القصة القصيرة جدا تومض في لفقيه بن صالح
محمد أيت حنا
http://laghtiri1965.malware-site.www/archive/2008/2/458907.html
بتنسيق من جمعية التواصل الثقافي و الأدبي بلفقيه بنصالح، نظم الصالون الأدبي مهرجان القصة القصيرة جدا الأول و الذي اختار شعارا له: جمالية القصة القصيرة جدا، دورة ابراهيم بوعلو.
و قد وزع المهرجان على يومي الجمعة الأول من فبراير 2008 و السبت الثاني منه. كما وزع من حيث تنظيمه إلى يوم لقراءة القصة القصيرة جدا و يوم لإنجاز قراءات حولها.
يوم القراءة:
افتتحت جلسة يوم الجمعة بكلمتين ترحيبيتين، قدم الأولى المبدع عبد الغني فوزي باسم جمعية التواصل الأدبي و الثقافي، و حاول عبرها الترحيب بالضيوف و إبراز أهداف الملتقى و المجهود الذي بدل لإنجازه. فيما قدم الورقة الثانية المبدع أحمد شكر باسم الصالون الأدبي و قد رامت الورقة أساسا تعريف جمهور لفقيه بنصالح بهذا المولود الأدبي الذي يدعى الصالون الأدبي و الذي غدا يكبر و ينمو بشكل غدت معه أنشطته متعددة و رقعته الجغرافية واسعة.
بعد ذلك اعطيت انطلاقة الجلسة التي سهر على تسييرها كل من المبدعين عبد الواحد كفيح و عز الدين الماعزي، فكان للحضور موعد مع ومضات قصصية مهرت بتوقيع مجموعة من المبدعين المفتونين بسحر هذه الجنية المسماة قصة قصيرة جدا، فتناوب على مقعد القراءة كل من: سعيد بوكرامي، مصطفى لغتيري، محمد تنفو، الزهرة رميج، جبران أبو مروان الكرواني، محمد حاضي، عبد الله المتقي، حسن برطال، عز الدين الماعزي، مليكة صراري،حميد ركاطة، السعدية باحدة، فاطمة سبيل،الطاهر لكنيزي، بشير الأزمي، محمد حاضي. إضافة إلى الكاتبة الشابة مليكة الشجعي الفائزة بالجائزة الأولى لمسابقة ابراهيم بوعلو في دورتها الأولى.
و حتى أولئك الذين تعذر عليهم الحضور أرسلوا أعمالهم لتنوب عنهم، فاستطاع الحضور الكريم أن يستمتع بقصص قصيرة جدا لاسماعيل البيحياوي و الكاتب الكبير عزالدين التازي، قرئت بالنيابة عنهما ، بواسطة المبدع الواعد عزيز مكاك.
و قد تخللت القراءات معزوفات على آلة العود و حفلة شاي.
يوم القراءات:
على الرغم من جدة هذا الجنس الأدبي الذي أضحى يسمى قصة قصيرة جدا، فإن النقاد استطاعوا أن يبينوا حنكة كبيرة و دراية واسعة في التعامل معه و قراءته، إذ قدم مجموعة من النقاد المغاربة ورقات لامعة أضاءت الطريق أمام الحضور لقراءة و تذوق جمالية هذا الجنس الأدبي الجديد.
فقد كان الحضور على موعد صبيحة السبت مع قراءات نقدية رامت الخوض في تيمة الجمالية في القصة القصيرة جدا. وقد اضطلع بهذه القراءات كل من:
الناقد محمد رمصيص الذي عنون ورقته ب: القصة الومضة بين اقتصاد الحكي و اللغة
و الناقدة سعاد مسكين التي قدمت ورقة بعنوان جماليات القصة القصيرة جدا: مغامرة السؤال و مغامرة الكتابة.
و الناقدة سلمى براهمة التي اختارت عنوانا لورقتها: جمالية القصة القصيرة جدا.
و أخيرا قدم الأستاذ عبد الرحمان مولي قراءة لامعة في مجموعة "حب على طريقة الكبار" للمبدع عز الدين الماعزي.
و قد ركزت مجمل الورقات على أن ما يصنع نظام الجمال في القصة القصيرة جدا هو القطع مع المفاهيم الجمالية لباقي الأجناس الأدبية، ذلك أن القصة القصيرة جدا جنس جديد يقطع مع كل أنظمة و قوالب الإبداع السابقة مما يجعله يتطلب نمطا خاصا من التعامل. و إذا كان نقادنا قد أبدعوا أيما إبداع في تحليلهم لنظام الجمال في القصة القصيرة جدا،فإن الحضور لم يقل عنهم تألقا إذ أبان جمهور لفقيه بن صالح عن مواكبة للعمل الإبداعي لم نعد نشهدما حتى في كبريات المدن.
أخيرا قام السيد مصطفى لغتيري رئيس الصالون الأدبي بمنح الكاتبة الشابة مليكة الشجعي جائزتها و نوه بالفائزين الثاني و الثالث: لبنى اليزيدي و سامي الدقاقي الذين تعذرا عليهما الحضور. و قد ضرب المنضمون موعدا للجمهور في السنة القادمة سعيا منهم لجعل هذا الملتقى موعدا سنويا.
اختتم المهرجان بالوقوف دقيقة صمت و قراءة الفاتحة ترحما على روحي ابنة القاص المصطفى كليتي و أخت الشاعر عبد السلام مصباح.