثية والحديثة، الأمر الذي يجعل عوالم رواياته مفتوحة دوما على العديد من اللحظات والصور والأسئلة التكوينية والدلالية، تلك التي يتداخل فيها الخيالي بالواقعي، والممكن بالمحتمل، والغر ائبي بالأسطوري والعجائبي، والصوفي بالتراثي والشعبي، والنفسي بالجمالي، بموازاة مع الدور الذي يمنحه الكاتب في رواياته على مستوى التشكيل والصور والتعبير والتكثيف والتجريد، فضلا عن الأهمية التي يضفيها الروائي كذلك على صيغ الحكي في رواياته، تلك التي تترواح بين الحكي الشعبي والحكي التراثي وتوظيف الأساليب الجديدة والحداثية، بما تخلقه جميعها من صنعة ولعب وإخصاب للغات الكتابة والسرد.

    ومن شأن المتتبع لهذه التجربة الروائية، كما بلورها شغموم في أعماله الكاملة هاته، أن يلاحظ مدى التنوع الذي يميزها على مستوى الأشكال والتقنيات، كما على مستوى المضامين والدلالات، بمعنى أن شغموم، في كتاباته الروائية، كان بالأساس منشغلا بأسئلة الكتابة وبناء المتخيل وصيرورة الحكي بمثل انشغاله بأسئلة الإنسان والكينونة والوجود، بحيث تتميز رواياته، في هذا الإطار، بالعمق والتجذر في الأعماق البشرية وفي الأزمنة المؤطرة لها، منذ بدء الخليقة إلى ما بعد يومنا هذا، حيث تنفتح رواياته على الماضي، كما تستشرف المستقبل، ذاك الذي يتحدد في روايته «عين الفرس»، على سبيل المثال، في عام 2081، وكأن لجوء الكاتب في هذه الرواية إلى المستقبل هو بمثابة احتماء به من الماضي ومن الحاضر أيضا، حيث تعم الهزائم وتخيم الكوابيس والتشاؤم والأوهام، كما يظهر فيه الفرد فاقدا القدرة على التصالح حتى مع ذاته وكينونته، فبالأحرى مع واقعه والعالم الذي ينتمي إليه. وتبرز بعض جوانب اهتمام شغموم بالمغايرة والتجريب والتجديد في رواياته، للوهلة الأولى، من عناوين نصوصه، منذ أولى رواياته إلى آخرها، بمعنى أن لعبة العناوين في نصوصه سرعان ما تلقي بنا داخل فضاء متعدد من القراءات والتآويل، أخذا بعين الاعتبار، هنا، ما تخلقه هذه العناوين كذلك من التباس وتعتيم وتوتر ورمزية وتساؤلات وإيحاءات غير مباشرة، على مستوى التلقي الأولي والبعدي لرواياته، بحيث يصبح أحيانا من الصعوبة بمكان فك التباس تلك العناوين بسهولة من دون إخضاعها لعملية إعادة إنتاج النصوص وإدراك مضانها، الأمر الذي يتطلب من القارئ الكثير من الصبر والتوسل بالمزيد من المعرفة في فهم أولوياتها والكشف عن دلالاتها وأبعادها الرمزية والجمالية، كما هو الشأن أيضا بالنسبة لعناوين بعض فصول وأقسام رواياته، وهو ما جعل العديد من القراءات والدراسات التي تناولت روايات شغموم تفرد حيزا مهما في مفتتحها لمقاربة مسألة العنوان، بمعنى أن رواياته تفرض نفسها على القارئ والدارس في كليتها، أي منذ قراءة أغلفتها الخارجية.

    كذلك يعتبر الميلودي شغموم من بين أهم الروائيين المغاربة الذين أولوا اهتماما لافتا ومفكرا فيه بقوة لمسألة «تسمية الشخوص والأمكنة» منذ أولى رواياته، وخصوصا في روايته «نساء آل الرندي». ففي هذه الرواية يبلغ الافتتان باللعب بالأسماء ذروته، بشكل يجعل القارئ أمام سجل حافل بالأسماء الدالة للشخوص والأمكنة والأزمنة، وبصورة تجعل هذه الرواية، كما هو الشأن بالنسبة لغيرها من روايات الكاتب الأخرى، مفتوحة على العديد من العوالم الرمزية والمفارقات الدلالية والاختيارات الجمالية، من حيث كون موضوع الأسماء فيها يحتل مكانة أساسية على مستوى ما تعكسه من أزمة هوية وانتماء، وتناقض اجتماعي وصراع ضد الاستلاب والقهر، مع ما يرتبط بذلك كله من تحول في المصائر وزيف في العلاقات.


    عدل سابقا من قبل في الجمعة 11 يناير - 5:45 عدل 1 مرات
    ليلى ناسمي
    ليلى ناسمي
    إدارة عامـة


    الجنس : انثى
    عدد الرسائل : 2322
    العمر : 62
    المكان : تونس العاصمة
    الهوايات : الأدب والشطرنج
    تاريخ التسجيل : 18/06/2007

    بطاقة الشخصية
    مدونة:

    موقع الكاتب والباحث الميلودي شغموم Empty رد: موقع الكاتب والباحث الميلودي شغموم

    مُساهمة من طرف ليلى ناسمي الجمعة 11 يناير - 5:35

    وكما تتعدد صور الواقع في روايات شغموم تتعدد في المقابل مستويات التعبير عنه، لما يتميز به الواقع فيها من تعقيد وتعدد في صوره، ولما يطبعه كذلك من نسبية ومفارقات وتناقضات وتعقيدات، وذلك بمثل ما تتميز به موضوعات وقضايا رواياته من تعدد وتنوع، تخص أسئلة الإنسان والسلطة والهوية والانتماء والوحدانية، وتعرية المواصفات الاجتماعية، والكشف عن هشاشة الوضع الإنساني العام وزيف العلاقات فيه، وقضايا المرأة والجنس والإخفاق التاريخي للإنسان، وكلها أسئلة وهواجس ترتبط بالحاضر والمستقبل وبالراهن أيضا، في بعده الاجتماعي والثقافي والسياسي، كما هو الشأن بالنسبة لروايته «الأناقة»، وقد اتخذت من موضوع «حكومة التناوب» بالمغرب، وما يرتبط بها من قيم ومصائر ومفارقات وسخرية وأقدار، مجالا لتشييد المتخيل وصوغ أسئلة المرحلة وبناء الدلالات والمعاني، من خلال شخصية «المرأة» على وجه الخصوص، حيث يعتبر شغموم، في هذا الإطار، من بين أهم الروائيين المغاربة الذين أولوا اهتماما خاصا ومتزايدا للمرأة في رواياته، بمختلف تمثلانها الاجتماعية والثقافية والنفسية والذهنية. فروايات شغموم عموما تهتم برسم صورة معينة لشخصية المثقف فيها، على مستوى ما تكابده هذه الشخصية من معاناة وبحث عن الذات وسط مجتمع منخور، هو المجتمع المغربي تحديدا، بما يعتمل فيه من أكاذيب ووعود وزيف في الشعارات والخطابات الرسمية.

    أما على مستوى الشكل، فتتأسس روايات شغموم على خبرة كاتبها ووعيه بشروط الكتابة وتقنياتها وامتلاكه لأدواتها، عدا قدرته على ترسيخ ذوق خاص في الكتابة، له ارتباط جوهري بذاكرته ووجدانه وقراءاته وأبحاثه. فكما تتميز هذه التجربة بالتنوع على مستوى طرائق الكتابة والسرد فيها، تتميز كذلك بالمغايرة على مستوى الاشتغال على اللغة. فمن اللغة التراثية في الأعمال الروائية الأولى («الأبله والمنسية وياسمين» و«عين الفرس») إلى اللغة المفتوحة على سجلات الكلام والهجانة. ويعتبر شغموم في هذا الباب من أهم الروائيين المغاربة الذين يولون اهتماما خاصا ومتزايدا للغة العامية في رواياته، كما يدافع عنها في حواراته وأبحاثه، اعتبارا، على حد رأيه، لبلاغتها في استغراق الحميمية، وترجمة عدد من المواقف والحالات والأحاسيس التي لا تغطيها اللغة الفصحى، زيادة على أساليب السخرية وصيغ التهكم الخصبة والدالة التي تميزها.

    من ثم، تبرز أهمية اللغة العامية في روايات شغموم كضرورة جمالية وضرورة إبداعية، وأيضا كضرورة للتعبير عن الذاكرة والواقع.

    وكما تنفتح روايات شغموم على التنظير، تنفتح كذلك على اللعب الروائي من خلال لعبة المرايا والتنسيب وتعدد الساردين والمسرود لهم، وتنويع صيغ الحكي وتلغيم السرد، والتوسل بالسخرية والضحك، مما يساهم في تعديد وجهات النظر وتنويعها في نصوصه، بما يوازي ذلك من خلق لعوالم يطبعها التناقض والتنافر والتصادم والانسجام أيضا.



    كتابة الدار البيضاء أو ساعة الدجاج أو بيض النمل

    مازلت أسمع صوته - إلى الآن وكأنه يكرر أسطوانة حافية- وأنا أدخل إلى الدار البيضاء وحدي لأول مرة:

    - الشاوية ما فيها غير مدينة وحدة، والبقية كلها دواوير وفيلاجات !

    كنت قد امتطيت الحافلة، صحبة هذا العجوز، من غراج ابن احمد:

    - أولاد حريز، و لمذاكرة، أولاد عمنا، غير عيبهم مساكين، وحتى زين ما خطاتو لولة: هما أقرب منا للدار البيضاء، يضيف العجوز النحيف الملتحي!

    ويسكت ثم يتابع كأنه يشمت:

    - لو كان حب ربي وراد، ولو كان ما كانت فيهم زازة، كان يزيد يقرب امزاب من كازا !

    ويسكت مرة أخرى ثم يضيف كأنه يبكي هذه المرة:

    - كان يعمل لهم طريق تاهما، كيف مديونة وأولاد زيان !

    أنا ولدت في "المعاريف" وبها قضيت الثماني سنوات الأولى من عمري بين الغنم والكتاب والحلم:

    - نحن، المعاريف، لنا حومة كبيرة في الدار البيضاء: حي المعاريف، المعاريف قبيلة أمي وبها تربى والدي !

    يضحك العجوز من غروري فأتذكر أنني أقيم بابن أحمد، منذ ست سنوات، بين المدرسة والدجاج:

    - آه، أنت ولد العفريتة حادة الدجايجية والدرويش محماد الشلح، الله يعمرها دار !

    تجاهلته خوفا من أن تهرب من لساني، برغم "الله يعمرها دار !"، تلك العبارة التي تدور مع لعابي:

    - أمي احسن من ألف منك، ألعيفة، وبويا "شريف" خانو الزمان فالصغر كيف خاين كذا من طفل !

    تافه يلغط، مالي أنا ؟ خلي الكلب ينبح، العيفة !

    لقد أيقظتني مع الدجاج قبيل الفجر، وقد كنا دائما ننام ونستيقظ على "ساعة الدجاج" هذه:

    - فهمت لكلام مزيان ؟

    - مزيان، كل شي !

    - وسير بوك دير نص سخرة ولا سخرة لاروب !

    تذكرت بسرعة كل ما قالت لي البارحة قبل النوم: نسيان حرف منه معناه العصا على الجوع، الفطور من لحمي !

    - تمشي عند خالك "ج" الدجايجي. يعطيك لفلوس كاملة، عشرين ألف ريال. تعملهم فالسرة، وتحزمهم تحت السروال، رد بالك، وإياك أبو نوارة يخصك منهم شي فرنك ! شوف، هاه، وثق أف شي واحد ! وشوف، تكون عندي قبل الوحدة، قبل ما نرجع من السوق !

    وأضافت، بحنان عنيف، وأنا أفتح باب الدار:

    - وخلي يضربك شي كار ولاكاميو !

    الثامنة صباحا، عوينة الصابون. أغسل يدي، ثم وجهي، ثم رجلي، أترك أطرافي تنشف في الهواء. كان لا يزال هناك ماء في عوينة الصابون، الدعيدعة، عين الجدد، عين الضربان، عين الركادة، أين اختفت كل هذه العيون ؟ طفولتنا كانت مليئة بما يقوي النظر: الماء الجاري والأرض الخضراء والوجوه الصبوحة !

    وعلى كل حال "خالي ج الدجايجي" لن يكون في الحانوت قبل التاسعة، إلا أن الحياة في "القريعة" قد انتعشت وبوثيرة لا قبل لأهل الدواوير والفيلاجات بها ! أكثر زبناء "خالي ج" من النساء. ما أجمل هؤلاء النسوة، الزين والفلوس والمظهر، أستغفر الله !

    - الشاي والسفنج، لا ... اللوز، أسيدي، اللوز والخبز سخون لولد الحاجة حادة !

    لم تكن قد حجت بعد، لكني كنت أعجب لكل هذا التقدير، لكل هذا الخوف منها: "الكلمة" والمال!

    - أمك معمرة اشحال من دار، الله يخلف عليها، و"كلمتها" موس !

    كانت آنذاك "تلعب" في المال، لكنها لم تشعرنا قط بأننا أغنياء، بغير "الكلمة" و"الذراع"، أي "الكتاف" والمهم أنها لم تشعرنا بأننا "فقراء" !

    - وما تمشي أسيد الميلودي حتى تتغدي فالدار !

    وتأتي البنت النظيفة النحيفة، ذات العينين الجاحظتين، تسبقها رائحة القرنفل، وهي تحمل القفة التي يفرغها "ج" من البراد والحلوى ليملأها بالمواد الغذائية الطرية:

    - براد الربح وحلوة الصحة، مولاة الدار، لعمارة !

    ويلتفت نحوي:

    - تمشي مع أختك هنية للدار، تاكل ماكلة الدار وترتاح شوية !

    في بيت صغير ببلوك سيدي عثمان، ولكن مرتب ونظيف، تظل تسألني البنت:

    - نجيب لك شي حاجة، حلوى، غريبة ... تشرب أتاي، مونادا ... تغسل رجليك!؟

    إلى أن تدخل الأم:

    - فين وصلت فالقراية، قالوا لي أنت مزيان فالقراية !

    وأرد مزهوا كأني جئت أخطب هنيه:

    - هذا العام فالشهادة، العام الجاي فالكوليج !
    ما رأيت قط فرحا كالذي يغمر هذه الدار، خاصة عندما يعود إليها "ج" بعد أن يخلفه "ك" في الدكان ! أكلنا في مرح ونام الرجل قليلا ثم "أيقظني" باشا:

    - يا الله ألأستاذ، سيد الميلودي !

    هذا الرجل من "عندنا"، كذلك المرأة، ولكن من أين جاءا بكل هذا اللطف، هذه السعادة !؟

    تقبلني الأم "إ"، بحرارة، بينما تمد هنيه يدا مترددة نحوي، وهي تمسك بالأخرى "سطيلة" في قفص !

    - غير تقبض الشهادة إن شاء الله وتجي تكمل عندنا القراية، تقول "إ" !

    كنا في شهر أبريل. عطلة ! اصطحبني إلى "الحلقة"، العالم كله يضحك، ها هنا، تمنيت لو قضيت العمر كله، ها هنا، ولكن أمي بالعصا في انتظاري !

    - آخر كار في السادسة، من غراج علال !

    كنا في الحانوت، صحبة شريكه "ك":

    - احسب لفلوس مزيان !

    - عشرين ألف ريال !

    قال "ك":

    - توصلو ولا نوصلو لغراج علال ؟

    رد "ج" حازما:

    - لا، يعرف الطريق !

    وانتحيت ركنا من الحانوت، فغطست رجلي في "المذبحة" ثم "غسلت" منها وجهي: عشرين ألف ريال، الضحك هذا: ضروري التنكر !

    - آه، آه ... سر اغسل وجهك من الدم والريش، قال "ك" !

    فقال "ج" غاضبا:

    - ادخل "سوق راسك، أك ... الدري عارف مايدير !

    وخرجت من الحانوت وأنا أردد:

    - الله يعاونكم !

    متوجها إلى نفسي بالدرجة الأولى، إلى أن جاءني صوت "ج" من جديد وأنا أتوغل في رحبة الدجاج:

    - ما تنساش العام الجاي، الكوليج !

    كل تفكيري كان في "السرة' وفي أمي: ستعاقبني على التأخر بلا رحمة!

    - تكون "خرجت لها الكبدة" على الفلوس و... علي !

    حصلت على الشهادة الابتدائية "بتفوق"، أعطيت منحة للدراسة بخريبكة رغم أنه كانت هناك إعدادية في ابن احمد ورغم أن الدار البيضاء:

    - عامرة بالكوليجات والليسيات، قال "ج" لأمي !

    لم أعد أجيء إلى الدار البيضاء لا وحدي ولا صحبة أمي إلى أن تقدمت إلى امتحان، بل مباراة، توظيف المعلمين المؤقتين ـ بتوجيه من محمد نوبير الأموي وعبد الكريم مطيع ! ـ بعد حصولي على البروفي سنة1966. عينت في "مدرسة المسجد" بسيدي عثمان، وكانت أول اسم في لائحة رغباتي !

    سكنت عند خالتي "إ" وخالي "ج" ! وكانت أمي تبعث إلي، كل اثنين، ببعض الزاد مع الدجايجية، فأذهب لتسلمه، من القريعة، مرورا بعوينة الصابون !

    كنت قد تزوجت قبل أن تسوى وضعيتي المادية...

    بسبب هذه الوضعية انتقلت إلى المحمدية !

    سأعود، سنة ،72 إلى الدار البيضاء، للدراسة في المركز الجهوي بالحي الحسني، سأطلب تعييني بعد التخرج، سنة 74، في الدار البيضاء، لكني سأرسل إلى الناظور !

    وسأعود من الناظور إلى الدار البيضاء، سنة 76، للعمل في ثانوية مولاي إسماعيل والسكن في بلوك سيدي عثمان !

    سألتحق بالجامعة، في مكناس، سنة 82، وسأظل أنتقل، بين مكناس وطنجة والرباط، إلى الآن على أمل أن أعود، ذات يوم، للاستقرار نهائيا بكازا أو ضواحيها ! ...

    يلح الأهل، من حين لآخر، على إنجاز هذه العودة، ولو بالاقتراب من الحاضرة العظمى، بالسكن في المحمدية، أو الرباط، مثلا، فأعزي النفس قائلا:

    - إن مكناس ليست فقط صورة ما من الدار البيضاء، إنها أكثر من ذلك: باريز صغيرة!

    لا أرتاح كثيرا في حي "المعاريف"، يزعجني "ضيقه"، وبناياته الغريبة عن بنايات الهوامش المسماة "اقتصادية". وعلى العكس فإني أشعر بالألفة التامة في سيدي عثمان وفي القريعة، خاصة قريعة أيام زمان.

    صحيح أن علاقاتي الشخصية، وضرورات المهنة، وكذلك تلك الرغبة في امتلاك شيء من كازا الأخرى، قد ربطتني، فيما بعد، بالجهة البحرية من المدينة. وبالرغم من أني استطبت المقام في مدن أخرى، خاصة مكناس والمحمدية والناظور، فإني مازلت إذا سئلت:

    - من أية مدينة ؟

    أرد بلا تردد:

    - من الدار البيضاء !

    يستطيع كل من يبيت في الدار البيضاء ليلة واحدة، بنية الإقامة، أن يقول:

    - أنا بيضاوي !

    الأمر الذي لا تسمح به أية مدينة أخرى!

    لكني بيضاوي حقيقي. ذلك أن هذه المدينة، بفضل مهنة أمي والقبيلة التي ولدت فيها، ليست سوى امتداد طبيعي لابن أحمد والمعاريف، وقد أقام فيها والدي صبيا قبل أن ينتقل إلى قبيلة المعاريف: لقد فتحت عيني، وخاصة أدني، على القريعة وسيدي عثمان أكثر مما فتحتهما على أي مكان آخر بفضل تجارة الدجاج ! ....

    والواقع أني بقدر ما أحب الدار البيضاء، بقدر ما أكرهها، كما أتمنى أن يكون واضحا في الكثير من كتاباتي، خاصة رواية "نساء آل الرندي": ترى ألهذا السبب لا أكف عن الاقتراب والهروب منها ؟

    هكذا، على كل حال، وبشكل ذاتي طبعا، أفهم تلك العبارة "الشاوية": ليس عندنا سوى مدينة واحدة، هي الدار البيضاء، والباقي دواوير وفيلاجات، مهما اتسع وكبر!

    وأنا لا أستطيع أن أفهم منها أن الأمر يتعلق، على مستوى معين، بتصفية حسابات تاريخية متوارثة وأخرى طارئة، كما هي الحال في جهات أخرى لم تتصالح بعد مع تاريخها، لأن الدار البيضاء هي اليوم حاضرة المغرب كله !

    لكن سيدي عثمان كان يشبه كل "الدواوير والفيلاجات"، ليس في الشاوية وحدها وإنما في المغرب كله! ثم إن سيدي عثمان ليس محصورا في حدوده، التي لم يعد لها اليوم حد، إذ طالت تيط مليل، وربما سيدي حجاج، ولكنه مجرد درب من دروب "الحاضرة العظمى" التي تحيط ب "مدينة ليوطي": البرنوصي، المحمدي، الحسني، عين الشق، الخ ... !

    وأما سوق القريعة فإنه الصورة المكتملة لأية سوق من أسواق تلك الدواوير والفيلاجات!

    كذلك غراج ابن أحمد، أو أي غراج آخر، وقد كان الواحد منا يصعد إلى الحافلة، ويغمض عينيه حتى الغراج الآخر، وكأنه لم يغادر الأول! ...

    لا يتعلق الأمر، ها هنا، بأية صورة "طبقية" للمدينة، وإنما بالصورة "الحضارية"، وبشكل من أشكال الكينونة، بصور صغيرة جدا، بعيدة جدا، تؤسس الرؤية و العبور إلى الكون !

    إنني أومن بأن الرواية تحتاج إلى "المدينة"، فالرواية "ملحمة بورجوازية"، ولاشك، لكنني أفهم البورجوازية من ناحيتين:

    ـ الأصل الاشتقاقي للكلمة.

    ـ القيم البورجوازية.

    أولا، إن ما يمكن ترجمته بالبلدة أو القصبة وحتى الضيعة، مشرقيا، وما قد نترجمه، مغربيا، بالفيلاج أو القرية، أي البورغ، هو ما ستشتق منه، لغويا، كلمة البورجوازية، تمييزا لهذه الفئات أو الطبقة، التي لا تشتغل بيدها، مقارنة مع العمال، وإنما تعيش من توظيف رأسمالها المادي أو الفكري أو الوراثي، و بالتالي من استعمال، أو استغلال، أيدي الآخرين الذين لا يملكون هذا الرأسمال...هذه الفئات كثيرة في القرى والهوامش، في الفيلاجات، وتستعمل بالفعل العديد من الناس أو تستغلهم، ولقد كنا، ونحن أطفال، نحس بوجودها المتكبر المهين أكثر مما يحس به الكبار:أبناء الذوات التي تتكبر علينا وتتمختر ولم نكن نقهرها سوى بالعنف أو الحيلة! هذه هي" البورجوازية" المغربية، بفئاتها المختلفة، كما يعرفها أبناء القرى و الفيلاجات وهوامش المدن، والتي تزداد استعمالا لغيرها كلما توغلنا في مراكز المدن غير المفصولة عن الهوامش، مثل الدار البيضاء. ولن يقنعني أحد بأن بورجوازية طفولتي غير هذه "البورزوازية" كما كانت تنطقها أمي!

    ثانيا، إنه لامعنى للبورجوازية، التي نتحدث عنها في الرواية و العلم والسياسة، بدون القيم البورجوازية. كل بورجوازية بلا هذه القيم، قيم الحداثة والمعاصرة، مجرد" بورغواجية": بورجوازية الأغنياء الجدد والنهب والسخرة التي لا تختلف كثيرا في المدن عنها في الفيلاجات والتي يتمت والدي وحولته من "بورجوازي" إلى أجير!

    إذن "البورغواجية" تكاد تكون واحدة، في المغرب، وفي أغلب المجتمعات النامية، سواء كتبنا عنها في المدينة، عندما نستطيع التمييز بين المدينة والبادية، أو في الفيلاج والهامش: لهذا أستغرب لمن ما زال يربط الرواية بضرورة وجود البورجوازية!

    ولكني، مع ذلك، لا أستطيع أن أكتب الرواية بدون قيم البورجوازية، أي بدون قيم الحداثة و المعاصرة. وهذا شيء مختلف تماما عن ضرورة وجود البورجوازية في المغرب، أو في خارجه، بما في هذا الغرب، لأني، بتبني قيم الحداثة و المعاصرة، أقدر، كما فعل فلوبير وبلزاك و العديد من الروائيين الغربيين الآخرين، أن أكتب عن الفيلاج والهامش المديني والبادية من هذه الزاوية: ليس المهم إذن أن يكون أبطالي أو فضاءاتي بورجوازية، وإنما الأهم أن أنطلق في ذلك من تلك القيم المسماة حتى الآن"بورجوازية"!

    الدارالبيضاء، والرباط إلى حد ما، هما المدينتان الوحيدتان اللتان توفران للكاتب هذا الفضاء الخليط من البورجوازية و البرزوازية والبورغواجية، لكنهما، وكأن الأمر مجرد صدفة، اقل المدن حظا من الكتابة الروائية، لحد الآن!

    لذلك أشعر، كلما اقتربت، في الكتابة، من مراكز هاتين المدينتين، أني أشرف على الهاوية، فأتشبت بالدارالبيضاء، بتلك " الحاضرة العظمى" التي تضم كل فئات "البورجوازية"، والتي تجمع ما بين " المدينة" و "الفيلاج"، في مراكزها وضواحيها القريبة والبعيدة: هذا عالمي الوجداني، وهذا مجمع القيم الجميلة والبشعة، قيم المعاصرة والحداثة كما تعاش، اليوم، في المغرب، مقلوبة أو مغشوشة أو مبشرة أو عابرة! فهل أنجح يوما في كتابة رواية بهذا الغنى وهذا التعقيد؟

    لقد خلقت أكثر من مدينة، " المنسية" و"جزيرة العين" و" الصالحية" مثلا، لكن كل مدني تشبه هذه " الحاضرة العظمى"، التي توجد في كازابلانكا، أو الرباط، أو" ركادة المعاريف"، أو"فيلاج ابن احمد"، أو مكناس، أو الناضور، أو طنجة... لهذا لا أشعر بالغربة في أية واحدة منها، وأنا أكتب عنها، أو منها، بطبيعة الحال، منصتا إلى دقات وحركات "ساعة الدجاج"! Back
    ليلى ناسمي
    ليلى ناسمي
    إدارة عامـة


    الجنس : انثى
    عدد الرسائل : 2322
    العمر : 62
    المكان : تونس العاصمة
    الهوايات : الأدب والشطرنج
    تاريخ التسجيل : 18/06/2007

    بطاقة الشخصية
    مدونة:

    موقع الكاتب والباحث الميلودي شغموم Empty رد: موقع الكاتب والباحث الميلودي شغموم

    مُساهمة من طرف ليلى ناسمي الجمعة 11 يناير - 5:35

    Un conte trés simpliste
    Je suis né un 12 Raibia alaoual de l'Hégire, c.à.d. le jour du Mouloud. D'ou mon prénom ! Du reste je ne peux rien dire avec certitude, mais, à en croire la mémoire des vieux, surtout des vieilles, cet incident a du avoir lieu entre 1947 et 1950 ! En tout cas j'ai entamé ma carrière d'enseignant, à Casablanca, en 1966.

    Après le bac, lettres Modernes, en 1971, le CPR, en 1974, une licence de philo, en 1975, un DES de philosophie des sciences, en 1982, j'ai atterri à La faculté des Lettres de Meknès comme maître assistant. C'est dans cette fac que j'ai obtenu mon doctorat d'état, en 1990, et d'elle que je suis parti en retraite anticipée en 2005 sans aucun regret, absolument aucun ! N'allez pas croire, S.V.P. que je suis une fourmi car je tiens beaucoup de la cigale aussi et LAFONTAINE a tort d'opposer ces deux braves insectes : lisez la nouvelle version de cette fable avec mon commentaire, ici, plus bas !

    Il est évident, pour moi au moins, qu'écrire n'est pas un métier, mais un besoin avec ou sans talent; j'avais un métier : l'enseignement. c'est, peut être, pour cela que je n'ai jamais écrit journellement ; je pense également à mes charges de professeur, charges assez lourdes pour celui qui veut écrire : les gens qui ont le talent, et la volonté, finissent toujours par écrire, malgré. Dans un pays en voie de développement ils ne peuvent vivre, ni faire vivre, par l'écriture à moins qu'ils n'adoptent une langue mondiale, et encore ! Le rythme de l'édition et la portée de la diffusion, le nombre de lecteurs et l’analphabétisme, ainsi que le pouvoir d'achat e les habitudes de lecture sont parmi les grands facteurs qui obligent un écrivain à réguler sa cadence de production. Et, tout cela je le trouve merveilleux : j'écris à ma guise, ce que je voeux, à mon rythme quand j'en ressens, réellement, le besoin en moi; il y a des obstacles qui nous libèrent, profitons en ! Mais quand je me mets à écrire, sous l'impulsion d'un vrai besoin, je ne quitte jamais mon travail, et quelques soient les circonstances, qu' avec la ferme conviction que j'ai un projet bien ficelé, que je peux reprendre à tout moment. je choisis toujours le temps qu'il me faut pour le retravailler, plusieurs fois, avant de le boucler. Alors il m'arrive de l'oublier après ou d'attendre le bon moment pour le donner à un éditeur: le bon moment, pour moi, c'est le jour ou je me dis " tiens, il risque d'apporter un plus à ton oeuvre!" suivant toujours la double consigne " dans un pays comme le tiens, et même si tu te fais publier à l'échelon arabe, suis le rythme des tiens, il ne sert à rien, dit-on, de courir dans tous les sens; le chat respire mieux que le chien et la tortue n'est pas plus malheureuse que le lapin , sans cependant sombrer dans le pessimisme ou la paresse: fais au mieux ton travail et suis dans le reste! Cette consigne n'est pas une devise de vie: elle s'applique uniquement à la création, dans certaines conditions, et permet d'éviter le sort de certains mythomanes, je l'espère au moins pour le reste de ma vie!...Dans tous les cas, j'ai fini par publier certaines nouvelles, dont deux recueils, des articles et des témoignages, onze romans, dont certains sont traduits, entièrement ou en partie, en Espagnol, en Français, en Anglais ou en Allemand .J'ai égale sorti quatre livres de réflexion philosophique. Il n'a y a pas que la fourmi qui travaille et cumule un capital, cet insecte est maladroitement séparé de son complément qui est la cigale : c'est fantastique quand on a les deux dans le même corps !

    Tiens, à propos de fourmi : il y a une blague qui circule, encore, actuellement sur cette fourmi sage et prudente et cette cigale, habitée par la recherche des plaisirs de la vie et ne pensant qu’à s'amuser et se distraire comme si "l'hiver" ne menaçait pas tous les êtres vivants. Et, justement, nous sommes à la fin de l'hiver, la fourmi, qui restait chez elle, parce que ne manquant de rien après tout le travail du printemps et de l'été, entend frapper à sa porte. Par l'oeil de perdrix elle aperçoit la moitié du visage de la cigale : - que me veut- encore cette cigale ? Je ne suis pas une association de charité, moi, je n'ouvre pas !

    Mais la cigale s'acharnait contre la porte :- toc, toc, toc !

    Une foule d'animaux et d'oiseaux, les badauds de la foret et les voisins oisifs en cette fin de saison difficile, était là, bruyants et curieux. La fourmi finit par ouvrir à son amie, une amie bien que tout les opposait. Alors que voit-elle, notre chère fourmi ? Une cigale habillée comme une princesse, avec manteau de fourrure et tout le reste, au volant d'un 4.4 luxueux et peint de la couleur préférée par la fourmi : ce noir qui inspire, avec la peur et l'inquiétude, le sommeil et le repos ! Tout le monde de la foret, ou presque, était là en pleine admiration, car ce monde ne connait pas de jalousie, pour la cigale ! La fourmi, ébahie, mais toujours fière, demanda à la cigale : - alors, dis-moi, vite, qu'est ce que tu me voeux encore, et a la fin de l'hiver, tu crois que je suis la banque mondiale, toi, ou quoi ? Tout le monde souriait et il y en avait même, le singe par exemple, qui se tordait de rire. Mais la cigale, joyeuse et bienveillante, comme d'habitude, dit : - Désolée, chère amie, pour le dérangement, mais j'ai vraiment besoin de toi ! La fourmi, en colère:- je n'ai plus de stock d'aliments, c'est fini, ma belle, et nous sommes à la fin de l'hiver, va chercher ailleurs, et puis quand je te demandais de penser à ton avenir...

    Le rire augmentant autour d'elles, la cigale, calme et tranquille, l’interrompt : - Mais laisse-moi finir, mon amie, je viens te demander, toi qui es ma meilleure amie, de garder ma maison pendant mon voyage...

    La fourmi, comme soulagée, se sent enfin curieuse :- Ton voyage, toi tu vas voyager en cette maudite fin d’hiver ? Non, laisse moi rire ! Le monde de la foret riait encore, effectivement, mais la cigale ajouta : - c'est sérieux ce que je te dis : je vais à Hollywood...non, laisse-moi finir, s’il te plait, un grand producteur m'a sélectionné pour chanter dans son nouveau film, et, c'est tout marche bien, je ferai une tournée de chant dans les états unis d’Amérique !

    C'est à ce moment précis que la fourmi remarqua réellement le 4.4 et tout le luxe de son amie :-Comme ça, tu vas travailler à Hollywood ?

    La cigale acquiesça par un geste de sa tête et la fourmi continua :- Et toutes ces choses là, comment tu les as ? La cigale sourit :- grâce à l'avance sur mon salaire d’actrice ! La fourmi se mit à réfléchir mais la cigale l’interpella :- alors, pour la maison, je peux compter sur toi ?

    La fourmi répond tout de suite :- Bien sur, comme toujours, mais à une condition ?

    La cigale attendait impatiemment cette condition mais la fourmi ne tardait pas à l’émettre :- Toi, qui vas avoir, maintenant beaucoup d'argent, grâce à ton talent, tu vas passer en France, s'il te plait, chercher la tombe de La Fontaine et pisser dessus jusqu'a inondation s'en suive !

    Et, c'est là que prend fin cette blague. En fait, le sens commun, qui en est le créateur, s'est dépassé, en quelque sorte, par lui même. Il dépasse un schème que toutes les cultures anciennes, Evos chez les Grecs que vont reprendre les cultures modernes, la Kalila oi Dimna des Arabes adaptée des persans, la Fontaine, adaptateur d'Evos, qui sera lui aussi très adapté,etc...Ont cherché à inculquer aux petits et aux grands, à travers des fables différentes, par leur forme, comme celui du laboureur et ses enfants : travaillez, prenez de la peine...Evidement, ce schème, du travailleur, devait s'opposer à celui de l'artiste et du bon vivant, à celui ou toutes les personnes qui ne prennent pas la vie avec le même "sérieux" qu'une fourmi ou un laboureur !

    Cependant cette blague ne fait qu'endurer le premier schème de plusieurs façons : 1- la seule valeur payante, réellement, dans la vie est le travail. Ceci n'est pas tout à fait faut : la fourmi a raison de penser aux jours difficiles et de travailler pour gagner sa vie. Mais elle passe à coté d'une autre vérité : il n'y a pas que le travail dans la vie. Il y a la joie du travail, certes. Il y a aussi les autres plaisirs du repos, de la paresse, des rencontres et d&couvertes, etc...là ou la fable trompe la fourmi, et nous trompe, c'est de nous dire que la vie d'un travailleur, et uniquement par le travail, est une vie joyeuse, sécurisée, équilibrée; la fourmi est l'autre visage de l'avare pour ne pas utiliser d'autres mots comme aliénée ou passionnée! 2- L'artiste, la cigale, dans cette nouvelle blague, qui n'est donc pas tout à fait nouvelle, ne fait rien, par rapport au grand travailleur, un oisif fini, épris de ses plaisirs et ses passions, qui ne pense qu'a s'amuser et jouir : le sens commun ne voit jamais le travail colossal et acharné dont a besoin souvent un artiste pour jouer un rôle, peindre ou écrire. IL n'y voit que les artifices, les manières d'une cigale, vraie ou fausse artiste. Et, c'est juste, la fable a encore raison sur ce point, qu'il y a beaucoup d'artistes qui n'ont pas pu aller loin dans leur carrière parce qu'ils se sont trop donnés à ces artifices et manières. Ceci est vrai également pour des gens, dans la vie ordinaire, avec ou sans talent ni ambition artistique ! 3- Cette fable continue à séparer deux visages complémentaires, dans la vie réelle, tout à fait indispensables, les deux, pour une vie saine, humaine: travailleur et jouisseur. Elle nous avertit, sans doute sur les risques et dérapages du second. Si c'est juste pourquoi ne le fait-il pas pour les risques et dérapage du premier ? Chacun de nous vit avec deux personnages : la fourmi et la cigale; pauvre laboureur et pauvres enfants !
    ليلى ناسمي
    ليلى ناسمي
    إدارة عامـة


    الجنس : انثى
    عدد الرسائل : 2322
    العمر : 62
    المكان : تونس العاصمة
    الهوايات : الأدب والشطرنج
    تاريخ التسجيل : 18/06/2007

    بطاقة الشخصية
    مدونة:

    موقع الكاتب والباحث الميلودي شغموم Empty رد: موقع الكاتب والباحث الميلودي شغموم

    مُساهمة من طرف ليلى ناسمي الجمعة 11 يناير - 5:44


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو - 9:45